تراجع إنتاج الغاز الأميركي بسبب العواصف الشتوية.. والصادرات إلى أوروبا في خطر
وإغلاق الآبار إثر التجمد
هبة مصطفى
يبدو أن الدول الأوروبية على وشك مواجهة نقص جديد في تدفقات وقود الكهرباء والتدفئة؛ إذ يقترب إنتاج الغاز الأميركي من تسجيل أدنى مستوياته منذ فصل الشتاء الماضي، متأثرًا بالعواصف والظواهر الجوية.
وبالنظر إلى أن إمدادات الغاز من أميركا أدّت دورًا لتزويد أوروبا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا وتطور العقوبات المفروضة على موسكو، بات تراجع الإنتاج لا يُشكّل مصدر تهديد على الصعيد المحلي فقط؛ وإنما قد يُعمّق تقلبات الأسواق الأوروبية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكست الثلوج مواقع الإنتاج الرئيسة، ودفعت مستويات الحرارة المنخفضة نحو إغلاق الآبار، وقد يستمر الوضع الراهن مع ضرب العاصفة الشتوية لأقاليم وولايات عدة، خلال الآونة المقبلة، طبقًا لمؤشرات الهيئات المعنية بالطقس والأرصاد الجوية، بحسب ما نشرته بلومبرغ.
إنتاج الغاز الأميركي
بلغ إنتاج الغاز الأميركي 96 مليار قدم مكعبة، أمس الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول، وهو معدل ينخفض عن اليوم السابق له (الأربعاء) الذي سجل 100 مليار قدم مكعبة، نقلًا عن بيانات نيو إنرجي فاينانس.
ويوصف ذلك بأنه أكبر الانخفاضات اليومية منذ عاصفة فبراير/شباط الماضي التي ضربت ولاية تكساس.
وقد يتجه معدل الإنتاج إلى أدنى المستويات منذ فصل الشتاء الماضي؛ إذ أُغلقت الآبار الإنتاجية وتوقف العمل بالمناطق الرئيسة بعدما وصل الطقس إلى حد التجمد وانخفضت درجات الحرارة.
وحذّرت توقعات الطقس من امتداد تداعيات العاصفة الشتوية وهطول الثلوج وانخفاض درجات الحرارة لمستويات تقارب القطب الشمالي والفيضانات إلى إقليم نيو إنغلاند وخليج المكسيك، ورغم بيانات الطقس غير المتفائلة؛ فإنه قد يكون التأثير في نقص إمدادات الغاز قصير الأجل.
الصادرات إلى أوروبا
يُعَد الغاز الأميركي مُوردًا رئيسًا للدول الأوروبية بعدما أدى تطور العقوبات الغربية على موسكو إلى انقطاع تدفقات الغاز الروسي.
وتنتقل آثار العاصفة الشتوية في أميركا يومًا بعد يوم إلى ولايات عدة؛ ما يجعل دائرة التأثير تصل إلى مساحات واسعة النطاق بتعطل المزيد من مواقع إنتاج الغاز الأميركي.
وأثارت اضطرابات الطقس ذات الطابع القطبي والمتوقع استمرارها لأيام عدة في الولايات المتحدة المخاوف من مواجهة مواني ومنافذ التصدير (مثل خليج المكسيك) تداعيات تطول الأسواق العالمية بتراجع صادرات الغاز المسال.
ويخشى محللون من سيناريو كارثي ببلوغ التقلبات الجوية الشتوية ساحل الخليج؛ ما يزيد من حدة أزمة الوقود العالمية المتفاقمة بالفعل في بعض الدول.
وكان إنتاج الغاز الأميركي من منطقة غرب وسط الولايات المتحدة قد سجّل أدنى مستوياته خلال 5 سنوات في يوم 19 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
المواني ومحطات التصدير
قد تمتد الموجة القطبية لدرجات الحرارة في أميركا إلى يوم 26 من الشهر الجاري؛ ما دفع شركة "موران" للشحن البحري إلى التخوف من تعليق العمل بممر "سابين-نيشيس" المائي الواقع في ولاية تكساس والذي يعزز خدمات محطة "سابين باس" أكبر منشآت تصدير الغاز المسال من أميركا.
ولم يقتصر الأمر على تهديد صادرات أكبر مرافق تصدير الغاز الأميركي "سابين باس"؛ إذ أكدت بيانات شركة "موران" للشحن البحري توقف حركة السفن في ميناء "كوربوس كريستي" عن العمل؛ ما يهدد الإمدادات من محطة التصدير ذات الاسم ذاته.
من جانبها، أكّدت شركة "تشينير إنرجي" المشغلة للمحطتين "سابين باس" و"كوربوس كريستي" استعدادها لمواجهة تقلبات الطقس دون الإفصاح عن مصير شحنات وخطط التصدير، خلال المدة التي تضرب بها العاصفة الشتوية الولايات الأميركية وخليج المكسيك.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في لبنان.. هل تستفيد من تجربتَي الأردن واليمن؟ (مقال)
- خط أنابيب غالسي.. مشروع الجزائر لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا
- 4 دول عربية تحتاج إلى الطاقة النووية بسرعة.. أبرزها الجزائر والمغرب (تقرير)
- تكرير النفط عام 2023 ينتظر طفرة.. ومصفاة ضخمة في أفريقيا قد تغيّر قواعد اللعبة