طفرة بإنتاج الغاز في بنغلاديش.. واستمرار التنقيب يضمن تقليل الواردات (فيديو)
تُقدر الطاقة الإنتاجية لبعض الآبار الجديدة بنحو 55 مليون قدم مكعبة يوميًا
مي مجدي
- إنتاج الغاز من الآبار المحلية يُسهِم في تهدئة أزمة الطاقة في بنغلاديش.
- تأمل بنغلاديش في زيادة كميات الغاز بنحو 217 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2023، و618 مليون قدم مكعبة بحلول عام 2025.
- وضع خطة مناسبة يضمن للبلاد تجنب أي أزمات في المستقبل.
- تسريع إنتاج الغاز يواجه بعض التحديات.
مع زيادة استهلاك الطاقة في بنغلاديش، خلال العقد الماضي، زاد التركيز على إنتاج الغاز من الآبار المحلية وتعزيز عمليات التنقيب، خاصة مع ارتفاع الأسعار الفورية للغاز المسال خلال الأشهر الماضية.
وفي خضم أزمة الطاقة التي يعيشها العالم حاليًا، اكتشفت بنغلاديش احتياطيات ضخمة من الغاز، وتُقدر الطاقة الإنتاجية لبعض الآبار الجديدة بنحو 55 مليون قدم مكعبة يوميًا، ويعادل ذلك نصف اعتماد البلاد على الغاز المسال من السوق الفورية، بحسب معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة بيزنس ستاندرد (The Business Standard) البنغلاديشية.
ويرجع الفضل في ذلك إلى زيادة الاستثمار وتطوير الآبار المحلية وصيانتها، والتي أظهرت آفاقًا واعدة.
وأضافت البلاد قرابة 35 مليون قدم مكعبة من الغاز إلى الشبكة الوطنية، ومن المتوقع إضافة الكمية المتبقية البالغة 20 مليون قدم مكعبة إلى الشبكة الوطنية –قريبًا-.
ومن المرجح زيادة كميات الغاز بنحو 217 مليون قدم مكعبة يوميًا من 15 بئرًا بحلول عام 2023.
إنتاج الغاز في بنغلاديش
قالت وزارة الطاقة والموارد المعدنية إن إنتاج الغاز من الآبار المحلية أسهَم في تهدئة أزمة الطاقة بالبلاد مقارنة بالأشهر الماضية.
ويبدو أن التقدم الملحوظ أعطى بصيص أمل للبلاد بعد أشهر من تفاقم أزمة نقص إمدادات الغاز في كل من القطاعين الصناعي والسكني، ودفع استنزاف النقد الأجنبي والتقلبات في سوق الطاقة العالمية الحكومة إلى وقف شراء الغاز المسال من السوق الفورية بدءًا من شهر يوليو/تموز (2022).
وبعد تهدئة الأزمة، تأمل وزارة الطاقة والموارد المعدنية في بدء تدفق 217 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا من 15 بئرًا إلى الشبكة الوطنية في عام 2023.
بالإضافة إلى ذلك، تستهدف الوزارة زيادة إنتاج الغاز بمقدار 618 مليون قدم مكعبة يوميًا بحلول عام 2025 من خلال استكشاف 46 بئرًا وتطويرها وصيانتها.
وتبلغ إمدادات الغاز الحالية للشبكة الوطنية نحو 2700 مليون قدم مكعبة يوميًا، في حين يصل الطلب اليومي على الغاز في بنغلاديش إلى 3 آلاف و500 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ويمثل الإنتاج المحلي نحو 2247 مليون قدم مكعبة، في حين تستورد البلاد الكمية المتبقية البالغة 470 مليون قدم مكعبة.
بالإضافة إلى ذلك، اتجهت البلاد للشراء من السوق الفورية لتوفير نحو 100 إلى 130 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.
وللتصدي لأزمة احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية، ألغت الحكومة عمليات الشراء من السوق الفورية في يوليو/تموز (2022)؛ ما دفع شركة بتروبنغلا المملوكة للدولة للبدء في خطة عمل لتعزيز إنتاج الغاز المحلي على المديين القصير والطويل من خلال تسريع إصلاح الآبار الهامشية واستكشاف المزيد من الآبار.
وقال رئيس شركة بتروبنغلا، نازمول أحسان، إن خطة الشركة طويلة الأجل تتمثل في استكشاف 46 بئرًا وتطويرها وصيانتها في جميع أنحاء البلاد، وإضافة 618 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا بحلول عام 2025.
آبار الغاز المحلية
في الوقت نفسه، تحرّكت شركات التنقيب المحلية لحفر 6 آبار بهدف إنتاج 62 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا في عام 2022.
وأدّت خطوة وقف شراء الغاز المسال من السوق الفورية إلى تسريع هذه الخطة، وفقًا للمسؤولين.
وانتهت عمليات الحفر في 5 آبار حتى الآن، وهي توبغي 1 وصندالبور وسيلهيت 8 وكايلاشتيلا 7 وبينيبازار 1، ومن المتوقع الانتهاء –قريبًا- من استكشاف بئري سريكايل 2 وكوميلا.
وأوضح العضو المنتدب لشركة "سيلهيت غاز فيلد" أن آبار سيلهيت أسهمت بكميات ضخمة؛ حيث وصل إنتاج الغاز الإضافي إلى 30 مليون قدم مكعبة خلال العام الجاري (2022) مقارنة بعام 2021؛ ما أدى إلى زيادة إنتاج الشركة إلى 96 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتتوقع الشركة إضافة 55 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا إلى الشبكة الوطنية في عام 2023.
أزمة الغاز المسال
قال خبراء الطاقة إنه كان بإمكان بنغلاديش تجنب أزمة الطاقة الناجمة عن تعليق شراء الغاز المسال إذا عززت عمليات التنقيب عن الغاز وإصلاح الآبار في وقت سابق.
فقد أدت هذه الخطوة إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي، وحدوث أزمة حادة في القطاع الصناعي، خاصة خلال المدة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول (2022).
وقال عالم الجيولوجيا، بدر الإمام، إن السلطات كانت مترددة بشأن استغلال موارد الغاز، ومشغولة بالاستيراد من السوق الفورية، وفي حالة وضع خطة مناسبة يمكن الحصول على ما يكفي من الغاز من الحقول الضخمة والهامشية.
كما يمكن للبلاد تجنب أي أزمة غاز في المستقبل إذا خصصت عشر الاستثمارات والجهد المبذول في السوق الفورية للتنقيب عن الغاز المحلي، وفقًا لمسؤول حكومي كبير في وزارة الطاقة والموارد المعدنية.
في حين أرجع رئيس اتحاد مصانع المنسوجات في بنغلاديش، محمد علي كوكون، التحسن الملحوظ في إمدادات الغاز، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى قدوم فصل الشتاء.
وأشار إلى تراجع استهلاك محطات الكهرباء من الغاز في ظل انخفاض الطلب، موضحًا أن الطلب على الكهرباء سيرتفع خلال أبريل/نيسان (2023) فور انتهاء فصل الشتاء، ومن الضروري تحرك مستكشفي الغاز بسرعة تحسبًا لأي أزمة.
تحديات تواجه إنتاج الغاز
من بين 22 حقلًا للغاز في جميع أنحاء البلاد، يُعَد حقل كايلاشتيلا في مدينة سيلهيت، أكبر حقل يحتوي على احتياطيات تُقدر بنحو تريليوني قدم مكعبة، ويبلغ إنتاج الغاز اليومي من الحقل نحو 32.8 مليون قدم مكعبة يوميًا فقط.
بينما ينتج حقل بيبيانا -المملوك لشركة شيفرون الأميركية- 1133 مليون قدم مكعبة يوميًا، ويبلغ الاحتياطي 763 مليار قدم مكعبة.
كما أن إنتاج شركة "بنغلاديش غاز فيلدز" من حقل تيتاس منخفض عند 395 مليون قدم مكعبة يوميًا، مع احتياطيات تُقدر بنحو 1294 مليار قدم مكعبة.
في حين تبلغ احتياطيات حقل راشدبور 1700 مليار قدم مكعبة، لكن الإنتاج اليومي 43.5 مليون قدم مكعبة.
لذا يطالب خبراء الطاقة بتسرع الإنتاج للحد من أزمة الغاز في البلاد، إلا أن السلطات تشير إلى المشكلات المتعلقة بإدارة الآبار.
وقال رئيس شركة بتروبنغلا، نازمول إحسان، إنه من غير الممكن تسريع الإنتاج على الفور؛ لأن الآبار قديمة جدًا.
وأوضح العضو المنتدب لشركة بنغلاديش للتنقيب عن النفط وإنتاجه المملوكة للدولة (بابكس)، محمد علي، أن الحقول التي تحتوي على احتياطيات جيدة، مثل كايلاشيلا وراشيدبور، طورت في ستينيات القرن الماضي.
وتابع: "إذا أردنا زيادة الإنتاج اليومي من الحقول على غرار بيبيانا التابع لشيفرون، فنحن بحاجة إلى إعادة حفر الآبار".
موضوعات متعلقة..
- بنغلاديش تواصل تقنين الغاز في الصناعات لحل أزمة الكهرباء
- مع ارتفاع أسعار الغاز المسال.. سيناريو قاتم ينتظر بنغلاديش
- نقص إمدادات الغاز المسال يكبد مصانع بنغلاديش خسائر مليارية
اقرأ أيضًا..
- حقيقة انخفاض واردات الهند من النفط الخليجي بسبب روسيا (تقرير)
- الجزائر تنتعش بـ5 مليارات دولار إضافية بعد مراجعة أسعار الغاز (خاص)
- ساوند إنرجي تكشف عن رقم ضخم لاحتياطيات الغاز المغربي.. ثروة للمملكة