نتائج شل وبي بي السنوية.. توقعات بأرباح ضخمة تفجر الضرائب الاستثنائية من جديد
هبة مصطفى
تعتزم اثنتان من كبريات شركات الطاقة العالمية (شل، والنفط البريطانية بي بي) إعلان نتائجهما السنوية عن عام 2022، في غضون أيام قليلة، وسط ترقب بانعكاس أسعار الطاقة المرتفعة على مكاسب الشركتين.
ويتزامن ذلك مع توقعات جني 5 من عمالقة الطاقة (توتال الفرنسية، وشيفرون وإكسون موبيل الأميركيتين، بالإضافة إلى الشركتين البريطانيتين) أرباحًا مجتمعة تقترب من 200 مليار دولار، بحسب ما أوردته صحيفة الغارديان (The Guardian).
وتعتزم شركة شل إعلان نتائجها، يوم 2 فبراير/شباط المقبل، قبل أن تلحق بها "بي بي" في 5 من الشهر ذاته، ويُنظر إلى الشركتين باعتبارهما تواجهان مهمة صعبة؛ إذ يتعين عليهما إعلان مدى الاستفادة من فارق الأسعار والقفزة التي تحققت عقب الحرب الأوكرانية.
وتفتح الأرباح المرتفعة المجال أمام مواجهة الشركتين اتهامًا بالتربح من أزمة الطاقة، فضلًا عن إمكان مطالبة الحكومة البريطانية لهما بسداد مبالغ ضخمة لها تحت بند "الضريبة الاستثنائية".
شركة شل
من المقرر أن تبدأ شركة شل إعلان نتائجها، يوم الخميس 2 فبراير/شباط؛ ليكون الحدث الأبرز للشركة منذ تولي الرئيس التنفيذي "وائل صوان" مهام عمله، منذ بداية العام الجاري (2023).
وتشير التوقعات الاستباقية للإعلان الرسمي إلى تحقيق الشركة أرباحًا سنوية خلال 2022، بما يعادل 83 مليار دولار، وهو معدل يرتفع عن أرباح العام السابق له (2021) البالغ 55 مليار دولار.
وبحسب التقديرات؛ حققت الشركة، خلال الربع الرابع وحده (من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول)، أرباحًا قدرها 19 مليار دولار مقارنة بنحو 16.3 مليار دولار خلال المدة ذاتها من العام السابق له.
وتُخطط شركة شل لإنفاق 18.5 مليار دولار، خلال العام الجاري (2023)، لإعادة شراء أسهمها وسط مطالبات بتخصيص المزيد من الإنفاق على الطاقة المتجددة.
وبجانب ذلك، قد يبلغ حجم إنفاق شركة شل على الاستثمارات الرأسمالية ما يتراوح بين 23 مليارًا و27 مليار دولار، غير أن التوقعات ترمي إلى أن الطاقة المتجددة ستحظى بحصة ضئيلة.
شركة النفط البريطانية
تلحق شركة النفط البريطانية بي بي بشركة شل وتعلن نتائجها في 5 فبراير/شباط المقبل، من قِبل الرئيس التنفيذي برنارد لوني.
ولم يتوقع تقرير الغارديان النتائج المالية السنوية للشركة، غير أنه رجّح تسجيل الربع الرابع من العام الماضي (2022) أرباحًا بنحو 5 مليارات دولار بتراجع عن أرباح الربع الثالث البالغة 8.2 مليار دولار.
وتفوق نتائج الربع الرابع المتوقعة نتائجَ المدة ذاتها خلال العام السابق له (2021) البالغة 4.1 مليار دولار.
وكانت الشركة البريطانية قد تعهّدت -منذ عام 2020- بتحقيق الحياد الكربوني بوتيرة سريعة، غير أن السنوات اللاحقة لهذا التعهد شهدت عثرات مدفوعة بانتشار جائحة كورونا والاضطرار إلى خفض معدل التوظيف بالشركة بنحو 10 آلاف وظيفة.
ومن جانب آخر، واجهت الشركة ضغوطًا من الجماعات البيئية للتخلص من الكربون في ظل اتهامات بالتباطؤ في تلك الخطوة حفاظًا على معدلات الأرباح.
ويبدو أن إعلان النتائج السنوية، الأيام المقبلة، سوف يكون على صفيح ساخن، ولا سيما في ظل مطالبة الشركة بالإفصاح عن حجم الإنفاق على الطاقة المتجددة خلال العام الجاري (2023) بجانب عرض مستجدات حصتها في شركة روسنفط الروسية وخطط بيعها.
الضريبة الاستثنائية
بينما تستعد شركات الطاقة، واحدة تلو الأخرى، لإعلان نتائجها المالية السنوية أو الفصلية، قد يصل إجمالي أرباح 5 من عمالقة الطاقة (شل، شركة النفط البريطانية بي بي، شيفرون، إكسون موبيل، توتال إنرجي) -العام الماضي 2022- إلى 200 مليار دولار، وفق التوقعات.
وبالتزامن مع ذلك، قد تتراجع تلك الأرباح، خلال العام الجاري (2023)، إلى 150 مليار دولار، في ظل هدوء نسبي لأسعار الغاز خاصة الأوروبية، والتي استفادت الشركات من قفزتها العام الماضي (2022) في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية وفرض عقوبات على روسيا.
وقد تفتح الأرباح الضخمة المتوقعة للشركات الشهيةَ لزيادة الضريبة الاستثنائية المفروضة من قِبل الحكومة البريطانية على المطورين في بحر الشمال.
وتوقعت شركة شل وحدها أن يتجاوز حجم الضرائب المستحقة عليها، خلال الربع الرابع من العام الماضي (2022)، 2 مليار دولار أميركي، بينما قدرتها شركة النفط البريطانية بي بي بنحو 2.5 مليار دولار.
وكانت الحكومة البريطانية قد بررت تلك الضريبة بحاجتها إلى توفير مخصصات للإنفاق على خطط الدعم لفواتير الاستهلاك المنزلي للطاقة، بعدما قفزت إلى مستويات قياسية.
اقرأ أيضًا..
- استهلاك الغاز الإيراني منزليًا يهدد صناعة الطاقة في البلاد (مقال)
- صفقة إيني في ليبيا تشعل الخلاف بين وزير النفط وبن قدارة (فيديو)
- سفينة تنقيب روسية مثيرة للجدل في جنوب أفريقيا.. هل تنجح مهمتها؟
- إعلان موعد التنقيب عن النفط والغاز في لبنان (تحديث)