أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تواصل تراجعها وسط وفرة الإمدادات
أمل نبيل
واصلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تراجعها لليوم الخامس على التوالي، إذ من المتوقع أن تظل درجات الحرارة معتدلة في العام الجديد (2023) مع توافر الإمدادات.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة في معظم الدول الأوروبية عن معدلاتها الطبيعية خلال هذا الوقت من العام، إلى انخفاض استهلاك الغاز في القارة العجوز بشكل ملحوظ، مما أدى إلى انخفاض عمليات السحب من مرافق تخزين الغاز تحت الأرض، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وتكالبت أوروبا على ملء مخزونات الغاز قبل موسم الشتاء، لتعويض النقص في الإمدادات الروسية التي تقلّصت منذ هجوم موسكو على كييف في فبراير/شباط من العام الجاري.
أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى ما دون ألف دولارًا للبرميل، لكل 1000 متر مكعب خلال وقت ما من تعاملات يوم الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول (2022)، للمرة الأولى منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول قبل أن تقلص من مكاسبها، بحسب وكالة تاس الروسية (tass).
وتراجعت أسعار العقود الآجلة بنسبة 7% خلال تعاملات اليوم الخميس، بعد أن أغلقت عند أدنى مستوى لها منذ منتصف يونيو/حزيران، أمس الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول (2022).
وبدأت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تتراجع خلال الأسبوعين الماضيين مع اعتدال الطقس؛ ما قلّص من الطلب على الغاز، بالإضافة إلى تراجع الاستهلاك الصناعي عادة خلال موسم العطلات. والذي تم كبحه بسبب ارتفاع الأسعار في وقت سابق من العام.
وأسهم توافر إمدادات الغاز المسال في تراجع الأسعار الأوروبية، مع توجه أسطول من الناقلات إلى شمال غرب أوروبا، وافتتاح محطتين جديدتين للاستيراد في ألمانيا.
وافتتحت ألمانيا أول محطة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال على أراضيها يوم الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول (2022)، ومن المقرر أن تبدأ سفينة ثانية عملياتها هذا الشتاء في برونسبوتل، كما تستعد برلين لافتتاح 4 محطات أخرى.
الغاز المسال
يخفف وضع السوق الحالي من بعض المخاوف لدى صانعي السياسة بعد عام صعب، تضررت فيه الاقتصادات الأوروبية من ارتفاع أسعار الطاقة التي دفعت التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عقود.
ومع عدم وجود تغيير كبير في توقعات الطقس المعتدل والرياح لعطلة نهاية العام، واستمرار واردات الغاز الطبيعي المسال القوية، من المُرجّح أن تواصل أسعار الغاز الأوروبية تراجعها.
ومع ذلك، ما يزال التجار يراقبون السوق بحثًا عن أي إشارات على تحول تدفقات الغاز، حيث ما يزال الفرق في الأسعار بين أوروبا وآسيا محدودًا في الوقت الحالي، وفقًا لموقع ياهو نقلًا عن بلومبرغ.
ويجد مصدّرو الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الأميركية، أن بيعه لأوروبا وآسيا خلال فبراير/شباط المقبل (2023) يحقق القدر نفسه من الأرباح، بينما ستكون أوروبا أكثر ربحية في مارس/آذار.
وبرزت الولايات المتحدة وجهة تصديرية بديلة للغاز المسال إلى أوروبا بدلًا من روسيا، كما نافست أوروبا آسيا، على واردات الشرق الأوسط.
واستورد الاتحاد الأوروبي نحو 16% من احتياجاته من الغاز المسال من قطر، في الشهور الـ10 الأولى من العام الجاري (2022).
أسعار الغاز أقل من ألف دولار
في إشارة إلى احتمال ضيق الإمدادات في آسيا، أوقفت شركة شل مؤقتًا الإنتاج في منشأة "بريلود" العائمة للغاز الطبيعي المسال قبالة الساحل الغربي لأستراليا بعد اندلاع حريق.
وتبلغ الطاقة الإجمالية لأكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال في العالم، نحو 3.6 مليون طن سنويًا، وتغطي جزًا كبيرًا من الطلب الآسيوي.
وانخفضت العقود الآجلة لشهر يناير/كانون الثاني (2022)، لمؤشر تي تي إف الهولندي -المعيار الأوروبي للغاز-، إلى 999.6 دولارًا لكل ألف متر مكعب، أو 90.90 يورو لكل ميغاواط/الساعة.
وتمتلئ مرافق تخزين الغاز في أوروبا بنسبة 83.18% في الوقت الحالي، وهو أعلى بمعدل 10.27% من متوسط السنوات الـ5 الماضية، مع أقل بقليل من 90 مليار متر مكعب من الغاز مخزّنة بداخلها.
وفي 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على وضع حد أقصى لأسعار الغاز الطبيعي في أوروبا عند 180 يورو (191 دولارًا أميركيًا).
(اليورو = 1.06 دولارًا أميركيًا).
موضوعات متعلقة..
- اتفاق أوروبي على تحديد سقف أسعار الغاز يبدد خلافات الطاقة (تحديث)
- أوروبا حائرة بين خفض أسعار الغاز وضمان أمن الإمدادات
- سقف أسعار الغاز.. 6 دول في الاتحاد الأوروبي تحدد "الخطوط الحمراء"
اقرأ أيضًا..
- خط أنابيب غالسي.. مشروع الجزائر لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا
- 4 دول عربية تحتاج إلى الطاقة النووية بسرعة.. أبرزها الجزائر والمغرب (تقرير)
- قطر للطاقة توقع اتفاقية لمتابعة التطوير والإنتاج من حقول الكركرة