الطاقة الحيوية تشهد مشروعين جديدين في غانا وسيراليون
بتمويل من بنك التنمية الأفريقي
محمد عبد السند
يواصل بنك التنمية الأفريقي تقديم المنح إلى دول القارة السمراء لتطوير قطاع الطاقة الحيوية، وذلك من خلال أذرعه العديدة، بما يدعم أهداف النمو النظيف والمستدام لديها.
وأقر صندوق الطاقة المستدامة لأفريقيا التابع لبنك التنمية الأفريقي منحة قابلة للاسترداد بقيمة مليون دولار، لتطوير مصانع للطاقة الحيوية في غانا وسيراليون، وفق ما نشره موقع "إي إس آي أفريكا" (ESI Africa).
وتساعد المنحة على تشغيل محطتين لإنتاج الطاقة الحيوية في البلدين الأفريقيين، تنتج كل منهما 5 ميغاواط من الكهرباء، و11 ميغاواط من الحرارة، كما تدعم المنحة القابلة للاسترداد دراسات الجدوى الفنية، والهيكل التنظيمي للمحطتين، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
توفير الكهرباء والحرارة
من المقرر أن تعد دراسة الجدوى الفنية للمشروع شركة "نيوز أفريكا إمباكت"، مطورة الطاقة المتجددة، التي تقوم بدور الاستشاري للمشروع، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وستكون المحطتان معًا بالقرب من المرافق المخصصة لمعالجة الأخشاب في كلتا الدولتين، بهدف توفير الكتل الحيوية من المزارع المستدامة والموثوق بها، إذ ستتيحان الكهرباء والحرارة للماكينات الخاصة بمعالجة الأخشاب، والمجمعات الصناعية القريبة. كما ستزوّد المحطة المقامة في سيراليون المجتمعات المحيطة بالكهرباء.
وقال الشريك الإداري في مؤسسة "نيوز أفريكا إمباكت"، مادز أسبيرز، إن المنحة المقدمة من قبل صندوق الطاقة المستدامة لأفريقيا التابع لبنك التنمية الأفريقي، تساعد كلًا من أكرا وفريتاون، على تسريع وتيرة أعمال التنمية في البلدين، ومن بينها تقييمات التأثيرات البيئية.
وأضاف أسبيرز: "بإقرار المشروع، فإننا نصنع حلًا جديدًا وفاعلًا لإنتاج الكهرباء واستخدامها لأغراض إنتاجية، وكذلك لاستهلاك الأسر عبر شبكات صغيرة"، موضحًا أن الطاقة الحيوية توفر الكهرباء الأساسية، وتعزز مصادر الطاقة المتجددة الرئيسة، وتخلق تأثيرات إيجابية.
خلق وظائف جديدة
من المتوقع أن تضيف المحطتان نحو 10 ميغاواط من الكهرباء، و22 ميغاواط من الكهرباء للأسر، بالإضافة إلى خلق 125 فرصة عمل مؤقتة خلال مرحلة البناء، جنبًا إلى جنب مع خلق نحو 60 وظيفة دائمة لتشغيل المحطتين، بجانب 250 فرصة عمل أخرى، 30% منها للسيدات.
جدير بالذكر أن المشروع سيُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة، بنسبة 45 ألف طن سنويًا من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وقال نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي لشؤون الطاقة والمناخ والنمو المستدام كيفين كاريوكي، إن الطاقة الحيوية هي بمثابة تكنولوجيا تكافح كي تُنفذ على نطاق واسع في القارة الأفريقية، وكل من يحتاج المساعدة من بنوك التنمية متعددة الأطراف، مثل بنك التنمية الأفريقي.
وأضاف كاريوكي: "باختيار التقنية الصحيحة، وتأمين المواد الأولية كمًا وكيفًا، فإننا على ثقة بأن هذا المشروع سيُسهم في ازدهار تقنية الطاقة في أفريقيا"، وفق التصريحات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
دعم النمو الأخضر
يتوافق المشروع المقدم من بنك التنمية الأفريقي مع الهدف الإستراتيجي الذي يتبناه البنك بشأن دعم النمو الأخضر الشامل، عبر تعزيز الوصول لخدمات الطاقة النظيفة والحديثة والموثوقة وميسورة التكلفة، وأيضًا خدمات الطاقة في المناطق الريفية، وتعزيز تكنولوجيا الطاقة المتجددة.
كما يتوافق المشروع مع خطة عمل الطاقة المتجددة الوطنية، التي تتبناها سيراليون والطاقة الأصلية التي تتبناها غانا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سياق متصل، طالب أكثر من 650 عالمًا، زعماء وقادة العالم بالتوقف الفوري عن حرق الأشجار من أجل إنتاج الطاقة، نظرًا إلى أن تلك العملية تدمر الحياة البرية، إذ أوصوا ببديل أفضل، وهو مصادر الطاقة المتجددة، حسبما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال علماء -ضمن استعداداتهم للمشاركة في قمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، التي بدأت أمس 7 ديسمبر/كانون الأول 2022 في كندا-، إن الدول بحاجة ماسة إلى وقف استخدام الطاقة الحيوية الناتجة عن حرق الغابات لإنتاج الحرارة والكهرباء، لأن ذلك يقوّض أهداف المناخ العالمية، ويدمر الطبيعة.
جدير بالذكر أنه من المتوقع -بحلول عام 2030- أن يُسهم الوقود الحيوي بما يصل إلى ثُلث الطاقة منخفضة الكربون، بحسب ما ورد في تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة.
موضوعات متعلقة..
- توقعات بتضاعف قيمة سوق الطاقة الحيوية العالمية بحلول 2030
- الطاقة المتجددة اللامركزية.. بنك التنمية الأفريقي يدعم 6 دول
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في المغرب تتصدر أفضل الأسواق الواعدة لجذب الاستثمارات (تقرير)
- 5 عوامل تشجع تبني النفط المحايد للكربون عالميًا (تقرير)
- الطلب على ائتمانات الكربون قد يرتفع 100 مرة بحلول 2050 (تقرير)