خطط أوروبية طموحة لإزالة الكربون من الغلاف الجوي وتحقيق التحول الأخضر (تقرير)
أمل نبيل
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إزالة الكربون من الاقتصاد نهائيًا، والتحول نحو مجتمع أخضر خالٍ من الانبعاثات بحلول عام 2050.
وبصفتها خُطوة نحو تحقيق أهدافه البيئية، وضعت بروكسل يوم الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 خططًا طموحة للتصديق على عمليات إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وترك التكتل الأوروبي التفاصيل الرئيسة للمقترح ليتم العمل عليها لاحقًا، بما في ذلك كيفية حساب عمليات الإزالة هذه ضمن أهداف الاتحاد المتعلقة بتغير المناخ، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.
وتعتمد القارة الأوروبية بصورة رئيسة على الغاز والنفط في إنتاج الكهرباء، لكنها تتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة لإحلالها مكان الوقود الأحفوري.
ونمت إمدادات الطاقة المتجددة في القارّة العجوز بنسبة 237% منذ عام 1990، وتخطّط أوروبا لإنتاج 32% من الكهرباء من المصادر النظيفة بحلول عام 2030.
إزالة الكربون من الغلاف الجوي
من شأن مقترح المفوضية الأوروبية -إذا وافقت عليه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمشرّعون- وضع حجر الأساس لشهادة موثقة من الحكومات لإزالة الكربون، بحسب رويترز.
وتشمل عمليات الإزالة الكربون المحتجز في التربة والغابات، أو ثاني أكسيد الكربون المستخلص من الهواء عن طريق التقنيات والمخزّن تحت الأرض أو في مواد البناء.
بينما بعض خطط الاعتماد الطوعية موجودة -حاليًا- على أرض الواقع، ما يسمح لمطوري المشروعات ببيع أرصدة إزالة الكربون إلى الشركات التي تسعى إلى تعويض انبعاثاتها، فإن بروكسل تريد إنشاء معيار أكثر استخدامًا وموثوقية.
وتعهّد الاتحاد الأوروبي بخفض صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بنسبة 55% بحلول عام 2030، عن مستويات عام 1990، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ما يعني أنه تجب موازنة أي انبعاثات متبقية لا يمكن خفضها تمامًا في قطاعات مثل الزراعة أو صناعة الأسمنت عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
معايير إزالة الكربون
قالت المفوضية الأوروبية، إن الخطة المقترحة ستكون قادرة على الفوز بموافقة الاتحاد الأوروبي إذا استوفت معايير معينة، من بينها معالجة مخاطر إطلاق ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى في الغلاف الجوي ووجود قواعد شفافة حول المدة التي سيُخزّن ثاني أكسيد الكربون فيها.
وقالت بروكسل إنها ستضع الآن قوانين تحتوي على معايير مفصلة لأنواع محددة من عمليات الإزالة، على سبيل المثال محطات التقاط الهواء المباشر أو تقنيات الزراعة التي تمتص ثاني أكسيد الكربون في النظم البيئية الطبيعية.
وقالت لجنة علوم المناخ التابعة للأمم المتحدة، إن زيادة معدلات إزالة ثاني أكسيد الكربون أمر "لا مفر منه" إذا كان العالم يريد الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، لكن عمليات الإزالة ما تزال مثيرة للجدل، وقد انتُقدت من قبل النشطاء البيئيين، بصفتها وسيلة للشركات لتجنُّب خفض انبعاثاتها عبر شراء أرصدة إزالة ثاني أكسيد الكربون أو الاستثمار في التقنيات التي تعد بإزالة الكربون في المستقبل.
وتنطوي فكرة أرصدة الكربون على قدرة شركة ما التعويض عن كل طن من الانبعاثات التي تتسبّب فيها، من خلال الإسهام في مشروع منخفض الكربون، أو عن طريق دفع مقابل مادي يوازي سعر طن الكربون.
وقال رئيس عمليات إزالة الكربون في حملة "كربون ماركت واتش" وييناند ستوفس، إن اقتراح الاتحاد الأوروبي كان "خطوة أولى ضرورية"، لكنه ترك العديد من الأسئلة دون إجابة، بما في ذلك كيفية دمج عمليات الإزالة المعتمدة في الأهداف المناخية للحكومات.
وتشتري الشركات، خصوصًا في القطاعات الثقيلة مثل التصنيع والنقل وغيرهما، أرصدة الكربون هذه بسعر محدد للطن وفقًا للسوق، للتعويض عن الانبعاثات، ما يساعد في إزالة الكربون من الصناعات كثيفة الانبعاثات، وكذلك تمويل مشروعات الطاقة النظيفة.
موضوعات متعلقة..
- الأمونيا منخفضة الكربون تسهم في خفض الانبعاثات عبر 3 قطاعات (تقرير)
- هل تسهم الكتلة الحيوية بتحقيق الحياد الكربوني في أوروبا؟
- الطاقة النووية.. خيارات أوروبا لتحقيق الحياد الكربوني باهظة الثمن
اقرأ أيضًا..
- مخصصات الطاقة في أوروبا قد تقفز إلى 723 مليار دولار تحسبًا للشتاء (تقرير)
- بي واي دي الصينية تطلق 10 آلاف سيارة كهربائية في المكسيك العام المقبل
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع مبيعات قياسية للمضخات الحرارية خلال السنوات المقبلة