توقف مفاعلين إضافيين في فرنسا.. ومخزونات الغاز تنخفض إلى 76%
دينا قدري
توقف مفاعلان إضافيان تابعان لشركة كهرباء فرنسا "إي دي إف" مقارنةً بالأسبوع الماضي، في ظل تأخر الشركة مرة أخرى في جدولها الزمني لإعادة تشغيل المفاعلات النووية.
وكشفت "إي دي إف"، اليوم الإثنين 23 يناير/كانون الثاني 2023، عن أن لديها 14 مفاعلًا نوويًا متوقفًا، مقابل 12 مفاعلًا، الأسبوع الماضي، من إجمالي 56 مفاعلًا تمتلكها الشركة.
ومع ذلك، لا تُعَد الدولة معرّضة للخطر، إذ تبلغ قدرة شبكة الكهرباء حاليًا 45 غيغاواط، وتستفيد من تراجع الاستهلاك مقارنة بالمدّة 2014-2019، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن فضائية "بي إف إم" الناطقة باللغة الفرنسية (BFM TV).
هذه الظروف سمحت لشبكة نقل الكهرباء الفرنسية "آر تي إي" بالحفاظ على مستوى متوسط من مخاطر الجهد للأسابيع المقبلة في أحدث توقعاتها الشهرية لنظام الكهرباء في فرنسا.
لدى مشغل شبكة نقل الكهرباء بعض الحجوزات المعتدلة للنصف الثاني من شهر فبراير/شباط، بسبب عدم اليقين المحيط بالتنبؤات الجوية؛ لكن نطاق الـ15 يومًا هذا سيتزامن مع إعادة تشغيل 4 مفاعلات نووية؛ ما سيساعد في تخفيف الضغط على الشبكة.
مراجعة سلامة المحطات النووية
من جانبها، أعلنت هيئة السلامة النووية الفرنسية أن السلامة النووية في البلاد تحتاج إلى مراجعة عالمية ومنهجية في الوقت الذي تستعد فيه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون لإطالة عمر الأسطول الحالي مع التخطيط لبناء مفاعلات جديدة.
وقال رئيس الهيئة، برنار دوروشتشوك -في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين- إن شركة "إي دي إف" يجب أن تشرح بحلول نهاية عام 2024 كيف تخطط لإطالة عمر محطاتها النووية حتى 60 عامًا أو أكثر، من أجل صياغة الموقف الأول بشأن هذه القضية في غضون عامين آخرين.
وأضاف دوروشتشوك: "نحتاج إلى تحديد المكونات التي قد يكون هناك حد لعمرها التشغيلي"، موضحًا أن بعض المكونات، مثل وعاء المفاعل ومبنى المفاعل، لا يمكن استبدالها بينما يصعب استبدال المكونات الأخرى.
وقال: "لا يمكننا أن نقرر في غضون بضعة أشهر ما إذا كان من الممكن تجاوز 60 عامًا"، وفق التصريحات التي نقلتها وكالة رويترز.
قانون المناخ والطاقة الجديد
تخطط الحكومة الفرنسية لتقديم تشريعات جديدة للطاقة والمناخ هذا الصيف، والتي ستكون بمثابة الإطار التشريعي للخطط التي أعلنها ماكرون، في فبراير/شباط 2022، لبدء بناء 6 مفاعلات نووية جديدة على الأقل وإطالة عمر أكبر عدد ممكن من المفاعلات.
بالإضافة إلى توقع النتائج طويلة المدى لتغير المناخ على الأسطول الحالي والمستقبلي بشكل أفضل، تريد هيئة السلامة النووية الفرنسية أيضًا أن يعالج قانون المناخ والطاقة الجديد مسألة معالجة الوقود النووي المستهلك وإعادة تدويره.
خلال موجة الحر في العام الماضي (2022)، كان على هيئة السلامة النووية الفرنسية منح إعفاءات للسماح لبعض المفاعلات بالاستمرار في العمل، وهو ما لم يحدث منذ عام 2003.
وقالت الهيئة إن سلامة المنشآت النووية الفرنسية بشكل عام في عام 2022 كانت مرضية، على الرغم من اكتشاف مشكلات التآكل في بعض المفاعلات.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أن فرنسا تحتل المرتبة الثانية في تصنيف أكبر 10 دول حسب سعة الطاقة النووية في العالم:
مخزونات الغاز في فرنسا
في سياقٍ آخر، وصلت مخزونات الغاز في فرنسا إلى الحد الأقصى التقني لجزء كبير من الخريف، بحسب ما أوردته فضائية "بي إف إم".
وبينما انخفض معدل ملء المخزونات عدة نقاط، الأسبوع الماضي، إلى نحو 80%، انخفض هذا المعدل مرة أخرى بشكل كبير، يوم الإثنين، إلى 76%.
هناك عاملان يفسران هذا التطور في مخزونات الغاز في فرنسا؛ فمن ناحية، وصول القوارب المحمّلة بالغاز المسال والذي يتطلب إفساح المجال لها من أجل تخزين هذه المادة الجديدة؛ ومن ناحية أخرى، هناك منطق تقني تستجيب له هذه التخفيضات.
يقول المدير العام لشبكة نقل الغاز الفرنسية "جي آر تي غاز"، تيري تروفيه: "من الجيد أن تكون لديك مخزونات، لكن عددًا من المستودعات الفرنسية عبارة عن تكوينات جيولوجية معقّدة إلى حدٍ ما، ويجب أن تتنفس للحفاظ على أدائها الفني؛ لذلك سيتعين علينا إفراغ هذه المستودعات قليلًا".
كما لا يزال مستوى السدود المائية عند 72%، أعلى بكثير من المعايير الموسمية، وتستفيد من انخفاض استهلاك الكهرباء ودرجة الحرارة المعتدلة نسبيًا؛ ما يحد من استخدامها.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في فرنسا يتجاوز 40 غيغاواط لأول مرة في 9 أشهر
- شركة كهرباء فرنسا تعلن إعادة تشغيل 3 مفاعلات نووية
- الطاقة النووية في فرنسا أولوية حكومية.. ومساعٍ لاحتواء أزمة الوقود
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي يتدفق بحرًا عبر 300 سفينة.. وهؤلاء هم المستفيدون
- مشروع تورتو أحميم للغاز المسال يستعد للتصدير إلى أوروبا (فيديو)
- خط أنابيب لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا عبر إيطاليا
- حوافز السيارات الكهربائية تزيد الضغوط على بايدن.. ومطالب بتغيير القواعد