التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

متى يصل الطلب على النفط في أميركا إلى ذروته؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الطلب على النفط في الولايات المتحدة قد يصل لذروته هذا العقد
  • الرئيس الأميركي يرى أن بلاده تحتاج إلى النفط لأكثر من عقد
  • من المحتمل أن استهلاك البنزين في أميركا قد بلغ ذروته
  • استهلاك النفط الأميركي قد ينخفض بوتيرة حادة حال تحقيق الحياد الكربوني
  • مبيعات السيارات الكهربائية قد تمثّل 85% من الإجمالي في أميركا بحلول 2050

مع أزمة الطاقة العالمية ومحاولة تلبية الطلب على النفط في أميركا، تقع إدارة الرئيس جو بايدن في تناقض واضح، ففي الوقت الذي تدعو إلى تقليل استثمارات الوقود الأحفوري لخفض الانبعاثات، تحثّ من جهة أخرى على زيادة الإنتاج.

ويشير نائب الرئيس لمنطقة الأميركتين في شركة الأبحاث وود ماكنزي، "إد كروكس"، إلى أن منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة يشعرون أن هناك تناقضًا غير معترف به في موقف الإدارة الأميركية.

وأوضح كروكس -في مقال تناول توقعات الطلب على النفط في أميركا- أن الرئيس الأميركي جو بايدن يدعو صناعة النفط إلى زيادة إنتاج الخام والمنتجات المكررة على المدى القصير، مع التزامه -في الوقت نفسه- بالانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ووفقًا للكاتب، يتساءل قادة الصناعة حول أهمية الاستثمار في إنتاج النفط وزيادة الطاقة التكريرية، إذا كانوا سيمتلكون أصولًا عالقة لن يكون لها أيّ دور في غضون بضع سنوات فقط.

ويرى كروكس أن محاولة الرئيس الأميركي -خلال خطابه عن حالة الاتحاد- التأكيد بأن بلاده ستظل تحتاج إلى النفط لمدّة 10 سنوات أخرى على الأقلّ، لن تساعد كثيرًا في جذب استثمارات لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري لعدّة عقود.

ورغم ذلك، تشير التوقعات الأخرى إلى أن الطلب على النفط في أميركا سيستمر بعد عقد من الآن، وفقًا للمقال الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ذروة الطلب على النفط في أميركا

تشير تقديرات وود ماكنزي إلى أن الطلب على النفط في أميركا قد يصل إلى ذروته في منتصف العقد الحالي، قبل أن يبدأ في الانخفاض بنهاية العقد (2030).

وعلى المدى الطويل، من المرجح أن يصل إجمالي استهلاك النفط في الولايات المتحدة إلى 13 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 35% فقط عن مستويات هذا العام (2023)، وفق وود ماكنزي.

وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ الطلب على النفط في الولايات المتحدة إجمالي 20.27 مليون برميل يوميًا خلال 2023، مقابل 20.30 مليون برميل يوميًا العام الماضي (2022).

ويوضح الرسم البياني التالي الطلب على النفط في أميركا على أساس شهري بين عامي 2019 و2023:

الطلب على النفط في الولايات المتحدة

وفي السياق نفسه، ترجّح وود ماكنزي أن الطلب على البنزين في أميركا قد بلغ ذروته، مشيرةً إلى أن تزايد كفاءة استهلاك الوقود في محركات السيارات، وصعود المركبات الكهربائية يعني أن الولايات المتحدة ربما لن تستهلك مرة أخرى كمية البنزين كما فعلت في (2016-2019).

وتتوقع وود ماكنزي أن ينخفض الطلب على البنزين في الولايات المتحدة بنحو 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2050، نتيجة ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى 85% في المدّة نفسها.

ويعني ذلك التوقع أن نحو ثلث أسطول السيارات بحلول عام 2050 سيظل في حاجة إلى 4 ملايين برميل يوميًا من البنزين.

ويمثّل الطلب على البنزين نحو 44% من استهلاك الولايات المتحدة من المنتجات النفطية، ومن المتوقع انخفاض استهلاكه بوتيرة أسرع، نتيجة وجود بديل يتمثل في السيارات الكهربائية.

ومن المتوقع كذلك -بحسب الكاتب- استحواذ المركبات الكهربائية على 28% من إجمالي مبيعات سيارات الركاب في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.

وعلى صعيد وقود الطائرات، من المرجح استمرار ارتفاع الطلب على هذا الوقود حتى عام 2040؛ نظرًا لعدم وجود بدائل متاحة على نطاق واسع في الوقت الراهن، لأنها في مراحل مبكرة من التطوير والانتشار.

ومن المقرر زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام باستعمال الزيوت النباتية والدهون الحيوانية كونها مواد وسيطة، ولكنه لن يلبي إلّا 16% فقط من الطلب الأميركي على وقود الطائرات بحلول عام 2050.

ويرى الكاتب أنه، بناءً على ما سبق، سيظل الطلب على المنتجات النفطية في أميركا مرنًا على المدى الطويل، مع انخفاض بطيء.

سيناريو الانخفاض الحاد

الطلب على النفط في أميركا
منصة حفر- أرشيفية

استعرض المقال سيناريو "وود ماكنزي"، الذي يتوقع انخفاضًا حادًا في الطلب العالمي على النفط إلى 33 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، من 100 مليون -تقريبًا- في الوقت الحالي، في حالة الالتزام بالحدّ من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.

وبناءً على ذلك السيناريو، من المتوقع انخفاض الطلب على النفط في أميركا بوتيرة حادة، فمن المقدَّر استهلاك البلاد نحو 4 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2050، يتمثل أغلبها في منتجات الإيثان وغاز النفط المسال، بالإضافة إلى كميات صغيرة من البنزين ووقود الطائرات والديزل.

ورغم أن تحقيق ذلك السيناريو يتطلب جهدًا كبيرًا على المستوى العالمي، ترى شركة الأبحاث أن خفض درجات حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية ما يزال ممكنًا، ولكن يشترط تحقيق ذلك اعتماد احتجاز الكربون وتخزينه، مع تطبيق تقنيات كفاءة الطاقة.

ولذلك، رأى "إد كروكس" أن تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن عن احتياج البلاد للنفط "لعقد آخر على الأقلّ"، يُعدّ تقليلًا من المدّة، التي يُحتمل استمرار الطلب فيها.

وأشار الكاتب إلى أن التوجه نحو التصدير يعُدّ أحد الحلول أمام صناعة النفط الأميركية مع اقتراب دخول عصر انخفاض الطلب على النفط في أميركا.

ومن المتوقع -بحسب كاتب المقال- أن ينمو الطلب على النفط في أميركا اللاتينية، حتى مع انخفاضه بالولايات المتحدة.

ورجّح كروكس لجوء المنتجين الأميركيين إلى خدمة تلك الأسواق وغيرها من الأسواق العالمية، مشيرًا إلى تسجيل صادرات النفط والمشتقات الأميركية رقمًا قياسيًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بلغ 9.9 مليون برميل يوميًا، منها 4 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق