تركيا تبحث عن دور محوري في مجال الطاقة.. وهذه خطتها في النفط والغاز (صوت)
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصاديات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن دور تركيا في مجال الطاقة يتنامى، مع مساعيها لتصبح دولة محورية، ليس من ناحية الإنتاج، ولكن في مجال "نقل الطاقة".
وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر، بعنوان: "هل تستمر أسعار النفط في الانخفاض؟"، أن أنقرة تتحرك حاليًا على عدّة محاور، لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف: "أحد المحاور هو أنابيب الغاز التي تمر من روسيا إلى أوروبا عبر تركيا، والمحور الثاني هو رغبة تركيا أن تمرّ أنابيب الغاز القادمة سواء من إسرائيل أو دولة فلسطين أو مصر إلى أوروبا -إذا حدث ذلك- في مياهها الإقليمية".
دور تركيا في مجال الطاقة
بالنسبة إلى النفط، قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن دور تركيا في مجال الطاقة جعلها دولة محورية في إعادة تصدير النفط الروسي، إذ إنها تستورده، ثم تعيد تصديره، إمّا إلى أوروبا أو إلى دول أخرى على أنه نفط تركي، بينما الجميع يعرفون أن تركيا ليس لديها نفط.
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن أنقرة يمكنها -أيضًا- اللعب على حبل آخر، وهو أن تقوم المصافي التركية بتكرير النفط الروسي، وبيع الديزل والبنزين والمنتجات النفطية الأخرى إلى الدول الأوروبية، التي تتجاهل هذا الأمر بشكل مقصود.
وأضاف: "الدول الأوروبية تعلم أن البنزين والديزل الذي يأتي من تركيا أو من الصين أو الهند هو في الأصل نفط روسيا، ولكن ليست لديها مشكلة في هذا الأمر، لأنه لم يُضَمَّن في الاتفاق الذي يطبّقونه حاليًا، ومن ثم تستفيد أنقرة في كل الحالات".
وأوضح الحجي أن أنقرة تستقبل أيضًا النفط العراقي الذي يذهب عبر أنبوب جيهان، وهي صاحبة دور كبير في هذا الموضوع، كما أن خط أنبوب الغاز العربي -الذي لا يعمل الآن- في حالة بدء عمله، ليس له مجال إلّا أن يمرّ عبر تركيا.
لذا، وفق الحجي، فإنه سواء في مجال النفط أو الغاز، تحاول أنقرة أن تجعل نفسها صاحبة دور محوري في هذا الموضوع، وفي الوقت ذاته، تحاول السيطرة على الغاز في البحر المتوسط، سواء من خلال الإنتاج أو عمليات النقل وإنشاء خطوط الأنابيب.
إنتاج السيارات الكهربائية
لفت مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي إلى أن تركيا بدأت في إنتاج السيارات الكهربائية، التي تحتاج إلى طاقة، وهذه الطاقة تأتي من البطاريات التي لا يمكن بناؤها أو تصنيعها دون "الغرافيت"، الذي تعدّ أنقرة الأولى في العالم من حيث احتياطياته.
كما أن أنقرة تبني في الوقت الحالي مفاعلًا نوويًا عملاقًا، من المفترض أن يبدأ عملياته في عام 2024، إذ سيوفر الكهرباء للدولة الواقعة على البحر المتوسط، الأمر الذي سيوفر الطاقة للمصانع، وخاصة مصانع السيارات الكهربائية.
وقال الحجي، إن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسعى في الوقت الحالي إلى أن تصبح أحد كبار مصدّري السيارات الكهربائية، خاصة إلى دول أوروبا ومناطق أخرى، لتصبح مثل الصين، مؤكدًا أنها لن تكون بقدرة بكين على الإطلاق.
ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، ما يميز أنقرة الآن عن الدول الأخرى، أن السيارات الكهربائية والبطاريات التي تنتجها تحتوي على مكونات داخلية محلية كبيرة، مقارنة مع الدول الأخرى التي تصنع النوع نفسه من السيارات.
وتابع مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة: "خلاصة الكلام هنا، أن تركيا تسعى بالفعل إلى أن تصبح محورًا للطاقة، إن لم يكن على المستوى العالمي، فإنها ستسعى لأداء هذا الدور على الأقلّ في منطقة الشرق الأوسط وقارّتي آسيا وأوروبا".
موضوعات متعلقة..
- انفراجة في أزمة ناقلات النفط بالبحر الأسود.. وتركيا تستجيب للضغوط الدولية
- تركيا لن تتوقف عن شراء النفط الروسي رغم "سقف الأسعار" (مقال)
اقرأ أيضًا..
- روساتوم الروسية تنافس على بناء أول محطة نووية في السعودية
- أبرز مشروعات الغاز المرتقبة في أفريقيا.. المغرب وموريتانيا والجزائر في المقدمة
- غازبروم تنقذ فائض الميزانية الروسية وتضاعفه 4 مرات في نوفمبر