التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير الكهرباء تقارير دورية رئيسية طاقة متجددة عاجل كهرباء وحدة أبحاث الطاقة

توسيع شبكة الكهرباء في أوروبا يدعم الطاقة المتجددة (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

2022-12-15

0 1٬042

تحتاج شبكة الكهرباء في أوروبا إلى مزيد من التطوير؛ حتى لا تعوق النشر السريع لمصادر الطاقة المتجددة داخل القارة العجوز، ومن ثم عرقلة الطموحات الخضراء.

وترى شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، في تقرير صادر أمس الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن الربط البيني للشبكة غير كافٍ لمواكبة مشروعات الطاقة المتجددة وتحقيق الاستخدام الأكثر كفاءة من هذه المصادر.

ويوضح التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، الفجوة بين خطط تركيب الطاقة المتجددة في إسبانيا ومشروعات الربط الكهربائي عبر الحدود، بصفتها نموذجًا للتحديات التي تواجه شبكة الكهرباء في أوروبا.

زيادة سعة الطاقة المتجددة في أوروبا

ارتفعت حصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مجتمعتين من إجمالي السعة المركبة لتوليد الكهرباء في أوروبا إلى 34% في عام 2021، مقابل 10% عام 2010.

ومن المتوقع أن تُضيف أوروبا 530 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية والبحرية بين عامي 2022 و2030؛ ما يمثّل زيادة 66 غيغاواط سنويًا في المتوسط، بحسب ريستاد إنرجي.

ومع النمو المتوقع للطاقة المتجددة، تظهر الحاجة إلى تطوير سعة شبكة الكهرباء في أوروبا؛ حتى تستوعب القدرات الجديدة وتتناسب مع الطبيعة المتقطعة لهذه المصادر، إلى جانب ضرورة تعزيز الربط البيني للشبكة.

وتاريخيًا، كانت هذه مشكلة أقل بكثير مع هيمنة المصادر الأكثر استقرارًا، مثل الفحم والغاز والطاقة النووية والطاقة الكهرومائية على مزيج الكهرباء في أوروبا.

ويوضّح الرسم البياني التالي توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا منذ عام 1997 حتى 2021، وفق بيانات شركة النفط البريطانية بي بي:

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أوروبا

تعزيز ربط الشبكة الكهربائية في أوروبا

تتجاوز مشروعات الطاقة المتجددة سرعة تطوير الشبكة الكهربائية ومشروعات توسعها في أجزاء من أوروبا؛ لذلك يحتاج العديد من الدول إلى دراسة هذا الأمر حتى لا تضطر إلى تقليص قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة كما فعلت ألمانيا حينما خفّضت 10.2 تيراواط/ساعة من طاقة الرياح عام 2017.

ومع استمرار نمو سعة طاقة الرياح والطاقة الشمسية في أوروبا مستقبلًا، سيتعين على صناع السياسات التفكير بصورة مختلفة في تطوير الشبكة الكهربائية، مقارنة بالوضع الراهن؛ نظرًا إلى الطبيعة المتقطعة لهذه المصادر وتفاوتها عبر القارة.

وتتمتع الأجزاء الجنوبية من أوروبا بظروف شمسية أفضل من الشمال، الذي يتميز إلى جانب المناطق الشرقية بموارد الرياح؛ ما يتطلب تعزيز الربط بدرجة أعلى بكثير من تدفقات الكهرباء بين البلدان حاليًا.

وتحتاج شبكة الكهرباء في أوروبا إلى ربط سعة طاقة الرياح في الجزء الشمالي مع قدرة الطاقة الشمسية في الجنوب؛ لضمان استقرار الشبكة في مختلف أنحاء القارة.

إسبانيا نموذجًا

تُعَد إسبانيا رائدةً لمشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا؛ حيث تمتلك أكبر إمكانات الطاقة الشمسية المُجدية اقتصاديًا في الدول الأوروبية الكبرى، كما أنها ضمن قادة صناعة الرياح الأوروبية.

ورغم ذلك؛ فإن إسبانيا تبرز بصفتها مثالًا على اختناقات توزيع شبكة الكهرباء في أوروبا، التي يمكن أن تعرقل تحول الطاقة في القارة؛ نظرًا إلى الربط الضعيف نسبيًا بين إسبانيا وبقية البلدان.

وتتوقع ريستاد إنرجي ارتفاع سعة الطاقة المتجددة في إسبانيا إلى 151 غيغاواط بحلول 2030، مقابل 64 غيغاواط عام 2022، في حين من المرجّح انخفاض القدرة المركبة من مصادر الطاقة غير المتجددة من 54 غيغاواط هذا العام إلى 34 غيغاواط بحلول نهاية العقد.

ولمواكبة ذلك، وضعت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء "ريد إليكتريكا" خططًا تفصيلية لتطوير وتوسيع شبكة نقل الكهرباء الخاصة بها، مع توقعات نمو قدرة المحولات الكهربائية بأكثر من 220% أواخر العقد الحالي، مقارنة بعام 2022.

ورغم ذلك؛ فإن خطط تطوير الشبكة بين إسبانيا والدول الأخرى لا تزال غير كافية؛ حيث إنه من المقرر إنشاء 3 خطوط عالية الجهد مع فرنسا، لكن من غير المتوقع تشغيل اثنين منها قبل عام 2027؛ ما يشير إلى التأخُر في تطوير البنية التحتية الداعمة لشبكة الكهرباء في أوروبا، وخاصة الربط عبر الحدود.

ومن شأن تعزيز مشروعات الربط الكهربائي بين الدول الأوروبية أن يدعم تكامل الشبكات وإزالة الكربون من القطاع مع تزايد سعة الطاقة المتجددة.

وعلى سبيل المثال، كانت إسبانيا مستوردًا صافيًا للكهرباء من فرنسا منذ عام 2016 حتى 2021، في حين انعكس الوضع، خلال العام الجاري، وسط نقص كبير في توليد الطاقة النووية الفرنسية، مع سيطرة الطاقة المتجددة على الكهرباء التي صدّرتها إسبانيا إلى فرنسا هذا العام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..