قطاع النفط والغاز أفضل الخيارات الوظيفية لعمال الطاقة (تقرير)
زيادة الأجور تدفع إلى الرضا الوظيفي
نوار صبح
- ارتفاع أسعار السلع الأساسية جعل النفط والغاز القطاع المفضّل لعمال الطاقة
- %44 من عمال النفط والغاز شهدوا زيادة في رواتبهم العام الماضي
- تأثرت صناعة البتروكيماويات أكثر من غيرها بارتفاع أسعار سلسلة التوريد وتحديات أمن الطاقة
- يزداد الطلب على العاملين في المجال النووي أكثر من أي وقت مضى
تصدّر قطاع النفط والغاز قائمة القطاعات المفضلة لدى العمال، وفق التقرير السنوي السابع لمؤشر اتجاهات القوى العالمية العاملة في قطاعات الطاقة (جي إي تي آي) لعام 2023.
وأوضح التقرير -الصادر عن شركة آير سويفت الأميركية، ومقرّها مدينة هيوستن في ولاية تكساس، المعنية بتزويد حلول القوى العاملة في صناعات الطاقة والعمليات والبنية التحتية- أن قطاع الهيدروكربونات يمثّل الخيار الأفضل لعمال الطاقة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكشف التقرير عن أن أزمة أسعار الغاز الأخيرة حوّلت قطاع النفط والغاز إلى القطاع الأكثر شعبية بالنسبة إلى عمال الطاقة للانضمام إليه، إذ أدت إلى ارتفاع الرواتب فوق مستويات ما قبل تفشّي وباء كورونا، حسبما أورد موقع مؤشر غلوبال إنرجي تالنت إندكس (Global Energy Talent Index).
وتوصَّل تقرير شركة آير سويفت إلى أن الهيدروكربونات تُعدّ سوقًا أكثر جاذبية للعمل فيها من قطاعات البتروكيماويات والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.
ووجدت الشركة أن 44% من عمال النفط والغاز شهدوا زيادة في رواتبهم العام الماضي، ويتوقع ثلثاهم زيادة رواتبهم العام المقبل منذ أن بدأت الشركات الكبرى تحقيق أرباح قياسية.
ويتوقع 41% آخرون زيادات وفيرة في الأجور تزيد على 5% العام المقبل، كما تتوقع التقديرات المتفائلة، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويدعي المؤشر أن هذه الزيادة في الأجور تدفع إلى الرضا الوظيفي، إذ قال إن 69% من عمال النفط والغاز سعداء بمناصبهم الحالية.
آراء المهنيين في قطاعات الطاقة
استطلعت شركة آير سويفت آراء المهنيين عبر قطاع النفط والغاز والطاقة المتجددة والطاقة النووية والبتروكيماويات لصياغة تقرير اتجاهات التوظيف الأكثر رسوخًا وشمولية في العالم.
وأظهرت النتائج أن زيادات أسعار الوقود الحالية أثّرت في استقطاب القوى العاملة، وأدى الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة ونقص إمداداتها إلى زيادة رواتب موظفي قطاع النفط والغاز، ما أدى إلى عودة الأجور في القطاع إلى مستويات ما قبل الوباء، وفقًا لشركة آير سويفت (Airswift).
ويكشف التقرير السنوي السابع لمؤشر اتجاهات القوى العالمية العاملة في قطاعات الطاقة (جي إي تي آي) لعام 2023، عن أن القلق في مكان العمل آخذ في الانخفاض، بسبب ارتفاع الرواتب والرضا الوظيفي، وأن النقص في كوادر قطاعات الطاقة يتفاقم بسبب زيادة تكاليف سلسلة التوريد.
وتتضمن بعض الإحصائيات الرئيسة للتقرير ما يلي:
- يفكّر أكثر من 75% من محترفي الطاقة في تغيير مهنتهم في غضون 3 سنوات، مع تفضيل غالبية العمال التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
- تدفع فجوة المهارات التكنولوجية 4 من 5 قطاعات الطاقة إلى إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي والأتمتة على حساب التوجيه والإشراف والتوظيف.
- تعني مخاوف تغير المناخ أن أكثر من 80% من المهنيين في جميع القطاعات يشيرون إلى العوامل البيئية والاجتماعية والمؤسسية، بصفتها مؤثرة في قرارهم بالانضمام إلى إحدى شركات الطاقة أو تركها.
صناعة البتروكيماويات
تأثرت صناعة البتروكيماويات أكثر من غيرها بارتفاع أسعار سلسلة التوريد وتحديات أمن الطاقة.
وعلى الرغم من الاضطراب، يظل العمال متفائلين بانتظار زيادات الأجور في العام المقبل، وستكون تلبية هذه التطلعات وإدارتها أمرًا مهمًا لضمان عدم إغراء العمال بعروض التوظيف الأكثر ربحًا.
في المقابل، يجري تعيين العديد من عمال صناعة البتروكيماويات في مسارات وظيفية متسارعة، للمساعدة في ملء فراغ الشواغر الوظيفية جرّاء التقاعد، حسبما أورد موقع مؤشر غلوبال إنرجي تالنت إندكس.
وعلى هذا النحو، من المتوقع أن تكون الزيادات في الأجور وحزم المزايا السخية ضرورية للاحتفاظ بالموظفين ذوي الإمكانات العالية، ويحتاج جزء كبير من عمال البتروكيماويات إلى الوظائف من أجل الشعور بالرضا.
تُجدر الإشارة إلى أن قطاع البتروكيمياويات منهمك في المشروعات المتميزة التي لن تسهل فقط انتقال الطاقة، وإنّما ستؤدي إلى عصر جديد من البتروكيماويات.
قطاع الطاقة النووية
أدت الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة إلى تعليق مشروعات الطاقة النووية وإبقاء الزيادات في الأجور المترتبة على الانتعاش الاقتصادي، من أجل وصولها إلى مستويات ما قبل الجائحة.
ويزداد الطلب على العاملين في مجال الطاقة النووية أكثر من أي وقت مضى. ونظرًا إلى وفرة المهارات الوظيفية المتنوعة وتقيُّدهم بقواعد السلامة، فإن لديهم مجموعة من الوظائف الشاغرة.
التنافس بين الشركات
يتزايد التنافس بين الشركات في سوق العمل، إذ إن ما يقرب من ثلث عمال قطاع النفط والغاز، الذين جرى استقطابهم، تضاعف أكثر من 6 مرات في العام الماضي، وفقًا لمؤشر اتجاهات القوى العالمية العاملة في قطاعات الطاقة (جي إي تي آي) لعام 2023.
وفي الوقت الحالي، تلوح في الأفق سلسلة من الإضرابات التي تجري في بحر الشمال جرّاء تصويت المزيد من العمال على الإضراب، إذ يكافح العمال ضد "جشع الشركات في صناعة النفط والغاز".
وتم استفتاء أكثر من ألف عامل على إمكان الإضراب داخل قطاع النفط والغاز في المملكة المتحدة، حسبما أورد موقع مؤشر غلوبال إنرجي تالنت إندكس.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة آير سويفت، جانيت ماركس: "في أعقاب العقوبات الأخيرة على روسيا، جعلت أرباح الوقود الأحفوري المرتفعة من قطاع النفط والغاز الأكثر جاذبية وتحولت إلى سوق للموظفين"، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "في أسواق مثل الولايات المتحدة، أجبرت القوانين الجديدة، التي تفرض شفافية الأجور، الشركات على التنافس علانية على الرواتب والمزايا".
وتابعت قولها: "أصبحت القوى العاملة في مجال النفط والغاز، التي تزداد رواتبها ومطلوبة على نحو متزايد، قادرة الآن على التسوق بحثًا عن أرباب العمل بناء على أدائهم البيئي والاجتماعي بالإضافة إلى الأجور".
وأشارت إلى أن "هذه فرصة لأصحاب العمل للتنافس على الكوادر البشرية الخبيرة وفق عوامل التمايز الأخرى بخلاف الرواتب، من التنوع إلى إزالة الكربون".
وقالت نائبة الرئيس التنفيذي للموارد البشرية العالمية في شركة فاريل إنرجي سوليوشنز للمعدات النفطية إيلدا أندلوز: "إن فترة" الاستقالات الكبرى في حقبة تفشي جائحة كورونا جنبًا إلى جنب مع عودة إنتاج الوقود الأحفوري وأسعاره قد فتحت فجوات كبيرة في وظائف النفط والغاز".
اقرأ أيضًا..
- أسعار الوقود في مصر تحمل مفاجأة بقرار من السيسي (خاص)
- التفاؤل يسود توقعات الطلب على النفط عالميًا في 2023
- مكافحة تغير المناخ بـ"الطحالب" في مياه البحيرات.. دراسة مصرية جديدة
- أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم.. دولتان عربيتان ضمن قائمة الـ10