يشهد الطلب على الغاز المسال العماني تزايدًا، خاصة في الأسواق الآسيوية، الساعية إلى تأمين احتياجاتها من الوقود، مع دخول أوروبا منافسًا قويًا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال حمد بن محمد النعماني أن شركته ستقوم خلال المدة المقبلة بتوقيع عقود مع شركات عالمية أخرى في عدّة دول.
وكانت مسقط قد وقّعت مؤخرًا 3 اتفاقيات مع شركات يابانية، تهدف إلى إمدادها بنحو 2.35 مليون طن متري سنويًّا من الغاز المسال العماني.
إستراتيجية الغاز العمانية
أكد النعماني أنه يُناقَش حاليًا إستراتيجية الشركة التجارية للغاز المسال العماني في المستقبل مع الجهات الحكومية ذات الصلة والمساهمين؛ بهدف إطالة أمد الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال ل10 سنوات إضافية.
وقال: "نواصل في الوقت الحالي تقدّمنا لتحقيق أقصى استفادة من الفرص التجارية بوجود فرق فنية وتجارية تتمتع بمهارات عالية وخبرة تتجاوز ال20 عامًا لضمان تحقيق أفضل النتائج للبلاد".
وأشار إلى أن شركته تحظى بالعديد من العوامل التي أسهمت في استدامة نجاحها، منها السمعة الطيبة التي تتمتع بها الشركة بصفتها موردًا آمنًا وموثوقًا للغاز الطبيعي المسال، والخبرة التي تمتد لأكثر من 22 عامًا، والموقع الإستراتيجي المهم الذي يؤهلها للوصول إلى الأسواق العالمية.
الطلب على الغاز المسال
قال النعماني في حواره مع العدد الجديد للنشرة الفصلية "إنجاز وإيجاز" الصادرة عن جهاز الاستثمار العُماني، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة، إنه مع تزايد الطلب العالمي بشكل غير مسبوق على مصادر الطاقة، يتصدّر الغاز المسال الموضوعات والمحاور المطروحة في النقاشات المرتبطة بتداولات الطاقة العالمية.
وأشار إلى أن العديد من البلدان تسعى إلى ضمان كميات أكبر من الطاقة من تأمين احتياجاتها من الغاز المسال.
وأوضح أن الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال استشرفت خلال الأعوام الماضية آفاق التغيرات في الأسواق، وقامت بتبنّي وتطوير واستحداث أفضل الأساليب الممكنة لمواصلة دورها الحيوي في قطاع الطاقة العالمي.
وأضاف: "لم نتردد في بذل قصارى جهودنا لتعزيز الإنتاج وتحسين الأداء البيئي؛ إذ قامت الشركة بتنفيذ مشروعات لتحقيق هذه الأهداف، منها مشروع حلحلة القاطرات الذي مكّننا من رفع الطاقة الإنتاجية الأسمية بما لا يقلّ عن 10%".
وشدد على أن السمعة الطيبة التي تتمتع بها الشركة بصفتها موردًا آمنًا وموثوقًا للطاقة وفق أعلى مستويات الصحة والسلامة والبيئة، أسهم في تحقيق هذا النجاح.
العقود طويلة الآجل
أكد المسؤول العماني أن خيار العقود طويلة الآجل يعدّ ضروريًا للمضي قدمًا في تطوير الاستثمار وتنفيذ الأعمال بالشكل الصحيح، والاستفادة من جميع الفرص الممكنة.
وأوضح أن شركته عقدت اتفاقيات بيع وشراء الغاز المسال العماني على أساس معادلة مرتبطة بأسعار النفط، مشيرًا إلى أن أسعار بيع الغاز تتفاوت تبعًا لأسعار النفط المتصاعدة.
وقال: "تقوم العديد من البلدان المصدّرة للغاز الطبيعي المسال باتّباع هذا النهج، إذ ترتبط العقود طويلة الآجل مباشرةً مع أسعار الطاقة العالمية، والتي تعتمد على مؤشر برنت وغيرها من المؤشرات كأسواق الغاز الرئيسة في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية؛ ولهذا تتفاوت الأسعار نسبيًا بناءً على معطيات السوق".
وأضاف: "نسعى إلى اغتنام أيّ فرصة للاستفادة من ارتفاع الإنتاج عبر زيادة المبيعات متوسطة الأجل وعمليات التحويل والمبادلة، إلى جانب الشحنات الفورية ".
وأشار إلى أن شركته كانت من أوائل شركات الغاز الطبيعي المسال التي بدأت العمل بصفقات التحويل في السوق العالمية، "فعندما تلوح لنا فرصة جيدة للتحويل أو المبادلة أو بيع الشحنات الفورية، فإننا سريعون جدًا في الاستفادة منها، وهو ما يعدّ أحد عوامل النجاح للشركة، وهو القدرة على اتخاذ قرارات سريعة بناءً على معطيات السوق الآنيّة، الأمر الذي مكّننا من بناء وتطوير العديد من العلاقات مع المشترين والبائعين، وكان لهذه العلاقات ومراعاة الشفافية دور كبير بتحقيق قصص نجاحات مختلفة".
العقود مع كوريا الجنوبية
قال الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، إن العقد المبرم مع كوريا الجنوبية لاستيراد الغاز المسال العماني، الذي من المتوقع أن ينتهي في غضون عامين، موضع اهتمام دائمًا.
وُقِّع العقد مع إحدى أهم شركات الغاز المسال العالمية في كوريا، وهو من العقود القيّمة التي كان لها أثر كبير في الموافقة النهائية على الاستثمار بمشروع إسالة الغاز المسال، والمضي قدمًا في إنشاء الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.
أكد النعماني أن هذا العقد يتمتع بقيمة عالية، ويعدّ من بين الأفضل في صناعة الغاز المسال، مما أهّله ليصبح مرجعًا يُعتمد عليه في التسعيرة لكثير من العقود طويلة الأجل، التي تعقدها الشركات حول العالم.
وأضاف: "نظرًا لخصوصية العقد، فإننا لا نستطيع أن نذكر جميع التفاصيل التجارية والحيثيات الفنية، لكننا نودّ التأكيد بأن ما يُتَداوَل حول أن التسعيرة ثابتة أمر خالٍ من الصحة، بل إننا نسعى إلى الحصول على عقود مماثلة تمكّننا من ضمان استفادة الشركة والحكومة والمساهمين على حدّ سواء".
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز المسال العمانية تسجل إنجازًا كبيرًا.. 3000 شحنة من "قلهات"
- صادرات الغاز المسال العماني تسجل قفزة كبيرة في أول 7 أشهر من 2022
اقرأ أيضًا..
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022.. أسواق الطاقة في 365 يومًا
- إيرادات صادرات النفط العراقي تتراجع 625 مليون دولار في ديسمبر
- أداء قطاع النفط المصري خلال 2022.. ورقم قياسي جديد (إنفوغرافيك)