رئيسيةأخبار النفطنفط

زيت الوقود الهندي في طريقه إلى بنغلاديش قريبًا

يُستعمل في توليد الكهرباء بدلًا من الغاز

رجب عز الدين

يستعد زيت الوقود الهندي للتدفق إلى الجارة المأزومة بنغلاديش، التي تعاني ضعف قدرتها على شراء مزيد من الغاز المسال لاشتعال أسعاره العالمية.

وأعلنت شركة بي بي سي البنغلاديشية استعدادها لاستقبال الوقود الهندي المستعمل في توليد الكهرباء عبر خط أنابيب يربطها بالهند، وفقًا لمنصة إس آند بي غلوبال المتخصصة (s & p global).

وانتهت الشركة من بناء خط الأنابيب الذي شرعت فيه منذ أوائل عام 2020، ومن المقرر بدء ضخ زيت الوقود الهندي عبره خلال أسابيع قليلة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتحيط الهند ببنغلاديش من كل الجهات الجغرافية عدا أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، إذ الحدود مع دولة ميانمار التي يطلق عليها أحيانًا "بورما".

موعد تشغيل الخط

زيت الوقود الهندي
رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد في زيارة للهند سبتمبر الماضي (2022) - الصورة من أسوشيتد برس

من المتوقع بدء تشغيل خط الأنابيب، بداية من 17 مارس/آذار 2023، في إطار حفل افتتاح يُجرى الترتيب له بحضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيسة الوزراء البنغلاديشية شيخة حسينة واجد عبر تقنية الاتصال عن بُعد.

ويبلغ طول خط أنابيب الصداقة بين الهند وبنغلاديش قرابة 130 كيلومترًا، تقع 5 كيلومترات منها في الهند، ويمر الخط عبر مناطق بانشاجاره، ونيلفاماري، وديناجبور، المحلية إلى منشأة بارباتيبور لتخزين النفط في بنغلاديش.

وبمجرد تشغيل خط الأنابيب العابر للحدود، ستتوقف بنغلاديش عن استيراد زيت الوقود من الهند عبر السكك الحديدية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خفض تكلفة النقل

تستورد الدولة الرائدة في صناعة الملابس الجاهزة قرابة 2200 طن متري من زيت الوقود من الشركات الهندية شهريًا، عبر خط سكة حديد غرب البنغال، ثم إلى سكة حديد بنغلاديش، وصولًا إلى منشأة تخزين بارباتيبور للنفط شمال البلاد.

ويستهدف الخط إمداد المنطقة الشمالية من بنغلاديش باحتياجاتها من زيت الوقود، لصعوبة نقله من الميناء البحري الرئيس الواقع جنوب البلاد والمعروف باسم "تشاتوغرام" أو "شيتاغونغ".

ومن المقرر استهلاك زيت الوقود الهندي في أغراض الزراعة، إذ يبلغ الطلب على الديزل المستعمل في تشغيل الآلات والمحركات الزراعية قرابة 1.1 مليون طن متري سنويًا.

وتعادل هذه الكمية خُمس احتياجات بنغلاديش من الغاز المسال الذي تواجه الدولة مشكلة مالية في استيراده منذ منتصف العام الماضي، بسبب تدهور الاحتياطي النقدي للبلاد.

وتتوقع بنغلاديش انخفاض تكلفة شراء زيت الوقود من الهند عبر خط الأنابيب الجديد، مقارنة بتكاليف نقله السابقة عبر السكك الحديدية الأقل كفاءة -أيضًا-.

مدة العقد

ينص التعاقد -الذي أبرمته شركة بي بي سي البنغلاديشية مع الشركات الهندية- على شراء زيت الوقود الهندي على الكبريت (بنسبة 0.005%)، من خط الأنابيب الجديد لمدة 15 عامًا بعلاوة قدرها 5.5 دولارًا للبرميل على متوسط بلاتس زيت الوقود في الخليج العربي.

ومن المخطط نقل 250 ألف طن متري سنويًا عبر خط الأنابيب الجديد، تزيد بعد ذلك تدريجيًا إلى 400 ألف طن متري خلال السنوات الـ5 الأولى، ثم إلى 500 ألف طن بعد ذلك.

ويمكن تعديل الكميات المنقولة عبر الخط بناء على تفاهمات الطلب بين الجانبين، كما يمكن مد الاتفاقية إلى أبعد من 15 عامًا، وفقًا لبنود التعاقد التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

 3 آلاف ميغاواط

زيت الوقود الهندي
احتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي في بنغلاديش العام الماضي - الصورة من موقع energy connects

تعتمد بنغلاديش ذات الـ165 مليون نسمة على زيت الوقود في توليد 3 آلاف ميغاواط من الكهرباء، ما يعادل 35%من إنتاج الكهرباء المحلي البالغ 9.1 ألف ميغاواط.

وزيت الوقود عالي الكبريت هو أحد المشتقات النفطية المستعملة في توليد الكهرباء في بعض الدول النامية، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ضغوطًا هائلة في الاستهلاك.

وواجهت بنغلاديش أزمة في احتياطات النقد الأجنبي خلال العام الماضي، ما اضطرها إلى خفض واردات الغاز المسال منذ منتصف العام الماضي، بسبب اشتعال أسعاره عالميًا، وتهافت الأوروبيين على ناقلات الغاز المسال المتجه إلى آسيا بعد أزمة الغاز الروسي.

ورغم هدوء أسعار الغاز المسال خلال الشهرين الماضيين، فإن قدرة بنغلاديش على الشراء ما زالت محدودة، وسط توقعات إضافية بارتفاع الطلب الصيني، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز الآسيوية خلال عام 2023.

ضغوط أسعار الغاز

تتوقع شركة أبحاث الطاقة "ريستاد إنرجي" ارتفاع متوسط أسعار الغاز في آسيا إلى 32 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال العام الجاري.

ويزيد هذا المتوسط كثيرًا عن السعر الذي يعدّه المسؤولون في بنغلاديش مقبولًا لشراء الغاز من الأسواق الفورية في حدود 20 دولارًا.

وتتفاوض شركات بنغلاديشية مع شركات في بابوا غينيا الجديدة، لتأمين صفقات جديدة خلال العام الجاري، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

سلطنة بروناي

تتفاوض رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد مع سلطنة بروناي، للحصول على صفقة توريد للغاز المسال منذ 19 أكتوبر/تشرين الثاني (2022)، إلا أنها لم تسفر عن اتفاقات تنفيذية حتى الآن.

وتبحث بنغلاديش بالتوازي عن أسواق جديدة لشراء زيت الوقود عالي الكبريت، في إطار خطط توفير بدائل الغاز المستعملة في توليد الكهرباء في بلد يمتلك صناعة عالمية رائدة في مجال الملابس الجاهزة.

ومن المتوقع ارتفاع واردات بنغلاديش من زيت الوقود إلى 5.5 مليون طن متري خلال عام 2023، بزيادة قدرها 22.2% عن العام السابق، وفقًا لتقديرات منصة إس آند بي غلوبال.

موضوعات متعلقة...

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق