محطة لوبمين ترسل أولى دفعات الغاز المسال إلى الشبكة الألمانية
برلين تكثف جهودها لتطوير محطات الاستيراد
نوار صبح
في إطار عملية الاختبار المتاحة قبل الافتتاح الرسمي في 14 يناير/كانون الثاني المقبل، أرسلت منشأة الغاز المسال العائمة الجديدة في بلدة لوبمين بشمال شرق ألمانيا أولى الكميات الصغيرة إلى شبكة الغاز المحلية في 9 يناير/كانون الثاني.
جاء ذلك في بيان لشركة دويتشه ريجاس المشغِّلة في 10 يناير/كانون الثاني، حسبما أوردت منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسياتس (S&P Global Commodity Insights).
ويُعدّ المشروع المملوك للقطاع الخاص الثاني من نوعه في ألمانيا الذي يبدأ في إرسال الغاز إلى الشبكة، بعد أن بدأت سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة التي تديرها شركة يونيبر في فيلهلمسهافن عمليات الإرسال في ديسمبر/كانون الأول، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
محطة لوبمين للغاز المسال
وصلت سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة "نيبتون" إلى بلدة لوبمين في 16 ديسمبر/كانون الأول، تلتها سفينة تخزين الغاز المسال العائمة "سي سبيك هيسبانيا"، المصممة لتكون بمثابة نقطة إنزال للغاز الطبيعي المسال.
علاوة على ذلك، ستنقل 3 ناقلات غاز طبيعي مسال أصغر حجمًا الغاز المسال من سفينة "سي سبيك هيسبانيا" إلى سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة "نيبتون".
وتُعدّ منشأة بلدة لوبمين بقدرة 5.2 مليار متر مكعب/سنويًا واحدة من 6 منشآت تُنشَر في شمال ألمانيا، إذ توجد منشأتان في فيلهلمسهافن ومنشأتان في شتاده وبرونسبوتل، ومنشأة في لوبمين بدعم من الحكومة الألمانية.
ويرجّح المراقبون والمحللون أن تبدأ سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة في برونسبوتل عملياتها قريبًا، بعد بدء تشغيل منشآت فيلهلمسهافن ولوبمين، إذ من المتوقع أن تكون المنشآت الـ3 الأخرى جاهزة للتشغيل بحلول نهاية عام 2023.
تقليص إمدادات الغاز الروسي
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط وما تلاه من تقليص لإمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا، تكثفت جهود الدولة لتطوير مجموعة من محطات استيراد الغاز المسال.
كان تأمين إمدادات الغاز أحد أهم الأولويات السياسية لألمانيا، إذ سارعت الحكومة لملء مستودعات التخزين بالإضافة إلى تأمين البنية التحتية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال خلال الصيف، على الرغم من ارتفاع أسعار الغاز القياسية.
من ناحيتها، قدَّرت خدمة بلاتس، وهي جزء من منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسياتس، سعر منصة تداول عقود الغاز الهولندية (تي.تي.إف) للشهر المقبل عند أعلى مستوى له على الإطلاق عند 319.98 يورو (344.28 دولار) لكل ميغاواط/ساعة في 26 أغسطس/آب.
وقد تراجعت الأسعار منذ ذلك الحين على خلفية عمليات التخزين السليمة وتقليص الطلب، ولكنها لا تزال مرتفعة نسبيًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
فقد قيّمت خدمة بلاتس سعر منصة تداول عقود الغاز الهولندية (تي.تي.إف) قبل شهر في 9 يناير/كانون الثاني عند 74.75 يورو (80.43 دولار) لكل ميغاواط/ساعة، حسبما نشرت منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسياتس.
في مرحلته الأولى، سيشهد مشروع شركة دويتشه ريجاس وجود سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة داخل ميناء لوبمين جنبًا إلى جنب مع وحدة التخزين العائمة "هيسبانيا"الموجودة في بحر البلطيق، إذ ستقوم ناقلات الغاز المسال بتفريغ حمولتها.
في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، أفادت شركة دويتشه ريجاس أنها ضمنت حجوزات ذات سعة طويلة الأجل ملزمة تبلغ 3.6 مليار متر مكعب/سنويًا للمرحلة الأولى، بشروط تتراوح من 5 إلى10 سنوات خلال موسم مفتوح.
ويمكن تسويق أيّ سعة متبقية على أساس قصير الأجل، مثل مشروعات استيراد الغاز الطبيعي المسال الأخرى المخطط لها في ألمانيا.
في المرحلة الثانية، ستُنقَل سفينة التخزين مع إعادة التغويز العائمة من الميناء إلى موقع بعيد عن الشاطئ إذ ستُدمَج مع وحدة عائمة أخرى، بسعة مجمّعة 13.5 مليار متر مكعب / سنويًا، ومن المقرر نشر سفينة التخزين وإعادة التغويز العائمة الثانية من ديسمبر/كانون الأول 2023.
أزمة الطاقة في أوروبا مستمرة
لم تخفّ وطأة مخاطر أزمة الطاقة المحيطة بأوروبا حتى الآن، على الرغم من تراجع أسعار الغاز الطبيعي.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تواجه أوروبا فجوة في العرض والطلب تبلغ 30 مليار متر مكعب، وتعادل هذه الكمية نصف إمدادات الغاز الكافية لملء الخزانات بنسبة 95% بحلول بداية الشتاء المقبل، وفقًا لتقرير نشرته منصة الطاقة المتخصصة مؤخرًا.
ويشير المحللون إلى إمكان أن تؤدي إجراءات الاتحاد الأوروبي والتدخلات اللاحقة في السوق لتحقيق توازن العرض أو اختلاله في عام 2023.
اقرأ أيضًا..
- أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال عالميًا تواجه مصيرًا غامضًا
- وزير الطاقة السعودي: نسعى لبناء مفاعلات نووية.. وهذه أماكن اليورانيوم في المملكة (فيديو)
- صدمة في قطاع ناقلات النفط العالمية بعد فشل صفقة اندماج ضخمة