طاقة الرياح وصناعة الصلب تدعمان الاقتصاد المحايد كربونيًا في أوروبا

يتمتع قطاع طاقة الرياح وصناعة الصلب بأهمية كبيرة في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الأوروبي المحايد كربونيًا. ويمثّل القطاعان ركيزة مهمة لتوليد الكهرباء من المصادر المتجددة، ودعم اقتصاد الهيدروجين النظيف الناشئ في أوروبا، والعديد من حلول التكنولوجيا النظيفة الأخرى.

ويُعدّ الصُّلب مكوّنًا رئيسًا في العديد من التطبيقات المركزية لتحول الطاقة، وليس أقلّها في توربينات الرياح، حسبما نشر موقع مؤسسة ويند يوروب (WindEurope) في 26 يناير/كانون الثاني الجاري.

ويؤدي قطاع طاقة الرياح وصناعة الصلب دورًا مهمًا بتمكين اقتصاد التكنولوجيا النظيفة في أوروبا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى المحللون ضرورة أن يأخذ قانون المواد الخام الحيوية للاتحاد الأوروبي في الحسبان الدور الإستراتيجي لسلسلة القيمة الرئيسة هذه.

ويدعو المحللون إلى أن يضمن القانون الوصول إلى جميع المواد المهمة للرياح والصُّلب، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة والنيكل والمنغنيز والنحاس والألمنيوم والخردة الحديدية ومواد الألياف الزجاجية.

على المدى الطويل، يجب على الاتحاد الأوروبي تكثيف الإنتاج المحلي وقدرات التكرير لهذه المواد، وتحفيز استعمالها الدائري والترويج للحلول المبتكرة.

أهمية طاقة الرياح

من المرتقب أن تصبح طاقة الرياح المصدر الأول للكهرباء في أوروبا، إذ ستوفر ما يصل إلى 50% من إجمالي الطاقة المستهلكة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050.

في المقابل، تمثّل الرياح والصلب أحد أكثر الأمثلة الملموسة لدور إعادة التدوير في إزالة الكربون: إذ تحتاج صناعة الصلب إلى كميات كبيرة من الكهرباء المحايدة كربونيًا المولدة على وجه الخصوص من توربينات الرياح لإنتاج الصُّلب الأخضر.

وسينمو طلب القطاعات على الكهرباء الخالية من الوقود الأحفوري إلى 165 تيراواط ساعة سنويًا بحلول عام 2030، وستُستَعمَل 93 تيراواط/ ساعة منها لإنتاج الهيدروجين.

ويمثّل الصُّلب والحديد والأسمنت معًا 90% من الكتلة الإجمالية لتوربينات الرياح الحديثة، لتقليل انبعاثات الكربون، وتهدف صناعة الرياح للتحول إلى الصُّلب الأخضر، مما يجعل سلسلة القيمة هذه دائرية تمامًا.

وسيزداد الطلب على الصُّلب الأخضر بشكل كبير، إذ تحتوي توربينات الرياح البرية الحديثة على نحو 120 طنًا من الصُّلب لكل ميغاواط من السعة.

تعزيز قطاعي الرياح والصلب

في مارس/آذار، سيقدّم الاتحاد الأوروبي قانون المواد الخام الحيوية (سي آر إم إيه)، الذي يُعدّ بالغ الأهمية لأمن الطاقة في أوروبا ونجاح التحولات الرقمية والخضراء في أوروبا.

ومن المتوقع أن يوقف قانون المواد الخام الحيوية للاتحاد الأوروبي اعتماد أوروبا على مجموعة صغيرة من البلدان المصدرة. وسيضمن تكافؤ الفرص في الوصول إلى المواد الخام الحيوية القدرة التنافسية طويلة الأجل للتصنيع الأوروبي وتجنّب تسرب الكربون.

علاوة على ذلك، كان الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الطاقة المستمرة تجربة صعبة جسّدت مخاطر الاعتماد المفرط على شريك تجاري واحد.

ويدعو المحللون أوروبا إلى عدم تكرار هذا الخطأ فيما يتعلق بإمداداتها من المواد الخام الحيوية، إذ تعتمد أوروبا اليوم بشكل كبير على دول ثالثة، خصوصًا من آسيا، لتوريد هذه المواد.

على سبيل المثال، تأتي جميع المعادن الأرضية النادرة والمواد الأساسية للألياف الزجاجية تقريبًا من الصين، في حين إن إندونيسيا -الدولة الرائدة بإنتاج خام النيكل- تفرض قيودًا طويلة الأمد على التصدير، ولا سيما الحظر الكامل منذ يناير/كانون الثاني 2020.

وعلى الرغم من أهميتها البالغة لنجاح إزالة الكربون من قطاع الصلب وسلسلة القيمة الخاصة به، فإن خردة الحديد تُعدّ أكثر نفايات تُصَدَّر من الاتحاد الأوروبي إلى دول ثالثة (59% في عام 2021، وفقًا لمكتب الإحصاء الأوروبي يوروستات.

على صعيد آخر، فإن معظم دول المقصد ليس لديها معايير بيئية واجتماعية مكافئة للمعايير الأوروبية. ويهدد هذا الموقف المتناقض استقلالية أوروبا الإستراتيجية وأهدافها المناخية بالخطر.

قانون المواد الخام الحيوية

على المدى القصير، يجب أن يضمن قانون المواد الخام الحيوية للاتحاد الأوروبي الوصول إلى جميع المواد الحيوية المستعملة في توربينات الرياح وإنتاج الصُّلب، ليس فقط المواد الخام مثل النيكل والمنغنيز والنحاس والألمنيوم، بل المواد الثانوية مثل خردة الحديد وألياف الزجاج والكربون.

وعلى المدى الطويل، يجب على الاتحاد الأوروبي زيادة الإنتاج المحلي وقدرة المعالجة للمواد الرئيسة في أوروبا، حسبما نشر موقع مؤسسة ويند يوروب (WindEurope) في 26 يناير/كانون الثاني الجاري.

وهذا يشمل الدعم المالي العام للاستثمارات الخاصة الضرورية، على سبيل المثال: من خلال صندوق السيادة الأوروبي الجديد أو تمويل المشروعات المهمة ذات الاهتمام الأوروبي المشترك (آي بي سي إي آي).

من ناحيتها، تريد رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين التأكد من أن "قصة نجاح اقتصاد التكنولوجيا النظيفة ستُكتَب في أوروبا، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتقول أورسولا فون دير لاين، إن صناعة الرياح والصلب الأوروبية تقف على أهبة الاستعداد لمواصلة قصة النجاح هذه، من خلال استثمارات في قدرات إنتاج جديدة، والبحث، والابتكار، وإعادة التدوير.

ويقول الرئيس التنفيذي لمؤسسة ويند يوروب، جايلز ديكسون: "إن قانون المواد الخام الحيوية يُعدّ فرصة حاسمة لتقليل اعتماد أوروبا على الصين، ولتكثيف توريد المواد التي تحتاجها أوروبا لتعزيز أمن الطاقة لديها".

وأوضح أنه "يجب أن يشمل جميع المواد الأساسية اللازمة في الصناعات التي تقدّم التحول الأخضر، وهذا يعني المواد الثانوية مثل الألياف الزجاجية وكذلك المواد الخام مثل المعادن الأرضية النادرة".

وأضاف: "إذا استهدفنا الأخيرة فقط، فإننا ما نزال نعتمد على الصين عندما يتعلق الأمر بتوربينات طاقة الرياح".

موضوعات متعلقة..

• المخاطر تلاحق طاقة الرياح في أوروبا.. و5 خطوات لحماية الصناعة (تقرير)
• 5 خطوات لإنهاء تعثر طاقة الرياح في أوروبا (تقرير)
• سعة طاقة الرياح البحرية في أوروبا قد ترتفع لمستوى قياسي هذا العام (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• صفقة إيني في ليبيا تشعل الخلاف بين وزير النفط و"بن قدارة" (فيديو)
• سر النار الأزلية بحقل نفط في العراق.. وهل هي مشتعلة منذ 4 آلاف عام؟ (فيديو)
• مصافي التكرير الكورية تتخوّف من هجمات إيرانية على شحنات النفط في الخليج العربي
• ترافيغورا تفشل في التفاوض مع إقليم كردستان العراق.. وتعلن إنهاء صفقة النفط