غازأخبار الغازرئيسيةروسيا وأوكرانيا

أول شحنة غاز مسال من "وودسايد" الأسترالية تنطلق إلى أوروبا

لتزويد يونيبر الألمانية بالإمدادات

مي مجدي

أعلنت شركة وودسايد الأسترالية وصول أول شحنة غاز مسال إلى أوروبا، بعد رحلة طويلة ونادرة في محاولة لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بشركة يونيبر الألمانية.

وقالت الشركة الأسترالية، اليوم الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، إن شحنة الغاز المسال انطلقت من محطة نورث ويست شيلف، التي تديرها وودسايد، وتسلّمتها شركة يونيبر لمساعدتها في تعويض الإمدادات المفقودة من روسيا، وفق بيان نشرته الشركة بموقعها الإلكتروني، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويعدّ مشروع نورث ويست شيلف ثاني أكبر الأصول المنتجة للنفط والغاز في أستراليا بعد محطة غورغون التابعة لشركة شيفرون.

تسليم أول شحنة غاز مسال أسترالية إلى أوروبا

تعدّ هذه المرة الأولى لتصدير أول شحنة غاز مسال من شركة وودسايد الأسترالية إلى أوروبا المتعطشة للطاقة، ورغم عدم توافر معلومات بشأن التكاليف، تُقدَّر قيمة الشحنة بنحو 190 مليون دولار، وفقًا للأسعار الفورية الأخيرة.

وبعد رحلة طويلة تمتد لمسافة 11 ألف ميل بحري (20 ألف كيلومتر تقريبًا)، وصلت الشحنة التي تزن 75 ألف طن (100 مليون متر مكعب من الغاز) إلى روتردام في نهاية الأسبوع.

أول شحنة غاز مسال من شركة وودسايد الأسترالية إلى أوروبا
شعار شركة وودسايد الأسترالية – الصورة من موقع أويل ناو

وعادةً ما تتجه الشحنات الأسترالية إلى اليابان والصين وكوريا الجنوبية وبعض المناطق في أميركا الجنوبية، لكن أزمة الطاقة العالمية أدت إلى تقلّبات في تجارة الطاقة.

ومع قرب فصل الشتاء، وحاجة القارة العجوز للبحث عن بدائل للغاز الروسي بعد الحرب في لأوكرانيا، تمكنت شركة ووسايد من إبرام صفقات لتوريد شحنات الغاز المسال إلى بعض العملاء الأوروبيين، وكانت شركة يونيبر الألمانية من بينهم، والتي تكبدت خسائر بـ40 مليار دولار في 9 أشهر.

وقالت شركة وودسايد، إن وصول أول شحنة غاز مسال إلى أوروبا عبر محطة ماسفلاكت بروتردام سيسهم في تزويد شمال غرب وسط أوروبا بالغاز.

إمدادات طاقة موثوقة

قال نائب الرئيس التنفيذي للتسويق والتجارة بشركة وودسايد، مارك أبوتسفورد، إن تسليم أول شحنة غاز مسال إلى أوروبا يسلّط الضوء على الدور الذي يمكن أن يؤديه الغاز المسال الأسترالي في دعم أمن الطاقة العالمي.

وأشار مدير قطاع الغاز المسال بشركة يونيبر أندرياس غيمبالا إلى أن الشركة الألمانية تعمل على توفير إمدادات الغاز من مصادر موثوقة، مثل أستراليا، وسيسهم ذلك في تعزيز أمن الإمدادات خلال الأزمة المستمرة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.

وأوضح أن بلاده تعمل على تطوير وحدات التخزين العائم وإعادة التغويز في ألمانيا، إلى جانب إبرام صفقات الغاز المسال من مصادر متنوعة لتعزيز قدرة إعادة التغويز في أوروبا الجديدة والحالية، مضيفًا أن وودسايد ستساعد في توفير المزيد من إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا بصفتها موردًا موثوقًا.

صفقة طويلة الأجل

في سبتمبر/أيلول (2022)، وقّعت شركة يونيبر الألمانية صفقة مع وودسايد الأسترالية لتصدير الغاز المسال إلى ألمانيا، ومساعدتها في خفض اعتمادها على الإمدادات الروسية، والتي كانت نتيجتها إرسال أول شحنة غاز مسال حاليًا.

وبموجب اتفاقية البيع والشراء طويلة الأجل، والتي ستدخل حيز التنفيذ بدءًا من يناير/كانون الثاني (2023) وحتى 2039، ستبيع شركة وودسايد مليار متر مكعب سنويًا من الغاز المسال إلى الشركة الألمانية.

وفي أعقاب أول شحنة غاز مسال التي أرسلتها وودسايد حاليًا، من المتوقع أن تصدّر الشركة نحو 12 شحنة من الغاز المسال سنويًا، وهو ما يعادل أكثر من 0.8 مليون طن سنويًا.

أول شحنة غاز مسال من شركة وودسايد الأسترالية إلى أوروبا
محطة ماسفلاكت بروتردام – الصورة من موقع إيه بي إم ترمينالز

جاء ذلك بعدما أصبحت شركة يونيبر أكبر ضحايا الشركات جراء الأزمات في قطاع الطاقة، وتكبدت شركة استيراد الغاز الألمانية المتعثرة خسائر مليارية بعد انقطاع إمدادات الغاز الروسي، وإجبارها على شراء الوقود بأسعار ضخمة.

ودفعت هذه الاضطرابات الحكومة الألمانية لتبنّي خطة إنقاذ ضخمة في محاولة لتأميمها بحلول نهاية العام الجاري (2022).

محطة نورث ويست شيلف

وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن شركة إنرجي كويست الأسترالية لاستشارات وإستراتيجيات الطاقة، شحنت أستراليا أكثر من 7 ملايين طن من الغاز المسال خلال أكتوبر/تشرين الثاني (2022)، وحققت عائدات تُقدَّر بنحو 10.6 مليار دولار.

ويحرص المحللون على معرفة آفاق الإنتاج من مشروع نورث ويست شيلف، إذ تضاءلت إمدادات الغاز في ظل انخفاض الإنتاج من حقول الغاز البحرية، ما جعل محطة الغاز المسال المكونة من 5 خطوط إنتاج تُنتج أقلّ من قدرتها البالغة 16.9 مليون طن.

وقال المحلل في شركة آر بي سي كابيتال ماركتس جوردون رامزي، إن بناء خط أنابيب الغاز بين محطة نورث ويست شيلف للغاز المسال ومحطة بلوتو التابعة لشركة وودسايد ساعد في دعم الإمدادات من نورث ويست شيلف خلال الربع المنتهي في سبتمبر/أيلول (2022).

ويُتوقع بدء انخفاض الإنتاج بحلول عام 2023، وإغلاق 3 خطوط إنتاج متقادمة بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق