خبير مصري: التغيرات المناخية لن تُغرق مدينة الإسكندرية
وهذه هي المحافظات التي ستغرق
داليا الهمشري
أصبحت التغيرات المناخية هاجسًا يسيطر على دول العالم كافةً، وسط محاولات للتنبؤ بالسيناريوهات المتوقعة نتيجة تصاعد هذه الأزمة وارتفاع درجة حرارة الأرض.
واستبعد رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، الدكتور عباس شراقي، سيناريو غرق مدينة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن المنطقة المُهددة بالغرق جراء ظواهر تغير المناخ هي شمال الدلتا.
وأوضح شراقي، خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن التخطيط العمراني لمدينة الإسكندرية يضمن لها البقاء في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر.
كان رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، قد حذّر خلال قمة المناخ كوب 26 العام الماضي (2021) في غلاسكو من اختفاء 3 مدن حال ارتفاع درجة حرارة الأرض 4 درجات، جراء التغيرات المناخية، وهي: الإسكندرية وميامي وشنغهاي.
غرق شمال الدلتا
أشار الدكتور عباس شراقي إلى أن مدينة الإسكندرية قد بُنيت على حاجز صخري موازٍ للشاطئ، لافتًا إلى أن الرمال التي تلقيها الأمواج البحرية على الشاطئ تتصلب وتصبح مناطق مرتفعة.
ولفت إلى أن ارتفاع الحاجز الصخري في منطقة أبوقير يبلغ نحو 5 أمتار، بينما يتراوح في الميناء ما بين 20 و30 مترًا، موضحًا أن هذه الارتفاعات تحمي مدينة الإسكندرية من خطر الغرق، بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر الناجم عن التغيرات المناخية.
وتوقع شراقي أنه في حالة زيادة منسوب البحر نصف متر؛ فإنه سيتسبب في غرق نصف مليون فدان في شمال الدلتا، تتضمن نصف محافظتي كفر الشيخ والبحيرة، ومحافظتي بورسعيد ودمياط بأكملهما؛ نظرًا إلى انخفاض سطح الأراضي في هذه المحافظات؛ ما سيجعل الإسكندرية جزيرة وسط البحر.
وحذر شراقي من تعرض منطقة الدلتا للخطر، مشيرًا إلى أن سُمك الطمي يبلغ نحو 300 متر، لافتًا إلى أن هذا يتسبب في هبوط الدلتا سنويًا بمعدل بطيء مقابل ارتفاع سطح البحر.
كما سلط شراقي الضوء على أن استخراج المياه الجوفية من باطن الأرض يزيد من مشكلة هبوط سطح الأرض في منطقة الدلتا.
استخراج الغاز الطبيعي
قال الدكتور عباس شراقي -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- إن استخراج الغاز الطبيعي من شمال الدلتا يتسبب -كذلك- في شغور باطن الأرض ومن ثم حدوث الانخفاض، موضحًا أن هذا أحد أسباب قرب الدلتا من سطح البحر.
ودعا شراقي إلى ضرورة التحكم في التغيرات المناخية؛ لأنها ستطول الجميع، مبرزًا أن هناك 3 دول رئيسة مُتسببة في الأزمة وهي: الصين والهند والولايات المتحدة.
إلا أنه حمّل الولايات المتحدة المسؤولية بشكل أساسي عن الأزمة الحالية، لافتًا إلى أن الانبعاثات الكربونية الحالية متراكمة على مدار عقود طويلة من استخدامها للوقود الأحفوري.
واستبعد شراقي أن تتخلى هذه الدول الـ3 عما تَعُدُّه طاقة مجانية.
اعتماد الصين على الفحم
قال رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، إن الصين تُعد -حاليًا- أكثر دولة مُنتجة للفحم في العالم، وتعتمد على الفحم في تشغيل 60% من محطاتها الكهربائية.
وأضاف أن الصين تحرق نصف مليون طن من الفحم كل ساعة، ونصف هذا المقدار يتوجه إلى تشغيل محطات الكهرباء، بينما يذهب النصف الآخر إلى إنتاج الحديد والأسمنت والصناعات الثقيلة، مشيرًا إلى أن الفحم يمثل أساسًا للتقدم الاقتصادي بالنسبة للصينيين؛ ما يجعل من الصعب التخلي عنه.
وتابع شراقي: "الانبعاثات الكربونية لمصر ضئيلة للغاية بسبب انخفاض معدل الصناعة"، لافتًا إلى أن التلوث في مصر ينجم -فقط- عن محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي التي تتحمل المسؤولية عن معظم الانبعاثات.
واستطرد قائلًا: "أتمنى زيادة نصيب الفرد في مصر من الانبعاثات ليصل إلى 3 أطنان بدلًا من طنين فقط خلال الأعوام المقبلة؛ حيث إن متوسط الانبعاثات العالمي للفرد يبلغ نحو 5 أطنان، وهذه ليست دعوة لنشر التلوث ولكن للتقدم الصناعي".
ودعا شراقي إلى التوسع في الصناعة بالاعتماد على الغاز الطبيعي الذي يتوافر في مصر بكثرة، مشيرًا -كذلك- إلى وجود فائض 40% من الكهرباء؛ حيث إن هناك محطات كهرباء تعمل بصورة جزئية نظرًا إلى عدم وجود حاجة لتشغيلها بكامل طاقتها.
مشروعات الربط الكهربائي
أكد الدكتور عباس شراقي أن هناك فرصة جيدة -حاليًا- للتوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع أوروبا في ظل أزمة الطاقة التي تعانيها الآن، مقترحًا أن تتوسع مصر في مشروعات الطاقة الشمسية للاستغناء عن الغاز الطبيعي وتصديره إلى أوروبا.
وأشار شراقي إلى أن مصر تحتاج إلى 10 مفاعلات نووية وليس مفاعلًا واحدًا، موضحًا أن مصر تتطلع من خلال مشروع الضبعة إلى الحصول على خبرة في هذا المجال، ولكنه باهظ التكلفة من الناحية الاقتصادية.
وردًا على سؤال حول تأثير التغيرات المناخية في الموارد المائية في مصر، أكد شراقي أن ارتفاع درجات الحرارة لم يؤثر في حصة الفرد من المياه، ولم يتسبب في ضرر للأراضي الزراعية، مشيرًا إلى أن مصر تزرع أكثر من 10 ملايين فدان بنفس كمية المياه بفضل جهود العلماء المصريين في مجال الزراعة.
مشروعات ضخمة
أوضح الدكتور عباس شراقي أن تسبب التغيرات المناخية في هطول أمطار غزيرة لا يمثل أي مشكلة؛ لأن مصر تتصدر دول العالم كافةً في الجفاف، لافتًا إلى أن كمية الأمطار في مصر لا تتعدى 18 مليمترًا سنويًا، وهناك ندرة في الأمطار، ومن ثم فليس هناك أي خطر على مصر من كثافة الأمطار أو انخفاضها.
وأشار إلى أن الخطر يكمن في وضع الأمطار في إثيوبيا؛ لأن مصر تعتمد عليها في المياه القادمة إلى نهر النيل، مضيفًا أن إثيوبيا شهدت خلال الأعوام الـ35 الأخيرة أمطارًا جيدة.
وأضاف أنه لا يمكن التنبؤ بكثافة الأمطار، خلال العام المقبل، ولكن في جميع الأحوال، فإن السد العالي يمثل صمام الأمان لمصر؛ لأنه حتى إذا انخفض معدل الأمطار خلال الأعوام المقبلة، فهناك 120 مليار متر مكعب من احتياطي المياه.
وأكد شراقي أن مصر من أكبر الدول التي أنشأت مشروعات ضخمة لمواجهة التغيرات المناخية، موضحًا أن 20% من الكهرباء في مصر -الآن- مولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
موضوعات متعلقة..
- خبير: كوب 27 يضع مصر على خريطة مواجهة التغيرات المناخية عالميًا (حوار)
- تحول الطاقة.. أزمة بسبب معايير مواجهة التغيرات المناخية في المباني
- لم تكن الإسكندرية.. هل بدأت التغيرات المناخية في مصر من أسوان؟
اقرأ أيضًا..
- إياتا: 30 مطارًا وشركة تستخدم الهيدروجين في مجال الطيران
- ضغوط أميركية لحل أزمة ناقلات النفط العالقة في المياه التركية
- إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا يواصل تسجيل مستويات قياسية (تقرير)
- السعودية تقود خفض إنتاج أوبك+ في نوفمبر بـ440 ألف برميل يوميًا