التقاريرالتغير المناخيالتقارير السنويةتقارير التغير المناخيتقارير منوعةرئيسيةعاجلمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة ترتفع للعام الثاني على التوالي

رغم قفزة أسعار الوقود الأحفوري في 2022

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • انبعاثات الميثان العالمية ترتفع 2% رغم زيادة أسعار الطاقة في 2022
  • قطاع النفط الأكثر إطلاقًا لانبعاثات غاز الميثان في 2022
  • ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي لم يكن كافيًا لخفض انبعاثات الميثان
  • يمكن توفير 200 مليار متر مكعب من الغاز حال خفض انبعاثات الميثان وحرق الغاز
  • يمكن خفض 75% من انبعاثات النفط والغاز دون تكلفة إضافية

أكدت وكالة الطاقة الدولية أن مزيج أسعار الطاقة المرتفعة ومخاوف الإمدادات وعدم اليقين الاقتصادي لم يكن كافيًا لخفض انبعاثات الميثان خلال العام الماضي (2022).

وأوضحت الوكالة الدولية، في تقرير صادر اليوم الثلاثاء (21 فبراير/شباط 2023)، أن انبعاثات غاز الميثان العالمية الصادرة من قطاع الطاقة، والتي رصدها مؤشر تتبّع الميثان العالمي الخاص بالوكالة، قد ارتفعت إلى 133.3 مليون طن خلال العام الماضي، بزيادة 2% عن عام 2021، حينما بلغت 130.9 مليون طن.

واقتربت انبعاثات الميثان العالمية من مستويات ما قبل وباء كورونا المسجّلة في عام 2019 عند 135 مليون طن، ليصعد إجمالي الانبعاثات للعام الثاني على التوالي، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويُعدّ الميثان مسؤولًا عن 30% من ارتفاع درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية؛ ما يعني أن خفض انبعاثاته سيكون مؤثرًا للغاية في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتحسين جودة الهواء على المدى القريب.

زيادة انبعاثات غاز الميثان

أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن قطاع الطاقة يمثّل ما يقرب من 40% من إجمالي انبعاثات غاز الميثان المنسوبة إلى النشاط البشري، ليأتي في المرتبة الثانية بعد الزراعة.

وفي عام 2022، شكّلت أنشطة قطاع النفط 45.6 مليون طن من انبعاثات الميثان، ثم الفحم والغاز الطبيعي بنحو 41.8 و36.7 مليون طن على التوالي.

وبحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، فإن انبعاثات غاز الميثان من قطاع الفحم تجاوزت مستويات ما قبل الوباء البالغة 40.1 مليون طن، مع تزايد الاعتماد على هذا الوقود الأحفوري العام الماضي، وسط نقص إمدادات الغاز الطبيعي على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما أطلق قطاع الطاقة الحيوية 10 ملايين طن من انبعاثات الميثان، وهذا يرجع إلى حدّ كبير للاستعمال التقليدي للكتلة الحيوية في الطهي وخلافه، حسب وكالة الطاقة الدولية.

وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن العالم يحرز بعض التقدم في انبعاثات غاز الميثان، لكنها ما زالت مرتفعة، ولا تنخفض بالسرعة الكافية، رغم أن تخفيضات الميثان من بين أرخص الخيارات للحدّ من الاحتباس الحراري على المدى القريب.

ويوضح الرسم البياني التالي إجمالي انبعاثات الميثان وكثافته لمجموعة من الدول المنتجة للنفط والغاز في عام 2021:

انبعاثات الميثان

ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري لم يؤثر كثيرًا

أوضحت وكالة الطاقة الدولية أن ارتفاع أسعار الغاز والفحم في عام 2022 لم يكن كافيًا لدفع تخفيضات كبيرة في انبعاثات الميثان.

وارتفعت انبعاثات الميثان من عمليات الوقود الأحفوري إلى أكثر من 120 مليون طن عام 2022، وهو ما يقلّ قليلًا عن المستوى القياسي المسجّل عام 2019، لتواصل الصعود للعام الثاني على التوالي.

ومع ذلك، أدت الجهود المتزايدة للحدّ من الانبعاثات إلى تقليل كمية الميثان المنبعثة لكل وحدة طاقة منتجة عالميًا، كما انخفضت الانبعاثات الناتجة عن التسريبات الكبيرة المكتشفة بوساطة الأقمار الصناعية بنسبة 10% تقريبًا عام 2022.

وتقدّر وكالة الطاقة أن متوسط كثافة الميثان العالمية لإنتاج النفط والغاز الطبيعي قد انخفض بنحو 5% منذ عام 2019، لكنه ما زال مرتفعًا للغاية.

وترى الوكالة الدولية أن خفض انبعاثات الميثان فعال من حيث التكلفة في قطاع النفط والغاز، مع الإشارة إلى إمكان تجنّب 40% من الانبعاثات دون تكلفة إضافية، استنادًا إلى متوسط أسعار الغاز بين عامي 2017 و2021.

وأوضحت وكالة الطاقة أن صناعة النفط والغاز تُهدر أكثر من 260 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من خلال الاحتراق وتسرب الميثان، لكن مع السياسات الصحيحة، يمكن على الأقل توفير 200 مليار متر مكعب من الغاز الإضافي إلى الأسواق، وهي كمية أكبر من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي قبل غزو أوكرانيا.

كيفية خفض انبعاثات الميثان

تُقدّر وكالة الطاقة الدولية أن ما يقرب من 80% من خيارات تقليل انبعاثات الميثان الناتجة عن عمليات النفط والغاز عالميًا يمكن تنفيذها دون تكلفة صافية.

وأشارت الوكالة إلى الحاجة لاستثمارات بقيمة 100 مليار دولار حتى عام 2030، لنشر جميع تدابير الحدّ من غاز الميثان في قطاع النفط والغاز، وهذا أقل من 3% من صافي الدخل الذي حصلت عليه الصناعة عام 2022.

وهذا يعني أن هناك فرصة كبيرة لخفض انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة حول العالم، خاصة مع إمكان تقليل 70% من هذه الانبعاثات من عمليات الوقود الأحفوري باستعمال التقنيات الحالية.

وفي قطاع النفط والغاز، يمكن تقليل الانبعاثات بنسبة تزيد على 75% من خلال تنفيذ تدابير معروفة مثل برامج الكشف عن التسرب وإصلاحه وتحديث وتطوير المعدّات المتسببة في التسرب.

ويرصد الرسم الآتي أكثر 10 دول مصدّرة لانبعاثات الميثان من مناجم الفحم على مدى 20 عامًا:

مناجم الفحم

أمّا في قطاع الفحم، يمكن خفض أكثر من نصف انبعاثات الميثان من خلال الاستفادة القصوى من استغلال غاز الميثان في مناجم الفحم، أو عن طريق تقنيات الحرق أو الأكسدة عندما لا يكون استرداد الطاقة قابلًا للتطبيق.

كما أشارت وكالة الطاقة إلى أن تحقيق الوصول الشامل إلى الطهي النظيف والتدفئة الحديثة من شأنه أن يخفض الانبعاثات الناتجة عن الاحتراق التقليدي للطاقة الحيوية، ويعود بفوائد عديدة على صحة الإنسان ورفاهيته.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق