تقارير النفطرئيسيةنفط

النفط الروسي يجد في مدينة سبتة منفذًا جديدًا للأسواق

حياة حسين

باتت مدينة سبتة الواقعة تحت السيطرة الإسبانية مركزًا جديدًا لصادرات النفط الروسي، في عالم ما بعد الحرب على أوكرانيا، الذي تبدلت فيه ملامح سوق الطاقة العالمية.

وتُعدّ "سبتة" جيبًا صغيرًا في المغرب العربي على البحر الأبيض المتوسط الذي يتّسم بالهدوء؛ كونه بحرًا مغلقًا؛ ما يسهّل مساعي روسيا في تسريب نفطها إلى الأسواق، خاصة الآسيوية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويسهم استغلال مدينة سبتة بتصدير النفط الروسي في خفض تكلفة الشحن، ويساعد على الالتفاف حول العقوبات الغربية على موسكو، إضافة إلى تسهيل استمرار تدفق الخام للعملاء، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2023.

ويبدو أن حيل موسكو التي لا تنضب -وكان آخرها استغلال المياه المحيطة بمدينة سبتة- أسهمت في استقرار معدل صادرات النفط الروسي بعد الحرب على أوكرانيا، مع حدوث انخفاض طفيف.

وغزت موسكو كييف في 24 فبراير/شباط 2022؛ ما دفع الدول الغربية لفرض عدد كبير من العقوبات عليها، كما قامت الدول الصناعية السبع وأوروبا، إضافة إلى أستراليا، بوضع سقف لسعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، بدأ العمل به في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

ناقلات صغيرة

تحمل ناقلات صغيرة تدعى (أفراماكسز) النفط الروسي من مواني التصدير في بحر البلطيق، مثل بريمورسك ويست-لوغا، وتكون مجهزة بما يسمح لها بالتحرك في الجليد.

وتتحرك تلك الناقلات باتجاه مدينة سبتة، وتنتظر بالقرب من سواحلها حتى وصول الناقلة العملاقة (في إل سي سي).

وتحتاج الناقلة العملاقة 3 من حمولة الناقلة الصغيرة، التي تصل إلى 700 ألف برميل.

وبعد تعبئة الناقلة العملاقة التي قد تصل حمولتها إلى مليوني برميل، تنطلق نحو الأسواق الآسيوية والأفريقية.

ومنذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، حملت 6 ناقلات عملاقة النفط الروسي من مدينة سبتة، نقلتها إليها 15 ناقلة أخرى صغيرة.

وبعض هذه الناقلات ذات سمعة سيئة؛ إذ إنها معروفة بعلاقتها بسوق النفط السوداء، إذ تعاملت مع النفط الإيراني والفنزويلي، وهي دول تخضع لعقوبات دولية، وفق بيانات "فورتيكسا".

الصين وروسيا

النفط الروسي
براميل نفط - الصورة من إم تي إم هولدينغ

يبدو أن الصين وروسيا ستتبادلان مزيدًا من النفط في مدينة سبتة، كما يوجد -حاليًا- ناقلتان عملاقتان ترسوان بانتظار تحميلها بالنفط الروسي.

ولا يبدو أن موسكو تنتهك القانون الدولي؛ إذ تبقى الناقلات على بعد 12 ميلًا بحريًا من الشاطئ تقريبًا، وهو الحد الأقصى للمياه الإقليمية، على الرغم من أنها تبدو في بعض الأحيان قد انجرفت بالقرب من المياه الإقليمية لسبتة، وفق تتبّع بلومبرغ.

كما يلتزم الروس بالمعايير الدولية من خلال إبقاء منارات السفن مضاءة، لكنه عمل محفوف بالمخاطر؛ لأن عمر الناقلات هذا كبير نسبيًا، إذ يبلغ 26 عامًا، وهو يعادل عمر إنسان سبعيني.

وتؤول ملكية تلك الناقلات إلى روسيا والصين في غالبها، لكن تغطيتها التأمينية غامضة.

لذلك فإن خطر التسرب مرتفع، وتعمل إسبانيا على إبقاء دورياتها البحرية في مكان قريب، حرصًا على ألّا يحدث أيّ خطأ.

فوائد سبتة

تمثّل المياه المحيطة بمدينة سبتة مركزًا مفيدًا لصادرات النفط الروسي من عدّة جوانب.

فعلى الرغم من إنفاق مئات الملايين من الدولارات لبناء أسطول وهمي من سفن أفراماكس (ناقلة صغيرة) -ذات الملكية غامضة-، فإن روسيا لا تستطيع الوصول إلى العديد من القوارب الجليدية، التي تُعدّ واحدة من أكثر السلع الأساسية حرجًا في صناعة الشحن البحري.

وإذا كان على روسيا نقل الشحنة على طول الطريق من بحر البلطيق إلى الصين أو الهند مباشرة بناقلات أفراماكس الصغيرة؛ فإن تكلفة الرحلة ستكون أكبر، ليس من ناحية الأموال التي ستضطر لإنفاقها فحسب، بل من جهة الوقت الذي ستستغرقه أيضًا.

ويستغرق الطريق من بحر البلطيق إلى سبتة 10 أيام، بينما يصل إلى 40 يومًا إذا اتجهت الناقلات مباشرة إلى الصين؛ ما يعني أنها تخفض التكلفة.

كما أن توافر الناقلات العملاقة يخفض التكلفة؛ إذ إن استئجار الناقلة الواحدة يقلّ عن 20 ألف دولار يوميًا، مقابل 55 ألف دولار يوميًا للناقلة الصغيرة.

علاوة على ذلك، تُعدّ سبتة في المكان المناسب تمامًا، فهي داخل البحر الأبيض المتوسط، ومحمية من الرياح العاتية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق