مصافي التكرير الكورية تتخوّف من هجمات إيرانية على شحنات النفط في الخليج العربي
تصريحات رئيس كوريا تثير خلافات بين سول وطهران
نوار صبح
- تتخوّف شركات الشحن والتكرير في كوريا الجنوبية من تكرار محتمل لحادث احتجاز ناقلة
- احتجزت إيران في يناير 2021 ناقلة الكيماويات هانكوك كيمي الكورية الجنوبية
- جُمّدت أصول إيران بقيمة 7 مليارات دولار في بنكين كوريين جنوبيين لسنوات
- كانت كوريا الجنوبية واحدة من أكبر 3 عملاء في العالم للنفط الخام الإيراني
تعمل مصافي التكرير الكورية الجنوبية على اتخاذ مزيد من الحذر، لضمان رحلة آمنة لشحنات النفط الخام عالية الكبريت من الشرق الأوسط التي تبحر عبر مضيق هرمز، وسط الخلاف الدبلوماسي الأخير بين سول وطهران، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
يأتي ذلك في أعقاب تصريح رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، الذي وصف فيه إيران بأنها "عدو لدود" للإمارات، الذي أثار توترات وجدلًا سياسيًا، ما دفع جمعية مالكي السفن الكورية الجنوبية إلى إصدار تحذير في 18 يناير/كانون الثاني لجميع السفن المبحرة في الخليج العربي ومضيق هرمز لتوخي الحِيطة.
وتتخوّف ناقلات النفط التي ترفع علم كوريا الجنوبية و/أو المتجهة إلى سول، التي تبحر بالقرب من إيران، من خطر الاحتجاز المحتمل، بحسب مصادر شحن الحاويات المتمركزة في بوسان ومصادر إدارة لوجستيات المواد الأولية في شركتين رئيستين للتكرير في كوريا الجنوبية.
وبدأ العديد من قادة الصناعة والأعمال الإيرانيين في التساؤل عما إذا كانت سياسة سول تجاه إيران قد تغيّرت، حسبما نشرت منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بأن الوزارة "تدرس وتتابع تصريحات التدخل" من جانب الرئيس يون وتنتظر تفسيرًا من وزارة الخارجية في سول.
مخاوف الشركات الكورية الجنوبية
تتخوّف شركات الشحن ومصافي التكرير الكورية الجنوبية من تكرار محتمل لحادث احتجاز ناقلة وقع في عام 2021، وفقًا لمديري المواد الأولية واللوجستية في المصفاة الذين رفضوا الكشف عن هويتهم بسبب الطبيعة الحساسة للسياسات المحلية والدولية.
وقد احتجزت إيران، في يناير/كانون الثاني 2021، ناقلة الكيماويات هانكوك كيمي، التي ترفع علم كوريا الجنوبية في مضيق هرمز، بزعم أنها تلوث البيئة.
وكانت حكومة كوريا الجنوبية قد أشارت إلى أن الُمصادَرة قد تكون مرتبطة بخيبة أمل إيران من سول، فقد جُمدت أصول إيران بقيمة 7 مليارات دولار في بنكين كوريين جنوبيين لعدة سنوات، بسبب تشديد العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران.
تُجدر الإشارة إلى أن معظم النفط الخام الفوري والآجل لكوريا الجنوبية، الذي تم شراؤه من الموردين الرئيسين في الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، يمر عبر مضيق هرمز.
واردات كوريا من نفط الخليج
حصلت كوريا الجنوبية -ثالث أكبر مستورد للخام في آسيا- على نحو 1.9 مليون برميل يوميًا من النفط الخام من منتجي الخليج العربي في عام 2022، بزيادة 10% من 1.72 مليون برميل يوميًا مستوردًا من المنطقة في عام 2021 ويشكل أكثر من 63% من إجمالي كمية المواد الأولية لمصافي التكرير في كوريا الجنوبية.
جاء ذلك في بيانات شركة كوريا الوطنية للنفط التي تديرها الدولة العام الماضي، حسبما نشرت منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) في 25 يناير/كانون الثاني الجاري.
آمال التجارة الإيرانية
قالت مصادر ومحللون في صناعة التكرير إنه على الرغم من أن مصافي التكرير الكورية الجنوبية أوقفت شراء النفط الخام الإيراني لعدة سنوات بسبب العقوبات الدولية المستمرة على طهران، فإن البلدين تربطهما علاقات اقتصادية وثقافية قوية للغاية.
وكانت كوريا الجنوبية -قبل العقوبات على طهران- واحدة من أكبر 3 عملاء في العالم للنفط الخام الإيراني وأكبر مستورد للمكثفات الإيرانية في آسيا، أو النفط الخفيف للغاية.
وأظهرت بيانات شركة كوريا الوطنية للنفط أنه في عام 2017 تلقت سول 148 مليون برميل من الخام والمكثفات من إيران، ما جعلها ثالث أكبر مورد لمواد التكرير في ذلك العام.
وعبّرت شركات التكرير والبتروكيماويات الكورية الجنوبية عن أملها في أن تُراجع التوترات بين الولايات المتحدة وإيران إلى الحد الذي يمكن أن تُستأنف فيه واردات النفط والمكثفات الإيرانية جزئيًا على الأقل في وقت ما من هذا العام.
وكانت مصافي التكرير الكورية الجنوبية وشركات صناعة البتروكيماويات، بما في ذلك هانوها توتال إنرجي، مشترين متعطشين في السابق لمكثفات حقل بارس الجنوبي الإيراني، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت مصادر صناعية في سول ودايسان وأولسان إن السعر التنافسي لمكثفات بارس الجنوبي قد يعني أن صانعي البتروكيماويات سيحصلون على نافثا أرخص ثَمَنًا من خلال تكسير المكثفات، في حين أن المصافي يمكن أن تحسّن بصورة كبيرة هوامش ربحها لإنتاج البنزين ومزجه.
وقبل العقوبات على إيران، كانت مكثفات حقل بارس الجنوبي تُتداول بخصم لا يقل عن دولارين/برميل من المكثفات الحقلية المزالة الروائح الكريهة في قطر، أو في السوق، وفقًا لمصادر تجارية مقرها في سنغافورة مع تداولات فورية آسيوية مكثفة.
وقدّرت منصة إس آند بي بلاتس فارق السعر بين مكثفات حقل بارس الجنوبي ونظيراتها القطرية بمتوسط يقل عن 3.74 دولارًا/للبرميل خلال عامي 2018-2022.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: النفط الروسي يواجه مشكلتين.. وهكذا اتجه إلى آسيا (تقرير)
- مشروعات الطاقة النظيفة الجديدة تشهد أكبر قفزة على الإطلاق (تقرير)
- الغاز المغربي يتلقى ضربة غير متوقعة على يد شركة بريطانية