أولى ناقلات النفط تعبر المياه التركية بـ"خطاب" من شركة روسية
بعد تطبيق شرط "الغطاء التأميني" الجديد
دينا قدري
شهدت أزمة تكدّس ناقلات النفط قبالة سواحل تركيا انفراجة، بعد أن لبّت شركة تأمين روسية طلبات أنقرة مع بدء تطبيق سقف سعر النفط الروسي.
فقد أدخلت السلطات التركية متطلبات جديدة، دخلت حيز التنفيذ في 1 ديسمبر/كانون الأول (2022)، إذ يجب أن يكون لكل سفينة غطاء تأميني لجميع الظروف عند الإبحار عبر المياه التركية أو عند الاتصال بالمواني.
وما تزال نحو 20 ناقلة نفط على الأقل تصطف قبالة تركيا للعبور من مواني البحر الأسود الروسية إلى البحر المتوسط، إذ تواجه مزيدًا من التأخير مع تسابق المشغلين للالتزام بقواعد التأمين التركية الجديدة.
إلا أن أول ناقلة نفط تمكنت من الإبحار عبر المياه التركية في الأيام الأخيرة، بفضل خطاب تأمين قدمته شركة "إنغوستراخ" الروسية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
طلب تأمين جديد
قدمت شركة "أنغوستراخ" المتطلبات الخاصة بناقلة "فلاديمير تيخونوف" التي ترفع علم ليبيريا، والتي تضمنت التأمين ضد مخاطر التلوث طوال مدّة وجودها في المياه التركية، وفقًا لرسالة أصدرتها شركة التأمين في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وأظهرت بيانات تتبع السفن أن "فلاديمير تيخونوف" أكملت الإبحار عبر مضيق البوسفور في 3 ديسمبر/كانون الأول.
وكانت ناقلات النفط قد تزاحمت في المياه التركية بعد أن أصبح سقف سعر النفط الروسي ساري المفعول، كما طالبت السلطات في أنقرة شركات التأمين بالتعهد بأن أي سفن تبحر في مضيقها مغطاة بالكامل.
وبموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ يوم الإثنين (5 ديسمبر/كانون الأول)، مُنعت الناقلات التي تحمل النفط الروسي من الوصول إلى التأمين البحري الغربي، ما لم يُبع الخام تحت سقف السعر الذي حددته مجموعة الـ7 عند 60 دولارًا للبرميل.
وقال مسؤولون في صناعة النفط إن تركيا طلبت إثباتًا جديدًا للتأمين في ضوء سقف الأسعار، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" (Financial Times).
تكدس ناقلات النفط
كانت نحو 19 ناقلة نفط خام تنتظر عبور المياه التركية يوم الإثنين (5 ديسمبر/كانون الأول)، وفقًا لسماسرة سفن وتجار نفط وخدمات تتبع عبر الأقمار الصناعية.
وقد رست ناقلات النفط بالقرب من مضيقي البوسفور والدردنيل، وهما المضيقان اللذان يربطان مواني روسيا على البحر الأسود بالأسواق الدولية.
ووصلت أول ناقلة نفط في 29 نوفمبر/تشرين الثاني وتنتظر منذ 6 أيام، بحسب ما نقلته "فاينانشيال تايمز" عن سمسار سفن طلب عدم الكشف عن اسمه.
الناقلات التي تنتظر داخل المياه التركية وحولها هي أول علامة على أن سقف الأسعار يُمكن أن يعطّل التدفقات النفطية العالمية خارج الصادرات الروسية.
ويأتي معظم النفط الموجود على السفن قبالة تركيا من قازاخستان؛ إذ يصل نفطها إلى المواني الروسية عبر خط أنابيب ولا تستهدفه العقوبات الغربية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج النفط الخام في روسيا:
طلبات تركيا غير ممكنة
طلبت تركيا من جميع ناقلات النفط التي تمر عبر المضائق التركية تقديم خطابات من مزودي الحماية والتعويض، المعروفين باسم "بي آند أي كلوب"، مؤكدة أن الغطاء التأميني سيظل ساريًا لتغطية حوادث مثل انسكاب النفط والاصطدامات.
إلا أن مجموعة "بي آند أي كلوب" -التي تمثّل 13 شركة تأمين متبادلة- توفر تغطية لنحو 90% من الشحن العالمي، قالت يوم الإثنين إن الطلب التركي "تجاوز بكثير" المعلومات العامة المطلوبة عادةً.
وقالت المجموعة -في بيان صادر عن أحد أعضائها- إنه لم يكن من الممكن ضمان التغطية حتى في حالة انتهاك العقوبات.
وأوضح أحد المشاركين في صناعة النفط أن شركات التأمين الروسية قدمت خطابات تأكيد إلى السلطات التركية، من أجل تأمين المرور عبر مياهها، ولكن الشاحنين الذين لديهم تأمين من مقدمي خدمات غربيين هم من جرى إيقافهم.
كما سمحت السلطات التركية لناقلات تحمل منتجات مكررة مثل البنزين والديزل بدلًا من النفط الخام، إذ لن تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي على هذه الأنواع من الوقود حتى فبراير/شباط 2023.
موضوعات متعلقة..
- كيف لناقلات النفط الروسي مراوغة سقف الأسعار المقترح؟
- حظر الوقود الروسي يشعل الطلب على ناقلات النفط
- انخفاض أسطول ناقلات النفط يضيق الخناق على أسواق الطاقة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وزير الطاقة السعودي: نسعى لتحويل 4 ملايين برميل نفط يوميًا إلى بتروكيماويات
- نيوميد إنرجي الإسرائيلية توقع اتفاقًا للتنقيب عن الغاز في المغرب
- طفرة في مشروعات الطاقة الشمسية في الصين والسعودية
- هيونداي تتفوق على تويوتا في مبيعات سيارات خلايا وقود الهيدروجين