ثاني المفاعلات النووية في بلجيكا يبدأ رحلة التقاعد.. عمره 40 عامًا
هبة مصطفى
في خضم أزمة الطاقة الأوروبية، بدأ ثاني المفاعلات النووية في بلجيكا -أمس الثلاثاء (31 يناير/كانون الثاني)- رحلة التقاعد بعدما أمضى 40 عامًا في إنتاج الكهرباء بصورة آمنة.
ويملك مشغل المفاعل "إليكترابيل" -الذراع البلجيكية لشركة الكهرباء الفرنسية "إنجي"- خطة تفكيك مُجدولة، تبدأ من إغلاق المفاعل "تيانغ 2"، وتمتد حتى العام المقبل (2024)، بحسب وورلد نيوكلير نيوز (WNN).
وكانت حكومة بروكسل قد أعلنت في ديسمبر/كانون الأول عام (2021) خطتها لتوديع المفاعلات النووية بحلول عام (2025)، رغم أنها تُسهم بنحو نصف إنتاج الكهرباء في البلاد، بجانب معاناة الدول الأوروبية بصورة عامة، جراء أزمة الطاقة التي اشتعلت عقب انسحاب الغاز الروسي من مزيج القارة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
خطة إغلاق "تيانغ 2"
تبدأ رحلة إغلاق ثاني المفاعلات النووية في بلجيكا، الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني، وفي أعقاب ذلك لن يُفتح أو يُشغّل سوى لمرة واحدة، بهدف إزالة الوقود منه ونقله إلى أحواض التبريد والتخلص من المواد المشعة داخل أنظمة المفاعل، ويعكف الفنيون على تنظيف الدائرة الأولية باستعمال حلول كيميائية.
وبحلول العام المقبل (2024) ينقل المشغلون الوقود عقب تبريده إلى صهاريج النقل والتخزين، لينتهي نقل الوقود بالكامل وإفراغ أحواض التبريد بحلول عام 2027، وببلوغ تلك المرحلة يكون المفاعل قد تخلّص من المواد المشعة بنسبة تصل إلى 99%، ليتجه إلى التفكيك الكامل من قبل شركة "إليكترابيل".
وقال مدير محطة "تيانغ"، أنطوان أسيس، إن إغلاق ثاني المفاعلات النووية في بلجيكا "تيانغ 2" يُعد إنجازًا مهمًا بعدما استمر عمله في إنتاج الكهرباء الآمنة طوال 40 عامًا، قبل أن يجري تفكيكه وفق خطة تمتد لأكثر من عام.
جدل ألماني
تدخلت ألمانيا لإغلاق ثاني أكبر المفاعلات النووية في بلجيكا، الذي بلغ عمره التشغيلي 40 عامًا، معبرة خلال السنوات الماضية عن مخاوفها من ظهور بعض الشقوق في أوعية الضغط، بحسب صحيفة بارونز (Barron’s).
ورغم أن بروكسل رفضت تدخل برلين فإنها أرجعت استجابتها لغلق مفاعل "تيانغ 2" إلى الالتزام بخطة طويلة الأجل تسمح بتخليها عن الطاقة النووية.
ويبعد المفاعل 50 كيلومترًا عن الحدود البلجيكية-الألمانية، ورأت برلين أن إغلاقه يشكّل عامل أمان مشترك لكلا البلدين.
ويبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا أسهم كثيرًا في تغيير خطط إغلاق المفاعلات النووية في بلجيكا، إذ دفع غياب تدفقات الغاز نحو سعي بروكسل، لتوقيع اتفاق مع شركة إنجي الفرنسية في يوليو/تموز العام الماضي (2022) لإطالة عمر "بعض" المحطات النووية في البلاد لمدة 10 سنوات إضافية.
وتُعد هذه الخطوة تراجعًا عن الخطط المعلنة لإغلاق المفاعلات النووية كافة في البلاد في غضون 3 سنوات.
تقاعد تدريجي
خُطط لإغلاق المفاعلات النووية في بلجيكا والتخلي عن قدرتها الإنتاجية بحلول عام (2025)، رغم أنها تشكّل نصف قدرات توليد الكهرباء للدولة الواقعة في أوروبا الغربية.
وأُغلق -وفق خطة حكومية- مفاعل "دويل 3" في سبتمبر/أيلول العام الماضي (2022)، ويجري إغلاق مفاعل "تيانغ 2" في الآونة الحالية، في حين يشهد عام (2025) إغلاق (دويل 4، وتيانغ 3، ودويل 1، 2).
ويرصد الرسم أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- سعة أكبر 10 دول في العالم للطاقة النووية حتى نهاية عام (2021)، بحسب بيانات الرابطة النووية العالمية.
وكانت حكومة بروكسل قد طالبت شركة إنجي الفرنسية بتمديد تشغيل مفاعل "تيانغ 2" حتى نهاية شهر مارس/آذار المقبل، تحسبًا لزيادة الطلب في ظل ذروة فصل الشتاء، غير أن استعدادات الشركة لإغلاق ثاني المفاعلات النووية في بلجيكا نهاية شهر يناير/كانون الثاني حالت دون تمديد التشغيل.
وبموجب اتفاق موقع بين الحكومة البلجيكية وشركة إنجي الفرنسية في 10 يناير/كانون الثاني، يُعاد تشغيل المفاعلين "دويل 4، وتيانغ 3" عام (2026)، ويمتد عملهما لنحو 10 سنوات إضافية.
اقرأ أيضًا..
- أسهم أكبر 10 شركات نفطية تحصد مكاسب مليارية.. وأرامكو في الصدارة
- أسواق النفط تحبس أنفاسها بعد هجوم أصفهان.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- 4 خبراء: التنقيب عن النفط والغاز في لبنان لن يحقق نتائج على المدى القصير
- أسعار البنزين في مصر تُشعل خلافًا.. تثبيت أم زيادة؟