الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا تنتعش بدعم 90 مليون دولار
لإنقاذ قطاع الكهرباء
هبة مصطفى
حظيت الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا بدعم جديد من شأنها إنقاذ قطاع الكهرباء المعتمد في الغالب على محطات الفحم من عثرته، إذ تعاني كيب تاون من انقطاعات متكررة للتيار مع تهالك المرافق.
وأعلن صندوق استثمارات البنية التحتية بالقارة السمراء ""إيه آي آي إم" تخصيص ما يصل إلى 90 مليون دولار لانعاش قطاع الكهرباء المتعثر في جنوب أفريقيا وإنعاشه من خلال منصة جديدة من شأنها التوسع بمشروعات الطاقة المتجددة وتطويرها، بحسب ما نشره موقع إي إس آي (ESI).
وتسعى دول القارة للنهوض بقطاع الطاقة النظيفة، ودعت لضخّ المزيد من التمويل والاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة، على هامش مشاركتها في قمة المناخ كوب 27 التي انعقدت في مصر مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، واستمرت لأسبوعين، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
منصة الطاقة المتجددة
أُطلق على منصة الطاقة المتجددة الجديدة نوا "إن أو إيه غروب"، وتعدّ إحدى أدوات صندوق استثمارات البنية التحتية في القارة الأفريقية لحلول الطاقة النظيفة.
ويعكف صندوق الاستثمارات على تطوير قطاع الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا بمشروعات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح تزيد سعتها عن 1.9 غيغاواط، ما يصب في نهاية الأمر لصالح إنقاذ قطاع الكهرباء المتهالك، والتيقن من أن خطط تحول الطاقة بالبلاد على مسارها الصحيح.
ومن المقرر أن يتولى الرئيس التنفيذي السابق لشركة "إنرجي بارتنرز" كاريل كورنليسين مسؤولية المنصة المرتقبة، مع تخصيص التمويل المطروح (90 مليون دولار) في المقام الأول لإتمام المشروعات القائمة، وتطوير محفظة أصول الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا.
ويأتي دعم استثمارات الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا بالتزامن مع تحرير أسواق الكهرباء، ورفع قيود تراخيص المرافق، بحسب تعهّد صدر عن الرئيس سيريل رامافوزا في يوليو/تموز الماضي.
تعثّر قطاع الكهرباء
يعدّ تطوير الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا ودعم استثماراتها بمثابة بارقة أمل لتلبية الطلب الآخذ في النمو، في الوقت الذي ترصد خلاله هيئة تنظيم الكهرباء بالبلاد "إسكوم" تهالكًا بالمحطات مع بلوغ بعضها العمر الافتراضي، والاستعداد للتخارج مع حاجة بعضها الآخر للصيانة، ما يترتب عليه أعطال وانقطاعات متكررة للتيار.
من جانبه، قال مدير الاستثمار في صندوق البنية التحتية الأفريقي "إد ستامبف"، إن جنوب أفريقيا تحتاج إلى إنقاذ قطاع الكهرباء، مع تقاعد المحطات العاملة بالفحم وتهالك البنية التحتية وتحرير السوق.
وأضاف أن إطلاق منصة "نوا" بجنوب أفريقيا جاء في اللحظة الحاسمة بالاستفادة من تحرير سوق الكهرباء وإزالة العوائق الإدارية والموافقات والتراخيص، بما يسمح بتسريع وتيرة الاستثمار.
وخلال السنوات الـ10 المقبلة، تشير التوقعات إلى حاجة قطاع الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا لدعم يتراوح بين 30 و50 غيغاواط، حتى تتمكن كيب تاون من الوفاء بتعهداتها، وفق اتفاق باريس للمناخ الموقّع عام 2015.
تمويل تحول الطاقة
كان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قد أكد أن تكلفة التحول نحو الطاقة النظيفة في بلاده تُقدَّر بنحو 90 تريليون دولار، مشيرًا إلى أن الدول والمؤسسات المانحة تضع قيودًا على تلك التمويلات تجعلها عائقًا أمام سعي الدول النامية لمكافحة تغير المناخ، بحسب ما ورد بكلمته خلال مشاركته في قمة المناخ كوب 27.
وتزامن ذلك مع إعلان الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي تحويل مسار واحدة من أكبر محطات الفحم بالبلاد من العمل بالفحم "محطة كوماتي" إلى مرفق يعمل بالطاقة المتجددة بتمويل من البنك الدولي يصل إلى 497 مليون دولار.
وتضم خطط كوماتي تحويل مسارها من إنتاج الكهرباء بالفحم إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى عَدِّها بطارية تخزين.
ومقابل ذلك، يجري العمل على قدم وساق لتعزيز وظائف الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا بمهارات أكاديمية وعملية تصقل الخبرات للموظفين والعمالة بالقطاع، برعاية شركة إنيل غرين باور.
اقرأ أيضًا..
- هل يشهد النفط الروسي حظرًا شاملًا؟ مسؤول أوروبي يجيب
- إنتاج النفط والغاز في المياه العميقة قد يرتفع 60% بحلول 2030 (تقرير)
- رئيس الإمارات يوجه بتسريع خطط أدنوك لزيادة الإنتاج إلى 5 ملايين برميل يوميًا
- ما دور عبدالله بن حمود الطريقي في صناعة النفط ولماذا حاربته الشركات؟ خبيران يجيبان
- محكمة أسترالية تلاحق منجم فحم حراري في كوينزلاند وتوصي بعدم تأجيره
- دول حوض الكونغو تطالب بـ100 مليار دولار تمويلات مناخية سنويًا