التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير دورية رئيسية طاقة متجددة عاجل وحدة أبحاث الطاقة

استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا ترتفع إلى مستوى قياسي في 2022

بلغت 0.5 تريليون دولار

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

2023-02-22

0 1٬250

ارتفعت استثمارات الطاقة المتجددة في العالم إلى مستوى قياسي جديد خلال العام الماضي (2022)، لكنها ما زالت بعيدة عن المستهدف لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وبحسب تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) ومبادرة سياسة المناخ (CPI)، اليوم الأربعاء (22 فبراير/شباط 2023)، فإن الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة قد بلغ 499 مليار دولار عام 2022، مقابل 430 مليار دولار عام 2021، لكنه ما زال أقل من 40% من متوسط الاستثمار المطلوب سنويًا بين عامي 2021 و2030، وفقًا لسيناريو خفض درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية.

وبحسب تقرير "المشهد العالمي لتمويل الطاقة المتجددة 2023"، ارتفع الاستثمار العالمي في تقنيات تحول الطاقة -بما في ذلك كفاءة الطاقة- إلى 1.3 تريليون دولار خلال عام 2022، بزيادة 19% على أساس سنوي، ونحو 50% عن مستويات ما قبل الوباء في عام 2019.

استثمارات تحول الطاقة

ترى "آيرينا" ضرورة ارتفاع استثمارات تحول الطاقة التراكمية إلى 131 تريليون دولار بين عامي 2021 و2050، من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وعلى المدى القصير، يحتاج العالم إلى استثمار ما يصل إلى 5.7 تريليون دولار سنويًا بين عامي 2021 و2030، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويرصد الرسم البياني التالي استثمارات تحول الطاقة عالميًا بين عامي 2004 و2022، وفق تقديرات مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.

استثمارات الطاقة منخفضة الكربون

وأشار تقرير "آيرينا" إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتوسيع نطاق استثمارات الطاقة المتجددة خارج الشبكة الكهربائية، موضحًا الحاجة إلى 2.3 مليار دولار سنويًا في هذا القطاع بين عامي 2021 و2030، وهو أقل بكثير من الاستثمارات الحالية لعام 2021 عند 0.5 مليار دولار.

وعلاوة على ذلك، يجب ضخ الاستثمارات في تقنيات مختلفة وناشئة، لدعم تحول الطاقة، لأن الإنفاق العالمي أصبح متركزًا في مصادر معينة، إذ اجتذبت الطاقة الشمسية الكهروضوئية وحدها 43% من إجمالي الاستثمار في الطاقة المتجددة عام 2020، تليها الرياح البرية والبحرية بنسبة 35% و12% على التوالي، ويبدو أن الوضع كما هو عليه في 2022، وفق التقديرات الأولية.

ومن جهة أخرى، حتى تكون استثمارات تحول الطاقة عالميًا كافية لتحقيق سيناريو 1.5 درجة مئوية، يجب إعادة توجيه 0.7 تريليون دولار سنويًا من الوقود الأحفوري إلى التقنيات النظيفة.

ورغم ذلك، فإن استثمارات الوقود الأحفوري آخذة في الارتفاع مع أزمة الطاقة، إذ زادت البنوك الكبرى إنفاقها على النفط والغاز والفحم بمتوسط 0.75 تريليون دولار سنويًا منذ اتفاقية باريس للمناخ 2015.

وحتى تتحقق الأهداف المناخية يجب أن يقترن الإلغاء التدريجي للاستثمارات في أصول الوقود الأحفوري بإلغاء الإعانات لتحقيق تكافؤ الفرص مع استثمارات الطاقة المتجددة.

وتواصل صناعة الوقود الأحفوري الاستفادة من الإعانات الحكومية، التي تجاوزت تريليون دولار لأول مرة في 2022، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية، التي يوضحها الرسم أدناه:

دعم الوقود الأحفوري عالميًا

تفاوت واضح بين المناطق

تواصل منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ جذب غالبية استثمارات الطاقة المتجددة العالمية بنحو ثلثي الإجمالي العالمي في عام 2022، بقيادة الصين.

وبين عامي 2013 و2020 جذبت الصين وحدها ما يتراوح بين 23% و39% من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة.

وبمقارنة تمويل مصادر الطاقة المتجددة عبر البلدان والمناطق، يُظهر التقرير أن التفاوتات الصارخة قد زادت بصورة كبيرة خلال السنوات الـ6 الماضية.

وتلقى 70% تقريبًا من سكان العالم، ومعظمهم يقيمون في الدول النامية والناشئة، 15% فقط من استثمارات الطاقة المتجددة في عام 2020.

وعلى سبيل المثال، تلقت دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أقل من 1.5% من الإنفاق العالمي على الطاقة المتجددة بين عامي 2000 و2020، وفي عام 2021، كان نصيب الفرد من الاستثمار في أوروبا أعلى بنحو 127 مرة من البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى.

ويؤكد التقرير ضرورة تعزيز الإقراض للبلدان النامية، التي تتطلع إلى نشر مصادر الطاقة المتجددة، ويسلّط الضوء على الحاجة إلى التمويل العام لتقديم دور أقوى بكثير، يتجاوز التخفيف من مخاطر الاستثمار.

ويقول مدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فرانشيسكو لا كاميرا: "من أجل أن يؤدي تحول الطاقة إلى تحسين الحياة وسبل العيش، تحتاج الحكومات وشركاء التنمية إلى ضمان تدفق أكثر إنصافًا للتمويل من خلال التعرف على الاحتياجات المختلفة للدول".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..