لماذا تتجه شركات النفط الكبرى إلى التخارج من بعض أصولها؟
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
أثار إعلان شركة إكسون موبيل الأميركية بيع أصول لها في إيطاليا وتايلاند، العديد من التساؤلات حول استمرار اتجاه بعض شركات النفط الكبرى للتخارج من مواقعها غير الرئيسة.
ومن الممكن إجراء شركات النفط العملاقة المزيد من عمليات سحب استثماراتها، ولكن الأمر سيتوقف على شهية المشتري، كما يرى المحلل في شركة الأبحاث وود ماكنزي، آلان غيلدر، بتقرير حديث.
ورغم ذلك، توصّل الكاتب إلى أن عدم وجود مشترين واضحين مع هوامش تكرير قوية قصيرة الأجل يقلل الحاجة الملحّة لمزيد من سحب الاستثمارات.
ومن المرجح أن تكون مبيعات الأصول الإضافية التي تمتلكها شركات النفط الكبرى انتهازية -اغتنام فرصة للبيع لتحقيق مكاسب- وليست إستراتيجية تركّز عليها الشركات، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ماذا باعت إكسون موبيل؟
اتجهت شركة إكسون موبيل لبيع جميع أصولها الإيطالية من الوقود والتكرير إلى شركة "آي بي" الخاصة بالوقود والتنقل، ومن المتوقع انتهاء صفقة البيع منتصف العام الجاري (2023)، وانتقال ملكية مصفاة تريكيت (Trecate) البالغة طاقتها 134 ألف برميل يوميًا إلى الشركة الإيطالية.
كما قررت إكسون موبيل بيع حصتها البالغة 65.99% في شركة إسو التايلاندية (Esso Thailand) إلى شركة بانغ تشاك (Bangchak)، ومن المتوقع تنفيذ الصفقة في النصف الثاني من العام الجاري (2023).
ويتبع شركة "إسو" مصفاة سريراتشا (Sriracha)، ومحطات توزيع وخطوط أنابيب، بالإضافة إلى 700 محطة للبيع بالتجزئة.
لماذا تبيع إكسون موبيل هذه الأصول؟
يرى آلان غيلدر أن إنتاج مصفاة تريكيت (Trecate) لا يتوافق مع التوجه الإستراتيجي لشركة إكسون موبيل، الذي يركّز على قطاع البتروكيماويات وزيوت التشحيم.
وأرجع التصفية كذلك إلى موقع المصفاة، الذي يجعلها أقلّ قدرة على المنافسة فيما يتعلق بالأسعار، بالإضافة إلى صعوبة إزالة الكربون منها.
وأكد غيلدر أن تلك الأصول التي ترغب إكسون موبيل في بيعها لا تتناسب مع التركيز المستقبلي للشركة، الذي يتجه نحو المنشآت الكبرى، التي تنتج وقودًا منخفض الانبعاثات ومنتجات ذات جودة عالية.
ماذا عن بقية الشركات الكبرى؟
يرى آلان جيلدر أنه من المستحسن قيام شركات النفط الكبرى إجراء بعض عمليات تصفية الأصول غير الأساسية، موضحًا أن إكسون موبيل تمتلك عددًا من المصافي التي لا تتناسب مع إستراتيجيتها طويلة المدى.
وفي السياق نفسه، يرى أن شركة النفط البريطانية بي بي بحاجة إلى بيع مصفاة أخرى، بالإضافة إلى المصافي الـ6 التي تخلصت منها، لتحقيق هدف 2030 المتعلق بتقليل قدرة التكرير لديها.
كما حددت شركة شل 5 أصول رئيسة متكاملة لها تتعلق بالبتروكيماويات، ولكنها تحتاج إلى بيع أصول أخرى، بحسب التقرير.
في المقابل، يمكن أن تختار شركة النفط الفرنسية توتال إنرجي بيع مصافيها المتبقية بدلًا من تحويلها إلى مواقع حيوية.
بينما ما زالت شركة النفط الأميركية شيفرون، يتبعها مواقع نفطية، تقوّض تركيزها الإستراتيجي على إزالة الكربون.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أرباح شركات النفط الكبرى خلال العام الماضي (2022):
موضوعات متعلقة..
- إكسون موبيل تدرس تطوير مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه مع شركتين يابانيتين
- شركات النفط الكبرى تخطط لمستقبل غير متوافق مع مسار الحياد الكربوني (تقرير)
- أرباح شركات النفط الكبرى تسجل قفزة قياسية في 2022 (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- توقعات بارتفاع إنتاج النفط الصخري الأميركي 75 ألف برميل يوميًا في مارس
- إيجبس 2023.. مسؤول: الجزائر أكبر مصدر للطاقة إلى أوروبا في منطقة المتوسط
- مسؤول أميركي: نجحنا في خفض تدفقات النفط الروسي والغاز بنسبة 50%
