غازالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازرئيسيةطاقة متجددة

سنغافورة تشدد إجراءات خفض انبعاثات الغاز الطبيعي من محطات الكهرباء (تقرير)

مع مراجعة دورية لتشديده أكثر

عمرو عز الدين

تتجه سنغافورة إلى خفض انبعاثات الغاز الطبيعي من محطات الكهرباء عبر تشديد الإجراءات الإلزامية المنظمة للقطاع، في إطار الخطط الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام (2050).

وتدرس هيئة سوق الطاقة في سنغافورة "إي إم إيه" فرض إجراءات صارمة للحد من كثافة الانبعاثات الصادرة من محطات الكهرباء الجديدة والمحدثة، وفقًا لموقع ستراتس تايمز المحلي المتخصص (straits times).

وفقًا لهذه الإجراءات ستلتزم محطات الكهرباء الجديدة والمحدثة بخفض انبعاثات الغاز الطبيعي إلى 0.355 طنًا لكل ميغاواط/ساعة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تأهيل المحطات إلى الهيدروجين

تستهدف الإجراءات الجديدة المشددة رفع كفاءة جميع محطات توليد الكهرباء المستعملة للغاز الطبيعي بنسبة 10%، ما يؤهلها إلى التوافق التام مع الهيدروجين المرشح لخلافة الغاز بقوة بحلول عام 2030.

ويأمل الخبراء في أن تساعد هذه الإجراءات في ضبط قطاع الطاقة المعتمد بصورة شبه كلية على الغاز الطبيعي المسؤول بدوره عن 40% من انبعاثات الكربون الحالية.

وتخطط سنغافورة -الرائدة في صناعات النقل البحري عالميًا- للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، خلافًا للصين المتأخرة 10 سنوات، والهند التي ستكون آخر المتأخرين بحلول 2070.

ويقول مدير قطاع التخطيط في هيئة سوق الطاقة السنغافورية لو غي يونغ، إن الإجراءات المشددة التي تعتزم الهيئة فرضها على المحطات تستهدف توليد الكهرباء بنسب انبعاثات منخفضة دون المساس بهيكل القطاع الحيوي للبلاد.

كما تستهدف إلزام المحطات الجديدة والمحدثة بتطوير بنيتها التحتية بما يتوافق مع استعمال الهيدروجين بنسبة 30% على الأقل، مع إمكان تعديلها للتوافق الكامل بنسبة 100% في المستقبل.

سقف معيار الانبعاثات الجديد

انبعاثات الغاز الطبيعي
هيئة سوق الطاقة في سنغافورة - الصورة من موقع الهيئة

اعتمدت الهيئة معيار الانبعاثات البالغ 0.355 طنًا لكل ميغاواط/ساعة، لملاءمته محطات التوليد المتطورة المنتشرة في السوق التي تعمل بنظام الدورة المركبة (سي سي غي تي).

وتحرق محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة الغاز الطبيعي في توربينات الاحتراق لتوليد الكهرباء، ثم تجمع غازات العوادم في مولد بخار آخر يستطيع توليد الكهرباء عبر توربينات بخارية مضغوطة.

ويختلف هذا النوع عن محطات الكهرباء ذات الدورة البسيطة التي تعمل على توليد الكهرباء من الغاز بنظام واحد فقط، يعتمد على توربينات الاحتراق، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتراهن هيئة سوق الطاقة في سنغافورة على دفع المحطات الجديدة أو المحدثة على تركيب التوربينات ذات الدورة المركبة الموجودة في الأسواق، ما قد يرفع كفاءة كل المحطات العاملة في البلاد مع الزمن بنسبة 10% على الأقل.

مراجعة دورية لمزيد من التشديد

ستراجع الهيئة معيار كثافة الانبعاثات (0.355 طنًا لكل ميغاواط/ساعة) بصورة دورية باتجاه تشديده مع مرور الوقت، بالتشاور مع الفاعلين في الصناعة لتوفير مهلة كافية، وفقًا لمدير قطاع التخطيط لو غي يونغ.

ويبلغ متوسط كثافة انبعاثات الغاز الطبيعي من المحطات المرتبطة بالشبكة في سنغافورة قرابة 0.405 طنًا لكل ميغاواط/ساعة منذ عام 2021.

ويستهدف المعيار الجديد خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة من محطات الكهرباء بنسبة 12.5%، عبر اعتماد التوربينات التي تعمل بنظام الدورة المركبة.

ومن المقرر استثناء محطات التوليد الاحتياطية من معيار كثافة الانبعاثات المشدد، الذي يستهدف المحطات التي تعمل بصورة دائمة وقوية، وفقًا لتفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تلقّي التعليقات حتى 9 فبراير

يتداول الفاعلون في المجال الورقة المقترحة من هيئة سوق الطاقة السنغافورية حتى 9 فبراير/شباط 2023، تمهيدًا لجمع التعليقات ودراستها.

وتأمل الهيئة في صياغة مدونة جديدة بشأن انبعاثات الغاز الطبيعي في مجال توليد الكهرباء في أسرع وقت ممكن، لإدخالها إلى حيز التنفيذ في غضون هذا العام دون أن تحدد موعدًا بعينه، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتسق جهود سنغافورة في تشديد معايير الانبعاثات في قطاع محطات الكهرباء العاملة بالغاز، مع سياسات تسعير الكربون المرتفعة التي تميزها عن باقي دول جنوب شرق آسيا.

رفع ضريبة الكربون 16 ضعفًا

انبعاثات الغاز الطبيعي
انبعاثات الكربون في قطاع النقل البحري بسنغافورة - الصورة من موقع توداي

رفعت سنغافورة في يناير/كانون الثاني 2022 معدل أسعار ضريبة الكربون إلى 16 ضعفًا مع زيادة تدريجية حتى عام 2030.

واستنادًا إلى هذا القرار سترتفع ضريبة الكربون من 5 دولارات إلى 25 دولارًا سنغافوريًا (تعادل 18.9 دولارًا أميركيًا) خلال عامي 2024-2025

بينما سترتفع إلى 45 دولارًا للطن خلال عامي 2026 -2027، ثم تتراوح بين 50 و80 دولارًا بحلول 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة

* (الدولار السنغافوري = 0.76 دولارًا أميركيًا)

كما تتناغم هذه الإجراءات مع خطط موازية لخفض نسب الانبعاثات في قطاعي النقل الجوي والبحري، بالتوازي مع الدخول في مشروعات عملاقة لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة.

وتشجع هيئة الطيران المدني والخطوط الجوية السنغافورية على استخدام وقود الطيران المستدام في خطوطها الجوية، كما تخطط هيئة الملاحة البحرية والمواني لإنشاء مركز عالمي لإزالة الكربون البحري بحلول 2050.

وأعلنت سنغافورة خلال 2021 إنشاء مزرعة ألواح شمسية عائمة لتوليد الكهرباء النظيفة على مساحة تعادل 45 ملعبًا لكرة القدم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

يُشار إلى أن سنغافورة دولة صغيرة الحجم لا تتجاوز مساحتها 728 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها 5.5 مليون نسمة، إلا أنها تتميّز بموقع جغرافي مميز جنوب شرق آسيا.

وتمكّنت هذه الدولة الصغيرة من تطوير قطاع المواني بصورة هائلة مكّنتها من الوصول إلى 600 ميناء في العالم، ما جعلها من أغنى البلاد الآسيوية في الوقت الحالي بعد أن كانت من أفقرها منذ عقود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق