شاركت مصر في الاحتفال ببدء احتجاز الماء والملء الأول لخزان مشروع سد ومحطة يوليوس نيريري للطاقة الكهرومائية في تنزانيا، بمشاركة رئيسة البلاد سامية حسن، وذلك بعد عامين من تحويل مجرى نهر روفيچي.
وفي أول زيارة لها لموقع مشروع سد ومحطة توليد يوليوس نيريري الكهرومائية، اليوم الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول، أعطت سامية حسن إشارة إغلاق نفق تحويل مجرى نهر روفيچي؛ إيذانًا بإعادة مياه النهر إلى مجراها الطبيعي من خلال البوابات السفلية في السد الرئيس للمشروع.
يأتي ذلك بعد احتجاز فائض التدفقات المائية السنوية للنهر، والتي تتعدى 28 مليار متر مكعب في المتوسط خلف السد، مكونة خزانًا مستحدثًا بسعة قصوى تصل إلى 34 مليار متر مكعب على مساحة تصل إلى 158 ألف كيلومتر مربع، شاملةً العديد من المنابع والروافد.
وكان التحالف المصري المكون من شركتي "المقاولون العرب" و"السويدي إليكتريك" قد أنهى بنجاح، في 6 من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، الأعمال الإنشائية لجسم السد الرئيس، الذي يرتفع 190 مترًا فوق سطح البحر، على قاعدة مساحتها قرابة 20 ألف متر مربع، وبطول يصل إلى 1033 مترًا عند القمة.
بعد ذلك، بدأ التحالف المصري في تحضيرات احتجاز مياه نهر روفيچي خلف السد، بما فيها إنهاء تركيبات واختبارات البوابات العملاقة على مداخل نفق تحويل مجرى النهر والأنفاق الثلاثة لتوصيل المياه لتوربينات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى بوابات تصريف المياه السفلى في جسم السد، والتي ستتحكم في توفير الحد الأدنى من التصرفات المائية للحفاظ على البيئة النهرية أسفل السد.
وفي الأسبوع السابق للاحتفال، قام التحالف بتفجير وإزالة السدود المؤقتة قبل وبعد السد الرئيس، وذلك بالتوازي مع أعمال تركيب التوربينات التسعة العملاقة مسؤولة عن إنتاجها ما لا يقلّ عن 6.3 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا من الطاقة الكهربائية منخفضة التكلفة.
محطة توليد يوليوس نيريري
شارك كبار المسؤولين التنزانيين في الاحتفال اليوم، يتقدّمهم اثنان من الرؤساء السابقين لدولة، هما علي حسن مويني، وجاكايا كيكويتي، ووزير الطاقة جانيوري ماكامبا، ووزيرة الشؤون الخارجية ستيرجومينا لورانس تاكس، ولفيف من كبار المسؤولين في الحكومة والإدارات المحلية وممثلين لطوائف وجموع الشعب، كما تابعه ملايين التنزانيين في نقلٍ حي على الهواء مباشرةً.
كما شارك مسؤولو الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء (تانيسكو TANESCO) المالكة للمشروع، في الاحتفال بالملء الأول لخزان البحيرة ومحطة يوليوس نيريري للطاقة الكهرومائية.
كما أوفد الرئيس المصري كلًا من وزيرَي الخارجية سامح شكري، والإسكان، الدكتور عاصم الجزار، على رأس وفد حكومي رسمي للمشاركة في احتفالات تنزانيا بهذا الإنجاز الكبير، الذي تم بوساطة شركات مصرية.
وتودّع دلتا نهر روفيچي، بدءًا من اليوم، الفيضانات التي تسببت في وفاة وفقد الآلاف، أغلبهم من الأطفال في تنزانيا خلال السنوات الماضية، كما تودع المستنقعات الموسمية التي تعدّ السبب الرئيس لانتشار أمراض خطيرة مثل الملاريا، ومن اليوم تتحقق استدامة التصرفات المائية اللازمة للزراعة وأنشطة الصيد النهري أسفل السد.
كما تودّع غابة سيلوس الجفاف الذي يحدث كل عدّة أعوام، ويتسبب في نفوق عدد كبير من الحيوانات والكائنات النادرة التي تعيش فيها.
وبمشاركة نحو 9 آلاف من العاملين في المشروع -أغلبهم من التنزانيين-، تتقدم أعمال المشروع رغم العديد من المعوقات الطبيعية، مستهدفًا اكتمال تركيب واختبار وحدات التوليد الكهرومائية الرأسية الـ9 تباعًا، بدءًا من العام المقبل (2023)، وضخ إنتاجها على جهد 400 كيلوفولت على الشبكة القومية التنزانية، ليضاعف قدراتها بما يسهم في إيصال الكهرباء لملايين الأسر التنزانية، ويحقق نهضة صناعية تعبر بالاقتصاد التنزاني نحو آفاق التنمية المستدامة.
نبذة عن مشروع يوليوس نيريري
كان التحالف المصري، المنفّذ لمشروع السد ومحطة يوليوس نيريري للطاقة الكهرومائية، قد تقدَّم لمناقصة عالمية طرحتها حكومة تنزانيا لصالح "الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء" لتصميم وتنفيذ مشروع «محطة توليد وسد يوليوس نيريري الكهرومائية"، بقدرة إجمالية 2.115 ميغاواط، بمنخفض شتيجلر على نهر روفيچي في غابة سيلوس.
واختيرَ عرض التحالف المصري أفضل العروض الفنية والمالية، ووُقِّع عقد المشروع بقيمة 2.9 مليار دولار أميركي، بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، في احتفال خاص أقيم بمدينة دار السلام، بحضور الرئيس التنزاني الراحل ونائبته (الرئيسة التنزانية الحالية) ورئيس الوزراء المصري.
موضوعات متعلقة..
- تحالف مصري يكشف عن تطورات مشروع محطة الطاقة الكهرومائية في تنزانيا
- شركات الطاقة المصرية تطالب الحكومة بدعمها للمنافسة في الأسواق الأفريقية
- تنزانيا تخطط لتوصيل الكهرباء إلى ما يزيد على 12 ألف قرية
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط السعودي ترتفع 16.6% في أكتوبر
- قطر للطاقة توقع اتفاقية لمتابعة التطوير والإنتاج من حقول الكركرة
- أسعار النفط الخام ستشهد ضغوطًا رغم توقف سلسلة الخسائر (مقال)