غازتقارير الغازتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

أوروبا تتوسع في محطات تزويد الشاحنات بالغاز المسال رغم اشتعال أسعاره (تقرير)

ألمانيا في الصدارة بحوافز سخية

عمرو عز الدين

تتجه دول أوروبا للتوسع في ترخيص محطات تزويد الشاحنات بالغاز المسال عامًا بعد عام، في إطار خطط الانتقال المناخي طويلة المدى.

وأظهرت بيانات مجمعة ارتفاع عدد هذه النوعية من المحطات على مستوى دول الاتحاد الأوروبي إلى 635 محطة خلال عام 2022، رغم اشتعال أسعار الغاز بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وفقًا لمنصة إل إن جي برايم المتخصصة (LNG Prime).

وتضاعفت أسعار الغاز في أوروبا بمعدل 3 أضعاف وأكثر خلال العام الماضي، وسط توقعات باستمرار وقوفها عند معدلات قياسية مع فقدان الأمل في انتهاء الحرب الأوكرانية خلال عام 2023 على الأقل.

ارتفاع محطات الغاز المضغوط

كشفت البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي عن ارتفاع عدد محطات تزويد الشاحنات بالغاز المضغوط إلى 4 آلاف و159 محطة حتى ديسمبر/كانون الأول 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ونجحت دول أوروبا في إضافة 50 محطة لتزويد الشاحنات بالغاز المسال خلال الربع الأخير من عام 2022، أغلبها في ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد على مستوى الاتحاد.

وتصدرت ألمانيا قائمة الدول الأوروبية من حيث عدد محطات تزويد الشاحنات بالغاز المسال حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022، إذ بلغ عددها 162 محطة.

ألمانيا تقدّم حوافز سخية

محطات تزويد الشاحنات بالغاز المسال
محطة لتزويد النقل الثقيل تابعة لشركة توتال إنرجي - الصورة من offshore-energy

تقدم ألمانيا حوافز سخية جدًا لتشجيع شراء الشاحنات التي تعمل بالغاز في قطاع النقل الثقيل، في إطار خطط الانتقال المناخي طويلة الأمد.

وتشمل الحوافز الألمانية دعم شراء شاحنات النقل الثقيل العاملة بالغاز مع إعفائها من رسوم المرور على الطرق السريعة.

وتأتي إيطاليا في المركز الثاني المتبني هذه النوعية من المحطات بعدد 130 محطة، تليها إسبانيا في المركز الثالث بـ90، ثم فرنسا في المركز الرابع بـ70.

كما حلّت هولندا في المركز الخامس بـ33 محطة، تلتها السويد في المركز السادس بـ28، ثم بلجيكا في المركز السابع بـ26 خلال عام 2022.

المملكة المتحدة في ذيل القائمة

جاء المركز الثامن من نصيب بولندا بـ24 محطة، وتلتها فنلندا بـ15، وأخيرًا المملكة المتحدة في المركز العاشر بـ14، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتسارع خطى الدول الأوروبية نحو ترخيص محطات تزويد الشاحنات والمركبات بالغاز المسال منذ عامين، ليتضاعف حجمها من 225 محطة في 2020، إلى 500 محطة في 2021.

وأظهرت بيانات مماثلة صادرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ارتفاع عدد محطات تزويد الشاحنات والمركبات بالغاز المسال إلى 568 محطة، وعدد محطات الغاز المضغوط إلى 4 آلاف و171 محطة.

وكانت ألمانيا متصدرة -أيضًا- في هذه البيانات بـ128 محطة، تلتها إيطاليا بـ126، ثم إسبانيا بـ88، ثم فرنسا بـ65، ثم هولندا بـ31، وبعدها السويد بـ28، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

صفقة مولغاز الإسبانية

محطات تزويد الشاحنات بالغاز المسال
محطات تابعة لشركة مول غاز الإسبانية - الصورة من LNG Prime

تستثمر عدد من شركات النفط العالمية في توريد الغاز المسال إلى قطاع النقل الثقيل في أوروبا، من أبرزها شركة شل الهولندية، وإسكندنفيان بيوغاز فيول السويدية، وغازوم الفنلندية، بالإضافة إلى شركات أخرى في هولندا وألمانيا وإيطاليا وغيرها.

واشترت شركة مولغاز الإسبانية -مؤخرًا- شبكة محطات وقود فرنسية متخصصة في تزويد الشاحنات بالغاز المسال والمضغوط، مملوكة لشركة آير ليكويد الفرنسية.

وشملت الصفقة المعلنة في 9 يناير/كانون الثاني 2023، 24 محطة متخصصة في تزويد شاحنات النقل بالغاز، منها 17 متخصصة في التزويد بالغاز المسال.

وبهذه الصفقة، أصبحت شركة مولغاز الإسبانية واحدة من أكبر موردي الغاز المسال لقطاعات النقل الثقيل في أوروبا، وفقًا لمنصة إل إن جي برايم المتخصصة.

توتال إنرجي تفتتح 3 محطات

عززت توتال إنرجي حضورها في قطاع محطات تزويد الشاحنات بالغاز الطبيعي المسال في ألمانيا، عبر افتتاح محطة جديدة في مدينة زوست في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وتمتلك الشركة الفرنسية عدة محطات مماثلة في عدد من المدن والبلديات الألمانية، أبرزها: آلسفد، وهيرشبرغ، وغايسلفيند.

وكانت توتال قد أعلنت خطة مطلع عام 2022، لإنشاء 3 محطات لتزويد الشاحنات بالغاز المسال في ألمانيا وحدها، بالشراكة مع شركة "لكال" الهولندية.

وافتتحت الشركة في 8 يوليو/تموز (2022) أول محطة غاز مسال في ولاية بافاريا الألمانية، ضمن خطة طموحة للتوسع في هذا النوع من المحطات على مستوى أوروبا كلها.

ولا تقتصر خطة توتال الفرنسية على محطات تزويد الشاحنات بالغاز المسال فقط، وإنما تمتد إلى قطاعات النقل البحري.

فقد أعلنت في يناير/كانون الثاني (2022) افتتاح أول محطة لتزويد السفن بالغاز المسال في ميناء مرسيليا جنوب فرنسا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

شاحنات الغاز صديقة للبيئة

تصنف شاحنات النقل الثقيل التي تعمل بالغاز المسال بوصفها صديقة للبيئة، لانخفاض معدل الانبعاثات الصادرة عنها مقارنة بنظيرتها التي تعمل بالديزل أو البنزين.

وتوصي بعض الدراسات المتخصصة بأهمية تعزيز الثقة الاستثمارية في تطوير الشاحنات العاملة بالغاز، إلى جانب الشاحنات الكهربائية الناشئة.

وانتهت دراسة أُجريت على قطاع النقل الثقيل في ولاية نيوجيرسي الأميركية، إلى 4 مزايا ترجح تحويل شاحنات الديزل إلى الغاز المسال وليس إلى الكهرباء.

وتقول الدراسة الصادرة عن مؤسسة "إن جي في أميركا" لدراسات الغاز الطبيعي عام 2020، إن الشاحنات التي تعمل بالغاز تنتج انبعاثات أكسيد النيتروجين أقل من الشاحنات الكهربائية.

كما تستطيع هذه الشاحنات خفض انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون، بمعدل أكبر من الشاحنات الكهربائية؛ ما يجعلها بديلًا انتقاليًا جيدًا للدول التي تفكر في خفض الانبعاثات تدريجيًا بتكاليف أقل.

وما تزال تكلفة تحويل شاحنات الديزل إلى الغاز أقل بكثير من تحويلها إلى نظام البطاريات الكهربائية التي قد تصل تكلفتها إلى 3 أضعاف، ما يرجح انتشار شاحنات الغاز في الدول التي لا تقوى على تحمل تكلفة الانتقال الباهظ نحو الطاقة النظيفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق