استثمارات الكهرباء منخفضة الكربون قد ترتفع إلى 46 تريليون دولار بحلول 2050
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
لا شك أن أزمة الطاقة الحالية دافع قوي لتعزيز استثمارات الكهرباء منخفضة الكربون، مع ارتفاع أسعار الغاز والفحم إلى مستويات تاريخية، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويتيح الاتجاه العالمي نحو مصادر جديدة أنظف وأكثر أمانًا للكهرباء منخفضة الكربون فرصة استثمارية تصل إلى 45.8 تريليون دولار تقريبًا بحلول منتصف القرن (2050)، وفق تقرير حديث صادر عن مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
وحتى يتحقق سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050، يجب أن تؤدي طاقة الرياح والطاقة الشمسية دورًا مهمًا في تحويل قطاع الكهرباء بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وهو ما يحتاج إلى استثمارات كبيرة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
استثمارات قطاع الكهرباء
من المتوقع أن تمثّل استثمارات الكهرباء منخفضة الكربون (45.8 تريليون دولار) بحلول 2050 نحو 97%، من إجمالي الإنفاق على مصادر توليد الكهرباء، وفق سيناريو الحياد الكربوني الخاص بمؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
وينقسم إجمالي الاستثمارات إلى 35.8 تريليون دولار لمصادر الكهرباء النظيفة، و9.9 تريليون دولار لتوليد الكهرباء من الوقود الأحفوري مع الاعتماد على تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
وبحسب التقرير، من المرجح أن تمثّل استثمارات شبكة الكهرباء 21.4 تريليون دولار بحلول 2050، في حين يُتوقع أن يؤدي انخفاض الاعتماد على الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء إلى تراجع استثماراته لنحو 175 مليار دولار في منتصف القرن، مقارنة بـ778 مليار دولار في عام 2021.
أمّا في سيناريو التحول الاقتصادي -يعتمد على تطور قطاع الكهرباء نتيجة للتغيرات التكنولوجية القائمة على التكلفة وحدها- فيقود النفط والغاز والفحم الإنفاق الرأسمالي حتى عام 2050، بنحو 23.9 تريليون دولار، ليمثّل 42.5% من إجمالي استثمارات إمدادات الكهرباء.
ويفترض هذا السيناريو عدم وجود استثمارات في احتجاز الكربون وتخزينه، كما تظل تقنيات الهيدروجين غير تنافسية من حيث التكلفة.
لذلك تمثّل استثمارات الكهرباء منخفضة الكربون -تعتمد على المصادر النظيفة فقط- قرابة 17 تريليون دولار بحلول عام 2050 في سيناريو التحول الاقتصادي.
ويرصد الرسم أدناه الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة المتجددة عالميًا على أساس فصلي منذ عام 2018 حتى منتصف 2022:
تفاصيل استثمارات الكهرباء منخفضة الكربون
تتوقع بلومبرغ أن تصل استثمارات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح معًا إلى 13.7 تريليون دولار بحلول منتصف القرن الحالي، وذلك وفق سيناريو التحول الاقتصادي.
أمّا في سيناريو الحياد الكربوني فمن المرجح أن تستحوذ طاقة الرياح والطاقة الشمسية معًا على 26.8 تريليون دولار من إجمالي استثمارات الكهرباء منخفضة الكربون بحلول عام 2050.
وحتى يتحقق سيناريو الحياد الكربوني، فإن استثمارات الطاقة المتجددة يجب أن تصل إلى 1.4 تريليون دولار سنويًا بحلول 2030، وهو أعلى بكثير من المستويات الحالية، إذ تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الإنفاق على قطاع الكهرباء بأكمله قد يبلغ 977 مليار دولار في 2022.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- استثمارات الطاقة العالمية حسب القطاع بين عامي 2017 حتى 2022:
ويحتاج هذا السيناريو إلى نمو إمدادات الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بأكثر من 3 و6 مرات على التوالي، مقارنة بالمعدلات السنوية الحالية.
ومن المقرر أن يصل الاستثمار في بطاريات تخزين الكهرباء ومصادر الكهرباء الأخرى منخفضة الكربون -مثل الطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية والطاقة النووية- إلى 6.2 تريليون دولار مجتمعة بحلول عام 2050.
بينما تشير التقديرات إلى أن استثمارات الهيدروجين والطاقة الكهرومائية قد تصل إلى 2.2 و0.6 تريليون دولار في منتصف القرن الحالي.
كما تزداد قدرة توليد الكهرباء عبر الفحم والغاز الطبيعي باستعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه بأكثر من 1 تيراواط في سيناريو الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ما يعني الحاجة إلى استثمارات تصل إلى 3.7 و6.2 تريليون دولار على التوالي.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات الطاقة منخفضة الكربون قد ترتفع إلى 620 مليار دولار هذا العام (تقرير)
- قطاع الكهرباء يتصدر استثمارات الطاقة العالمية منذ 2020 (رسم بياني)
اقرأ أيضًا..
- هوامش تكرير البنزين في أوروبا تسجل أعلى مستوياتها منذ 2016
- معلومات عن أكبر مشروع للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات بعد انهياره (إنفوغرافيك)