اتّخذت شركة الطاقة الخضراء "إتش إتش تو إي" خطوة مهمة نحو تعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا مع إعلان خططها لتطوير ثاني أكبر مصنع لها في البلاد.
وقالت الشركة الألمانية إنها تخطط لبناء مصنع ثانٍ لإنتاج الهيدروجين بولاية ساكسونيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن رويترز.
وتعتمد المرحلة الأولى من المشروع على إنفاق قرابة 230 مليون يورو (250 مليون دولار أميركي) لبناء مصنع بقدرة 100 ميغاواط بحلول عام 2025؛ بهدف تزويد الشركات المتخصصة في الكيماويات والنقل.
(اليورو = 1.09 دولارًا أميركيًا).
وتتوقع الشركة زيادة قدرات المصنع إلى أكثر من 1 غيغاواط بحلول عام 2030، بتكلفة قد تتجاوز المليار يورو.
وسيشارك في تمويل المشروع شركة "إتش إتش تو إي"، والمساهمون الآخرون -ومقرهم المملكة المتحدة- مثل فورسايت غروب، وهيدروجين وان كابيتال غروث.
وأضافت الشركة الألمانية أنه من المتوقع التوصل إلى قرار استثماري نهائي في وقت لاحق من عام 2023.
أهمية الهيدروجين لألمانيا
يرى المؤسس المشارك في شركة "إتش إتش تو إي" أندرياس شيرينبيك، أن إنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا يُعَد أمرًا بالغ الأهمية لترسيخ دور برلين بقطاع الطاقة الخضراء في المستقبل.
وقال إن القطاع يتلقى دعمًا كبيرًا من الحكومات بجميع الاقتصادات الكبرى في العالم.
في حين أوضحت الشركة الألمانية أن المصنع سيعتمد على محطات الطاقة الشمسية في المنطقة لتحويل الطاقة المتجددة إلى هيدروجين.
على الجانب الآخر، تعهّدت شركة هيدروجين وان (أول صندوق مدرج في لندن يستثمر في الهيدروجين النظيف) بالاستثمار في مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بألمانيا.
ويُعرف المشروع باسم "تييرباخ"، وهو مشروع لبناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا؛ لخدمة العملاء في قطاعات الطاقة والنقل والصناعة.
ومن المتوقع أن ينتج المشروع نحو 6 آلاف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، وسيُسهم ذلك في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، ومن ثم تجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
خطط الشركة الألمانية
تراهن "إتش إتش تو إي" على صناعة الهيدروجين الأخضر، ويأتي ذلك في وقت تحاول فيه البلاد تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
وسبق أن أعلنت الشركة خلال العام الماضي (2022)، استثمار مليار يورو في مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا.
وجاء الإعلان بعد 4 أشهر -تقريبًا- من بدء الحرب في أوكرانيا، والتي استطاعت أن تغير خريطة الطاقة في ألمانيا، وتسريع بحثها عن بدائل للوقود الأحفوري.
ووصف الشريك المؤسس للشركة، أندرياس شيرينبيك، المشروع -آنذاك- بأنه أكبر مشروع لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في ألمانيا.
ويتمحور المشروع حول جهاز التحليل الكهربائي، الذي يقسم الماء إلى هيدروجين وأكسجين، وسيعتمد في تشغيله على مزارع الرياح البحرية في بحر البلطيق، إلى جانب توربينات الرياح البرية ومحطات الطاقة الشمسية المحلية.
أزمة الطاقة
يأتي المشروع في وقت تعاني فيه ألمانيا -أكبر اقتصاد في أوروبا- أزمةَ طاقة ناجمة عن توقف إمدادات الغاز الروسي، واضطرت البلاد للبحث عن بدائل وإمدادات جديدة داخل البلاد وخارجها.
وتحاول الحكومة الألمانية التركيز على صناعة الهيدروجين؛ إذ تخطط لتصبح سوقًا مهمة على مستوى العالم.
وستكون هذه المشروعات المحلية الطموحة جزءًا مهمًا من جهود ألمانيا للابتعاد عن الغاز الروسي، ولا سيما أن الحكومة الألمانية تنظر إلى الهيدروجين بصفته جزءًا رئيسًا من خطط انتقال الطاقة في البلاد.
وتستهدف ألمانيا إنتاج 14 تيراواط/ساعة من الهيدروجين محليًا بحلول عام 2030.
ويُعَد الوقود النظيف أملًا للبلاد لتقليل انبعاثات الصناعات الثقيلة، مثل صناعة الصلب والمواد الكيميائية.
في مقابل ذلك، تواجه صناعة الهيدروجين انتقادات واسعة، ويشير المعارضون إلى حالة عدم اليقين بشأن التكلفة، ومدى توافر الطاقة المتجددة لإنتاج ما يكفي من الهيدروجين الأخضر.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مصادر إنتاج الهيدروجين:
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في ألمانيا يترقب مشروعًا عملاقًا
- إمكانات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا.. ألمانيا وهولندا في المقدمة
اقرأ أيضًا..
- أسوة بالجزائر.. الغاز الليبي يترقب صفقة ضخمة مع إيطاليا خلال أيام
- الغاز المغربي يتلقى ضربة غير متوقعة على يد شركة بريطانية
- محاولة لإنقاذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم من الانهيار
