مشروعات الغاز المسال في أميركا تجذب استثمارات بـ100 مليار دولار (تقرير)
خلال السنوات الـ5 المقبلة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
من المتوقّع أن تستمر طفرة إنتاج الغاز المسال في أميركا خلال السنوات المقبلة، في ظل سعي العديد من الدول خصوصًا القارة الأوروبية إلى تأمين الإمدادات؛ ما يدعم الصادرات الأميركية لتجاوز أستراليا وقطر.
وأوضح تقرير حديث لشركة وود ماكنزي أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال احتلت المركز الثالث عالميًا، خلال العام الماضي (2022)، لتسجّل نحو 76.4 مليون طن متري.
وترى الشركة أن أسعار الغاز المرتفعة مع الطلب المتزايد لتعزيز أمن الطاقة عالميًا، ستجعل الولايات المتحدة مصدرًا رئيسًا للغاز المسال؛ ما يمهد الطريق لضخ استثمارات تصل لـ100 مليار دولار لدعم نمو الصادرات.
ومع استئناف العمل بمحطة فريبورت الأميركية للغاز المسال، المتوقع في مارس/آذار 2023، توقّع التقرير أن تتخطى صادرات أميركا من الغاز المسال كلًا من قطر وأستراليا، لتصل إلى 89 مليون طن متري خلال العام الجاري (2023).
وتأي عودة محطة فريبورت للعمل -ثاني أكبر المنشآت الأميركية لتصدير الغاز المسال- بعد توقّفها منذ يونيو/حزيران (2022) نتيجة تعرضها لحريق.
مشروعات جديدة
تتوقع وود ماكنزي أن تنمو قدرة إنتاج الغاز المسال في أميركا بين 70 مليونًا و190 مليون طن سنويًا قبل نهاية العقد الجاري (2030)، بفضل عدد من المشروعات قيد الإنشاء حاليًا وأخرى محتملة، وهو ما قد يزيد الصادرات بأكثر من الضعف.
ولتحقيق هذا النمو، يتعين على الولايات المتحدة إطلاق عدد كبير من المشروعات الجديدة باستثمارات تصل إلى 100 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
ومن جهته، أوضح رئيس أبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في وود ماكنزي، غايلز فرير، أن العام الماضي وحده شهد توقيع صفقات أميركية جديدة طويلة الأجل متضمنة إنتاج نحو 65 مليون طن سنويًا من الغاز المسال في أميركا، مقابل 18.5 مليون طن في عام 2021.
ويدعم ذلك الولايات المتحدة لتجاوز صادرات أستراليا وقطر من الغاز المسال، التي بلغت 83.7 مليونًا و83 مليون طن على التوالي في 2022، وفق تقديرات معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
ومن المقرر تنفيذ المشروعات الجديدة من قِبل القطاع الخاص والعام معًا، وسط تطلع المشروعات التي لم تحصل على قرار الاستثمار النهائي للحصول على تمويلات خارجية.
مخاطر محتملة
رغم التوقعات المتفائلة؛ فإن وود ماكنزي ترى أن هناك بعض التحديات التي قد تمثل عائقًا أمام نمو قدرة الغاز المسال في أميركا؛ ومن أبرزها احتمال مواجهة المطورين زيادة التكلفة، الناتجة عن اضطرابات سلاسل التوريد والتنافس للحصول على الموارد.
وأكد محلل أبحاث الغاز لدى وود ماكنزي، شون هاريسون، أن هناك تضخمًا حدث بالفعل في تكلفة مشروعات حالية بنسبة تزيد على 20%، مقارنة بالمشروعات التي نُفذت في السنوات الـ5 الماضية.
ويرى هاريسون أنه مع زيادة عدد المشروعات ستكون هناك حالة من التنافس التي قد تسبب ضغطًا على أسعار المواد الخام وتكلفة العمالة؛ ما يؤدي إلى تضخم في التكلفة، وبالتبعية تأخير بعض المشروعات.
وفي المقابل، سيؤدي ذلك التنافس -بحسب توقعات محلل وود ماكنزي- إلى جعل رسوم تسييل الغاز منخفضة تتراوح بين 2 دولار و2.5 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بالنسبة للاتفاقيات طويلة الأجل، وهو ما قد يمثّل تحديًا للربحية.
وبناءً على ما سبق، من المتوقع أن يتراوح معدل العائد الداخلي -مقياس الربحية المحتملة للاستثمار على المدى الطويل- لبعض المشروعات بين 5 و6%؛ ما سيجعل هناك صعوبة في تأمين التمويل، وفقًا لشون هاريسون.
ويرصد الرسم البياني التالي حجم صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال:
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الغاز المسال الأميركية تجذب استثمارات غايل الهندية
- قدرة تصدير الغاز المسال في أميركا قد تقفز إلى 169 مليون طن سنويًا (تقرير)
- إيرادات صادرات الغاز المسال الأسترالي تسجل رقمًا تاريخيًا بـ90 مليار دولار
- 3 مشروعات جديدة تدعم قدرة تصدير الغاز المسال في أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- بعد عام من حرب أوكرانيا.. 10 رسومات بيانية تكشف ملامح أسواق الطاقة
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)
- 7 خبراء لـ"الطاقة": الغزو الروسي لأوكرانيا أقل تأثيرًا بعد عام.. وهذه توقعات أسعار النفط