تقارير النفطرئيسيةنفط

مصافي الصين المستقلة تتجه إلى نوعيات جديدة من النفط الروسي أسوة بالهند (تقرير)

والنفط الإيراني الخاسر الأكبر

رجب عز الدين

تستعد مصافي الصين المستقلة لتجربة نوعيات جديدة من النفط الروسي، أسوة بنظيرتها الهندية التي بدأت شراء بعض هذه النوعيات القطبية منذ ديسمبر/كانون الأول (2022).

وأظهرت بيانات حديثة استقبال المصافي المستقلة في مقاطعة شاندونغ الصينية نوعيات جديدة من خام النفط الروسي الخفيف، وفقًا لمنصة إس آند بي غلوبال بلاتس المتخصصة (S&P Global Platts).

وتترقب مصافي الصين المستقلة استقبال 5 شحنات محملة من منطقة القطب الشمالي غرب روسيا نهاية شهر فبراير/شباط 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

(الطن المتري يعادل 7.1 برميلًا).

ويبلغ إجمالي حجم هذه الشحنات قرابة 605 آلاف طن متري (4.43 مليون برميل)، ومن المتوقع وصولها إلى مواني مقاطعة شاندونغ خلال الأسبوع المقبل.

النفط من القطب الشمالي

استقبلت مصافي الصين المستقلة كميات من الخام الخفيف من القطب الشمالي لأول مرة في الأيام الماضية (21- 24 فبراير/شباط 2023)، وفقًا لبيانات منصة إس آند بي غلوبال بلاتس.

وتنتج روسيا أنواعًا مختلفة من النفط الثقيل والخفيف، أبرزها خام الأورال الرئيس، ومزيج شرق سيبريا والمحيط الهادئ، ومزيج سوكول، ومزيج سخالين.

كما تنتج نوعيات أخرى، مثل مزيج فاراندي بلند، ومزيج نوفي بورت، ومزيج إسبو، ومزيج أركو الثقيل الحامض، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت هذه النوعيات تُباع إلى مصافي التكرير الأوروبية قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، ونادرًا ما كانت تُباع إلى مصافي الصين المستقلة.

خام فاراندي

مصافي الصين
مهندسو شركة سينوبك الصينية - الصورة من موقع china daily

أصبحت مصافي الصين المستقلة طليقة اليد في التعامل على شحنات فاراندي والخامات الروسية القطبية، وسط غياب البيانات عن موقف المصافي الحكومية العملاقة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المقرر وصول 4 شحنات من خام فاراندي بلند، وشحنة من خام نوفي بورت إلى مواني مقاطعة شاندونغ الصينية الأسبوع المقبل، وهي نوعيات خفيفة حلوة.

وحطت شحنتان حمولتهما في ميناءي تشينغداو وريتشاو خلال الأيام الماضية، وسط ترقب لوصول باقي الشحنات خلال الأيام المقبلة.

وتُنتج هذه النوعيات من حقول كولا وأومبا النفطية في مناطق القطب الشمالي الواقعة شمال غرب روسيا.

خام إسبو المفضل

يحبذ قطاع تكرير النفط في مقاطعة شاندونغ خام إسبو الروسي، لتنوع المواد الأولية الكامنة في تركيبته الكيميائية، التي تساعد في جودة عمليات تكرير المشتقات النفطية النهائية، مثل البنزين والديزل وغيرهما.

كما يفضل القطاع معالجة خامي سخالين والأورال -بعد خام إسبو- لتشابههما في خصائص التركيب الكيميائي المرنة رغم وجود بعض الاختلافات الطفيفة.

واستحوذت شركة دونغ مينغ بتروكيمكال -ومقرها شاندونغ- على شحنتين من مزيج سخالين الروسي الخفيف في شهر يناير/كانون الثاني 2023.

وتختلف خصائص خام فاراندي بلند وخام نوفي بورت بدرجة أكبر عن الخامات السابقة، إلا أن مصافي الصين المستقلة لن تجد مشكلة فنية كبيرة في معالجتها لغلبة أوجه الشبه على الخلاف.

درجات تركيز الكبريت

تبلغ درجة تركيز الكبريت 0.5% في خام فاراندي بلند، المنتج من شركة لوك أويل الروسية، في حين تصل هذه النسبة في خام نوفي بورت المستخرج من حقل نوفوبورتوفسكوي إلى 0.1%.

وأما خام إسبو فيحتوي على نسبة كبريت تتراوح بين 0.58% و0.65%، في حين يحتوى خام الأورال على نسبة 1.4% من الكبريت، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشتري مصافي الصين المستقلة خامات فاراندي بلند ونوفي بورت بأسعار أقل من خام إسبو المفضل لديها، بفارق دولارين للبرميل، ما يعزز من أرباحها.

أوكازيون خصومات روسية

مصافي الصين المستقلة
مصفاة تكرير في مقاطعة هوبي الصينية- الصورة من رويترز

تبيع الشركات الروسية خام فاراندي بلند إلى العملاء الصينيين بخصومات مغرية تصل إلى 10 دولارات أقل من خام برنت، كما تقدم نسب خصم قريبة للعملاء الهنود، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ووصلت التخفيضات المقدمة على خام إسبو إلى 8.5 دولارًا للبرميل، وفقًا لعقود تسليم مارس/آذار 2023، مقارنة بخصومات سابقة بلغت 8 دولارات للبرميل.

كما بِيع خام الأورال بتخفيضات أكبر وصلت إلى 14 دولارًا للبرميل وفقًا لعقود تسليم أبريل/نيسان 2023، مقارنة بخصومات بلغت 13 دولارًا في تداولات سابقة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

حظر النفط والديزل الروسي

تقدم موسكو هذه الإغراءات إلى أكبر الاقتصادات الآسيوية، بهدف تصريف منتجها النفطي الضخم إلى عملاء جدد، بعد أن أغلقت القارة الأوروبية أبوابها أمامه منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الممتدة منذ فبراير/شباط 2022، وحتى الآن.

وتواجه صادرات النفط الروسي عقوبات أوروبية وأميركية منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، مع استثناءات طفيفة لدول شرق أوروبا، مثل المجر وبلغاريا والتشيك وسلوفاكيا.

كما واجهت واردات المشتقات النفطية الروسية، لا سيما الديزل الروسي، حظرًا جديدًا دخل حيز التنفيذ منذ 5 فبراير/شباط 2023، في محاولة للضغط على موسكو لإنهاء الحرب الأوكرانية.

النفط الإيراني الخاسر

في الوقت نفسه، تواجه شحنات النفط الإيراني منافسة شرشة في الوصول إلى العملاء الصينيين والهنود، بسبب التخفيضات المغرية التي تقدمها الشركات الروسية لهذه الأسواق.

وتتفوّق روسيا على إيران في هذه المنافسة، لتقديمها أكثر من خام بأسعار وخصومات مغرية، ما يضع مصافي التكرير الصينية والهندية في موقف مريح للمفاضلة بين العروض الروسية والإيرانية على أساس التكلفة والشحن وغيرها.

وتستورد مصافي التكرير الهندية نوعيات مختلفة من النفط الروسي، إلا أنها بدأت التعاقد على شراء خام فاراندي بلند -المتجه إلى الصين مؤخرًا - منذ نهاية العام الماضي (2022).

وتلقت المصافي الهندية شحنات روسية بلغ حجمها قرابة 1.82 مليون برميل من مزيج فاراندي بلند القادم من مدينة مورمانسك الروسية المطلة على بحر بارنتس خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.

مزيج فاراندي في الهند

استحوذ مزيج فاراندي بلند -الخفيف الحلو- على 13% من إجمالي واردات الهند من النفط الروسي خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، مقارنة بلا شيء في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وارتفعت واردات الهند من النفط الروسي إلى مستوى قياسي بلغ 1.4 مليون برميل يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، بزيادة 9.2% عن الواردات المسجلة في ديسمبر/كانون الأول 2022.

ويستحوذ خام الأورال الروسي على 80% من مشتريات الهند من النفط الروسي، إلا أن نيودلهي بدأت تفكر في تنويع الخامات المستوردة من روسيا في إطار التخفيضات المستمرة التي تعلنها موسكو باستمرار لكل مزيج من منتجاتها.

وباعت موسكو خام الأورال إلى الهند بسعر 49 دولارًا للبرميل، في نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بخصومات وصلت إلى 11 دولارًا للبرميل، كما باعته في الأشهر الأولى للحرب بخصومات وصلت إلى 30 دولارًا للبرميل، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وزادت مصافي التكرير الهندية من مشتريات النفط الروسي المحاصر خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، إلى جانب مشترياتها من النفط العراقي والسعودي.

وارتفعت واردات شركة ريلاينس إندستريز ليمتد -المالكة لأكبر مجمع تكرير في الهند العالم- من النفط الروسي إلى 455.6 ألف برميل يوميًا، خلال شهر يناير/كانون الثاني (2023)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق