رئيسيةأخبار الكهرباءأخبار منوعةكهرباءمنوعات

توليد الكهرباء بالفحم في البوسنة يواجه حكمًا قضائيًا

محمد عبدالسند

ذهبت مساعي اتحاد البوسنة والهرسك لإنشاء محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم أدراج الرياح، بعد سحب دراسة تتعلّق بتحديد موقع المحطة بحكم قضائي.

وقضت محكمة في جمهورية صرب البوسنة بإلغاء موافقة وزارة البيئة الإقليمية على الدراسة البيئية الخاصة بموقع محطة جديدة، وفق ما قالت المنظمة البيئية التي حرّكت الدعوى القضائية، اليوم الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول (2022)، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضحت خطط البوسنة لإنشاء محطة جديدة لتوليد الكهرباء بالفحم في بلدة أوغليفيك (شمال البلاد) مثار شك، بعدما سُحبت دراسة بيئية لازمة لتدشين موقعها للمرة الثالثة، بموجب حُكم قضائي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.

حيثيات الحكم

ورد في حيثيات الدعوى القضائية أن محطة "أوغليفيك 3" لتوليد الكهرباء بالفحم، التي تضم وحدتي توليد تبلغ قدرة كل منهما 350 ميغاواط، جنبًا إلى جنب مع محطة أخرى تبلغ سعتها 300 ميغاواط، هما من أكبر مصادر التلوث في منطقة البلقان.

توليد الكهرباء بالفحم
أحد مناجم الفحم لإمداد محطات الكهرباء في البوسنة - الصورة من "بلقان غرين إنرجي نيوز"

وأبرمت حكومة صرب البوسنة اتفاقيات امتياز مع شركة "كومسار إنرجي رييابليكا سربسكا" الشركة المملوكة لقطب الأعمال والملياردير الروسي رشيد سرداروف، والمسؤولة عن تشغيل عدد من شركات الطاقة في المنطقة، لبناء محطة "أوغليفيك 3" واستخدامها.

وفي مارس/آذار 2022، حرّك مركز البيئة -وهو منظمة غير حكومية- دعوى قضائية ضد وزارة البيئة في جمهورية صرب البوسنة، لمنحها الضوء الأخصر لدراسة بيئية نهائية تتعلق بالمحطة الجديدة، ما أسفر عن إلغاء الوزارة ترخيصين سابقين.

وقالت محكمة بانيا لوكا، في حيثيات حكمها، إن الوزارة تعجلت في منح الترخيص دون إتاحة الفرصة للجمهور والأطراف المعنية، لا سيما في كرواتيا المجاورة، لتحليل الدراسة والتعليق عليها وتقدير المخاطر التي تحملها، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن جانبه، قال رئيس جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك، إن الحكومة الإقليمية ستستولي على مشروع أوغليفيك 3 من سرداروف، جنبًا إلى جنب مع محطة لإنتاج الطاقة الكهرومائية، التي كان قد حصل رجل الأعمال الروسي على ترخيص لبنائها.

التخلص من الوقود الأحفوري

تعهّد إقليما البوسنة وصرب البوسنة بالإضافة إلى الاتحاد البوسني الكرواتي الفيدرالي، بالامتثال للدليل الاسترشادي الأوروبي، والتخلص التدريجي من الطاقة المنتجة من الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، بيد أنها لم تتحرك بعد لتعديل التشريعات ذات الصلة أو حتى الشروع في غلق محطات الطاقة الحرارية.

وستؤدي أزمتا نقص الطاقة وارتفاع أسعار الكهرباء في أوروبا، اللتان غذتهما الحرب الروسية الأوكرانية، إلى غلق المحطات التي تعمل بالفحم حتى عام 2035 على أقل تقدير، وفق تصريحات مسؤولين في الحكومة، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتولّد البوسنة -البلد الوحيد في منطقة البلقان الذي يصدر الكهرباء- ما يصل إلى 60% من احتياجاتها من الكهرباء من المحطات التي تعمل بالفحم، في حين تتولّد النسبة المتبقية من الطاقة الكهرومائية، إذ يمثّل إنتاج الكهرباء قرابة 20% من الناتج الوطني.

يُشار إلى أن ارتفاع مستويات الطلب على الكهرباء، وتنامي القلق من شح الإمدادات العالمية، دفع شركات الطاقة إلى مطالبة حكومة البوسنة والهرسك، في 28 يوليو/تموز (2022)، بحظر تصدير الكهرباء، للحفاظ على استقرار المعروض في السوق المحلية.

توليد الكهرباء بالفحم
محطة أوغليفيك 3 لتوليد الكهرباء بالفحم في البوسنة - الصورة من منصة "بنك ووتش"

كما قادت الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي، والعقوبات الغربية التي طالت قطاع الطاقة الروسي، وتعليق موسكو -ردًا على العقوبات- لصادرات الغاز للدول الغربية، إلى اضطرابات غير مسبوقة في سوق الطاقة العالمية.

وتعالت أصوات شركات الطاقة، ومن بينها "إي بي إتش زد إتش بي"، بالتحذير من تداعيات شُح إمدادات الكهرباء التي تغذّي أكثر من 200 ألف مستهلك، وطالبت الشركة حكومة اتحاد البوسنة والهرسك بوقف تصدير الكهرباء، بحسب موقع بلقان غرين إنرجي نيوز (balkangreenenergynews).

الأعلى في تصدير الكهرباء

يتصدر اتحاد البوسنة والهرسك قائمة أكبر مصدري الكهرباء بين دول غرب البلقان، بيد أن اضطرابات قطاع الطاقة، وموجة الجفاف قد أثرتا بالسلب على إنتاج محطات الطاقة الكهرومائية، وهو ما عرّض إمدادات بعض العملاء للخطر.

ويحتل توليد الكهرباء بالفحم نصيب الأسد في مزيج الطاقة في منطقة غرب البلقان، باستثناء ألبانيا، التي تستغل الطاقة الكهرومائية في توليد معظم احتياجاتها من الكهرباء، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويمثّل قطاع الكهرباء نسبة 74% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري كافّة في دول جنوب شرق أوروبا، وفقًا لما خلصت إليه نتائج تحليل أعدته شبكة العمل المناخي في أوروبا (سي إيه إن يوروب).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق