قطاع التعدين العالمي يحقق مكاسب في 2022.. وخسائر للمستثمرين الصينيين (تقرير)
نوار صبح
- • في عام 2022 وصلت أسواق المعادن والتعدين إلى مستويات جديدة من الاضطراب.
- • ارتفعت أسعار الفحم إلى مستويات لم يسبق لها مثيل.
- • بشكل جماعي تبلغ قيمة أكبر شركات التعدين في العالم الآن 1.39 تريليون دولار.
- • القيمة المجمّعة للشركات الصينية في التصنيف تقلّصت بمقدار 47 مليار دولار طوال العام.
شهد قطاع التعدين العالمي، خلال العام الماضي (2022)، وأسواق المعادن مستويات جديدة من الاضطراب جرّاء التضخم الملحوظ في الدولة المتقدمة والغزو الروسي لأوكرانيا، الذي قلب موازين الطاقة، إضافة إلى تفشي وباء كوفيد-19 في الصين.
وانخفض سعر النحاس، خلال العام الماضي، بأقل من 20% من المستوى القياسي المسجل في مارس/آذار، بينما كان أعلى مستوى صعودًا وهبوطًا في سوق الذهب خلال العام بنحو 400 دولار، بحسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وواصلت أسعار الليثيوم مسارها الصاعد، وانهارت أسعار القصدير، وارتفعت أسعار الفحم إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، وتقدم البوتاس إلى ذروة 14 عامًا، وتمتع اليورانيوم بأفضل سوق منذ حادث فوكوشيما وحقق النيكل أداءً جيدًا.
واختتمت أكبر 50 شركة في قطاع التعدين العالمي عام (2022) بمستويات أداء متفاوتة، وتراجع تصنيف الأسهم الصينية على الرغم من ارتفاع أسعار الفحم والليثيوم، وتضررت شركات التعدين الروسية في موسكو، وفقًا لما نشره مؤخرًا موقع ماينينغ (Mining) المتخصص.
وأضاف تصنيف ماينينغ لأبْرَز 50 شركة في قطاع التعدين العالمي قيمة 165 مليار دولار، على مدار الربع الرابع؛ ما أدى إلى محو الخسائر الفادحة التي تكبّدتها منذ بلوغ أعلى مستوياتها في مارس/آذار.
وتبلغ قيمة أكبر شركات قطاع التعدين العالمي، بشكل جماعي، الآن 1.39 تريليون دولار، أي أقل من القيمة السوقية المجمعة في نهاية عام 2021، مقارنةً بانخفاض بنسبة 9% في مؤشر داو جونز الصناعي، وانخفاض بنسبة 20% تقريبًا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
وبدأ العام الماضي 2022 بتحول كبير، واعتُبِر من أعلى مستويات الأسهم الفردية في 52 أسبوعًا، وحصلت جميعها تقريبًا بين مارس/آذار وأبريل/نيسان، وانكمشت أسهم أعلى 50 شركة بأكثر من 1 تريليون دولار.
ورغم أن ذلك يمثل انخفاضًا حادًا؛ فإنه مقارنةً بالقطاعات الأخرى، ولا سيما شركات التكنولوجيا الكبيرة، عُوِّضَ الكثير من هذه الخسائر بحلول نهاية العام.
الدولار وموارد النفط والفحم
تضاعف انخفاض القيمة السوقية في سوق لندن للأوراق المالية لندن وبورصة أستراليا وبورصة طوكيو وأماكن أخرى، بسبب ارتفاع الدولار مقابل جميع العملات الرئيسة.
بالنسبة لشركة "بي إتش بي" الأسترالية، التي تعاملت بقيمة سوقية تبلغ 200 مليار دولار في أبريل/نيسان، أصبحت قيمتها الآن أقل بنحو 50 مليار دولار من حيث القيمة بالدولار الأميركي.
يُقارَن ذلك بزيادة 23% في أسعار الأسهم عن عام 2022 في سيدني لأكبر شركة في قطاع التعدين العالمي؛ حيث سعى المستثمرون الأستراليون إلى التحوط من العملات.
وبعد قضاء بعض الوقت خارج المراكز الـ10 الأولى في عام 2021، أصبح موقع شركة جلينكور البريطانية-السويسرية في المرتبة الثالثة بتقييم يبلغ 86 مليار دولار، وتبدو الآن مطمئنة بعد ارتفاع مذهل بنسبة 68% في بورصة لندن و28% من حيث الدولار.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، الشركات العاملة في مجال التعدين حسب البلد:
وتستفيد هذه الشركة العملاقة من إستراتيجية عدم التخلي عن الفحم مثل أقرانها، على الرغم من الضغط المتزايد، وبوجود ذراع تجارية تحقق أقصى استفادة من ارتفاع أسعار الطاقة.
وبفضل استغلال شركة "تيك ريسورسز" الكندية في فانكوفر لموارد رمال النفط الكندية والفحم؛ فقد احتلت قائمة الأفضل أداء؛ حيث انضمت إلى الشركات الصينية الكبرى مثل شانشي كول بنسبة تزيد على 40%، وارتفع سهم يانشو كول بنسبة الثلث هذا العام من حيث القيمة بالدولار على الرغم من ضعف اليوان الصيني.
وتتمتع شركة الفحم الهندية كول إنديا، المنتج الأول في العالم للفحم البخاري "الحراري"، بسوق صاعدة؛ حيث ارتفعت بنسبة تزيد على 38% في عام 2022، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
قفزة أسعار الليثيوم
شهد عام 2022 قفزة تبلغ 150% في متوسط أسعار الليثيوم العالمية، ووصلت الأسعار القياسية للإسبودومين ارتفاع القيمة الإجمالية لشركات الليثيوم الـ5 في تصنيف أفضل 50 شركة إلى ما يقرب من 100 مليار دولار، على الرغم من استبعاد شركة بيلبارا مينرلز الأسترالية من تصنيف شركات قطاع التعدين العالمي.
ويرجّح المحللون أن يزداد تمثيل منتجي الليثيوم في التصنيف؛ نظرًا إلى وجود شركة بيلبارا مينرلز الآن خارج المراكز الـ50 الأولى مباشرة؛ حيث تقترب قرينتاها "آي جي أو" و"ألكيم" من تلك المرتبة.
في ظل مثل هذا المجال الواسع في أستراليا وأماكن أخرى، أصبحت صناعة الليثيوم مهيأة للاندماج، خصوصًا بسبب أسعار الليثيوم المعتدلة اليوم واستمرار الطلب في التوسع بسرعة خلال السنوات المقبلة كما هو متوقع.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، عدد شركات التعدين حسب نوع المعادن والتخصص:
من ناحيتها، حصلت شركة إس كيو إم التشيلية، ثاني أكبر منتج في العالم للمواد الخام للبطاريات، على 10 نقاط و60% من حيث القيمة العام الماضي.
وتُعَد شركة إس كيو إم، ومقرها مدينة سانتياغو، صاحبة ثاني أفضل أداء بعد شركة معادن السعودية، وهي من أبرز شركات قطاع التعدين العالمي، في مجال المعادن النفيسة والأساسية سريعة النمو ومستفيدة من جهود المملكة لتنويع اقتصادها.
تراجع الأداء الصيني
لم تنجح سوق الليثيوم فائقة القوة في إنقاذ شركتي غانفينغ وتيانكي في الصين من خسائر فادحة في عام 2022؛ حيث لا تزال أسواق هونغ كونغ وشنغهاي وشنغن في حالة اضطراب وسط بيئة تفشٍّ سريعة التغير وتحذيرات بشأن الآفاق الاقتصادية أكبر مستهلك للسلع في العالم.
على الرغم من احتفاظ شركتي شانشي ويانشو بإنتاج الفحم؛ فإن ضعف أداء منتجي المعادن الأساسية ذات الأداء الضعيف مثل زيجين وتشيانا مولي وجيانغشي، وشركتي إنتاج المواد الخام للسيارات الكهربائية هيايو و"تشاينا نورذرن رير إيرث"، يعني أن القيمة المجمعة للشركات الصينية في التصنيف تقلصت بمقدار 47 مليار دولار على مدار العام.
عند تسجيل 184 مليار دولار، تراجعت قيمة الشركات الصينية الـ10 في أفضل 50 شركة إلى ما دون قيمة الشركات الوافدة الأميركية والكندية لأول مرة منذ سنوات، بحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
بالنظر إلى وجود عدد قليل من المرشحين المدرجين الذين يمكنهم الانضمام إلى المستوى الأعلى في الوقت الحالي، تأتي (شركة جيه دي سي مولي في المركز الـ61 وتشاوجين في المركز الـ71)؛ قد تكون هناك حاجة إلى بعض عمليات الاندماج والاستحواذ والاكتتابات العامة الأولية لرؤية البلاد تستعيد هيمنتها.
تراجُع الشركات الروسية
بعد توقف تداول الأسهم الروسية في الأسواق الغربية، تواجه شركات التعدين في البلاد -شأنها شأن الروبل وبورصة موسكو للأوراق المالية- تراجعًا كبيرًا، ولم تكُن قادرة على الاستفادة من أسعار النيكل القوية، ومجموعة المعادن البلاتينية والذهب.
ولا تزال قيمة سهم شركة نورليسك نيكل، بفضل المستثمرين الأسرى في بورصة السلع المتعددة في الهند، تبلغ أكثر من 30 مليار دولار، لكن ضعفها النسبي أمام أقرانها جعلها تنسحب من المراكز الـ10 الأولى للمرة الأولى.
واحتلت شركات إنتاج مجموعة المعادن البلاتينية والنيكل والنحاس المرتبة الخامسة من حيث القيمة في نهاية يونيو/حزيران، بالنسبة لتصنيف قطاع التعدين العالمي.
وانسحب عملاق الألماس ألروسا من أعلى 50 مركزًا بعد تراجعه 16 نقطة، خلال الربع الأخير، ويبدو من غير المرجح أن تعود شركة بوليمتل إلى المراكز الـ50 الأولى بعد عام كئيب شهد انخفاض وحدات منجم الذهب في لندن بنسبة 77% خلال العام الماضي.
بدوره، يضع انخفاض القيمة السوقية بمقدار 8 مليارات دولار أميركي، على مدار العام، شركة بوليوس في المرتبة الـ29 بتقييم قدره 14.8 مليار دولار.
وكانت الشركة، التي تتخذ من موسكو مقرًا لها، ويقترب إنتاجها السنوي من 3 ملايين أوقية وتتمتع بأكبر احتياطي من الذهب في العالم، تنافس الشركات الـ10 الأولى في عام 2020.
موضوعات متعلقة..
- قطاع المعادن في السعودية يترقب 5 مشروعات جديدة باستثمارات 11.5 مليار دولار
- وزير البترول المصري يعلن تطورات التعدين والغاز.. وتوقعات جديدة لصندوق النقد (فيديو)
- مؤتمر التعدين الدولي يجمع 12 ألف مشارك من 130 دولة في السعودية
اقرأ أيضًا..
- 10 معلومات عن أول قاطرة بحرية مصنعة محليًا في الجزائر (إنفوغرافيك)
- 4 بدائل عربية لتعويض المشتقات النفطية الروسية في أوروبا.. السعودية والجزائر بالقائمة
- بالأرقام.. وزن السيارات الكهربائية خطأ مميت يهدد سلامة الطرق