تستعد الولايات المتحدة لاستقبال أول شحنة من النفط الفنزويلي، منذ فرض العقوبات على قطاع النفط في "كاراكاس" عام 2019.
وسوف تغادر ناقلة باناماكس محملة بخام "بوسكان" ميناء باجو غراندي الفنزويلي في ولاية زوليا، نهاية هذا الأسبوع، متجهة إلى مصفاة أميركية على ساحل الخليج، وفقًا للمعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع -أيضًا- أن تغادر شحنة أخرى من الخام ميناء جوزيه شرق فنزويلا، في غضون أسبوعين تقريبًا إلى ساحل الخليج الأميركي، بحسب ما أوردته منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
تأتي هذه الخطوة في أعقاب الترخيص الذي منحته وزارة الخزانة الأميركية إلى شركة شيفرون، من أجل استئناف عمليات الإنتاج والتصدير لمدّة 6 أشهر، مع حظر أي مدفوعات للحكومة الفنزويلية.
شحنات النفط الفنزويلي
بموجب العقوبات المعدّلة، تمكنت شركتا شيفرون وبتروليوس دي فنزويلا -المملوكة للدولة- من استئناف أعمال الإنتاج في وقت سابق من هذا الشهر في مشروع بتروبوسكان المشترك.
ووفقًا لتقرير داخلي أصدرته شركة النفط الوطنية الفنزويلية، انتقل حقل بتروبوسكان من عدم الإنتاج منذ يونيو/حزيران على الأقل -بسبب نقص التخزين- إلى 9 آلاف و489 برميلًا يوميًا في 21 ديسمبر/كانون الأول، وارتفاع قصير الأجل إلى 17.27 ألف برميل يوميًا في 23 ديسمبر/كانون الأول.
وفي وقت سابق من شهر ديسمبر/كانون الأول، كانت التوقعات لشحنة أعلى جودة من خام ميراي.
ويُعد خام بوسكان أقرب من حيث الجودة إلى الأسفلت، لذلك من المحتمل احتياجه إلى الذهاب إلى مصفاة تكرير أميركية ذات قدرة على معالجة فحم الكوك، مثل مصفاة باسكاغولا التابعة لـ شيفرون في ولاية ميسيسيبي.
صلاحيات أكبر لشركة شيفرون
كانت وزارة الخزانة الأميركية قد قررت منح صلاحيات أوسع لشركة شيفرون في فنزويلا يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني، غير أن القرار كان محددًا بشروط تُنظم الإنتاج المشترك والتصدير.
وفرضَ القرار قيودًا على تلقّي كاراكاس مدفوعات بيع الخام، وكذلك على استئناف تطوير أيّ حقول أو مشروعات جديدة، بحسب ما أفادت به وكالة رويترز.
ويتيح الترخيص الجديد لشركة شيفرون توسعة إنتاجها في فنزويلا وزيادة صادراتها إلى واشنطن، من حقول مشروعاتها المشتركة مع شركة بتروليوس دي فنزويلا.
إلا أن القرار يحظر سداد المدفوعات من عائدات النفط والضرائب للحكومة الفنزويلية، أو المدفوعات العينية لشركة النفط الوطنية الفنزويلية، فضلًا عن منع التعامل مع الشركات التي تسيطر عليها روسيا وتعمل في فنزويلا.
وبموجب القرار، تجري التعاملات المالية مقابل شحنات النفط الفنزويلي بين شيفرون والشركات المعنية في واشنطن، في محاولة لدعم استرداد شركة النفط الأميركية العملاقة مستحقاتها لدى شركة النفط الوطنية الفنزويلية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط الفنزويلي منذ عام 2019، حتى يوليو/تموز 2022:
شروط إنتاج النفط الفنزويلي وتصديره
من جانبه، حدّد مكتب متابعة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية 4 صلاحيات تنظّم استئناف شركة شيفرون إنتاج الموارد الطبيعية في فنزويلا بصورة محدودة.
وتغطي الصلاحيات الجديدة عمليات إنتاج النفط والمشتقات المنتجة من خلال المشروعات المشتركة للشركة الأميركية مع شركة النفط الوطنية الفنزويلية، بما يشمل أيّ أعمال إصلاح أو صيانة.
كما تتيح الصلاحيات بيع شركة شيفرون النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة عبر مشروعاتها المشتركة، من خلال الشركة الأم في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، منح الترخيص شركة شيفرون صلاحية شراء المكثفات والبنزين ومنتجات الغاز الطبيعي واستيرادها، مع اقتصار تلك العمليات على الشركة والجهات المعنية في الولايات المتحدة فقط.
اتفاق شيفرون في فنزويلا
في هذا السياق، وقّعت شيفرون الأميركية اتفاقًا رسميًا -في 2 ديسمبر/كانون الأول- مع الحكومة الفنزويلية لاستئناف نشاطها لإنتاج النفط في كاراكاس.
وأبرم الطرفان الاتفاق في مقر شركة بتروليوس دي فنزويلا في العاصمة كاراكاس، بحضور رئيس الشركة أسدروبال تشافيز، ووزير النفط طارق العيسمي، ورئيس شركة شيفرون الأميركية في فنزويلا غافيير لا روسا.
وأشار وزير النفط طارق العيسمي إلى أن توقيع حكومة بلاده اتفاق إنتاج النفط مع شركة شيفرون الأميركية يأتي في إطار تنمية الإنتاج في قطاع الطاقة، وفقًا لما ينص عليه الدستور والقوانين.
وأضاف: "الاتفاق مع شيفرون خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه غير كافٍ.. نحن نطالب بإلغاء العقوبات التي ضربت صناعة النفط لدينا".
وقال مسؤولون فنزويليون إن اتفاق الحكومة مع شركة شيفرون لاستئناف إنتاج النفط يضم الشركتين التابعتين لشيفرون في كاراكاس "بتروبوسكان" و"بتروبيار".
موضوعات متعلقة..
- النفط الفنزويلي يتدفق إلى أوروبا مجددًا بعد غياب عامين
- أميركا تسمح بتصدير النفط الفنزويلي إلى أوروبا.. وأنباء عن إذن مماثل لإيران
- مليونا برميل من النفط الفنزويلي في عرض البحر تنتظر سفنًا لنقلها
اقرأ أيضًا..
- الطاقة في المنطقة العربية.. 3 أزمات تضرب القطاع خلال 2022
- احتياطيات النفط والغاز في 2022.. زيادات ملحوظة عربيًا وعالميًا
- الغاز المسال في 2022.. الطلب الأوروبي يقود تغيّرات كبيرة في السوق
- توطين صناعة السيارات الكهربائية.. مبيعات قوية وتنافس عربي خلال 2022