أوكرانيا تستعيد السيطرة على أول محطة طاقة متجددة في خيرسون
وانقطاع الكهرباء عن 80% من سكان العاصمة
أمل نبيل
تمكّنت أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا من استعادة السيطرة على أول محطة طاقة متجددة بمنطقة خيرسون التي مزقتها الحرب، وسط تصاعد الهجمات الروسية على شبكات الكهرباء في الدولة الأوروبية.
وتكثّف موسكو هجومها على شبكة الكهرباء الأوكرانية؛ اعتقادًا منها بأن ذلك يمكن أن يضعف قدرة كييف على القتال ويدفع قادتها إلى طاولة المفاوضات، وفق تصريحات روسية اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا "دي تيك"، إن محطة تريفونيفسكا للطاقة الشمسية، التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 10 ميغاواط، هي أول منشأة للطاقة الخضراء تعود إلى سيطرة أوكرانيا بعد أن طرد جيش البلاد القوات الروسية التي احتلت المدينة منذ اندلاع شرارة الحرب في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، وفقًا لموقع ري تشارغ نيوز (rechargenews).
أزمة الطاقة في أوكرانيا
قال الرئيس التنفيذي للشركة، مكسيم تيمشينكو: "تسعى دي تيك الآن إلى إصلاح أول محطة طاقة متجددة في خيرسون، المتضررة بشدة، والبدء في إنتاج الكهرباء للشبكة في أقرب وقت، وهو أمر شديد الأهمية لأوكرانيا في ظل أزمة الطاقة التي تضرب جميع ربوع الدولة الأوروبية مع دخول فصل الشتاء".
وتنتظر دي تيك الحصول على إذن من السلطات العسكرية قبل بدء العمل في محطة الطاقة الشمسية؛ حيث تحتاج الدولة -التي تعاني ويلات الحرب- إلى جميع إمدادات الطاقة التي يمكنها الحصول عليها في مواجهة الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية.
وتسبّبت الهجمات الصاروخية الروسية على قطاع الطاقة في أوكرانيا -والتي زادت حدتها منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022- في تضرر نحو 40% من البنية التحتية للبلاد.
وتمتلك شركة دي تيك رينيوابلز (ذراع الطاقة المتجددة للمجموعة) محفظة طاقة شمسية وطاقة رياح بقدرة 1 غيغاواط، والتي تأثرت بشدة بالضرر المباشر أو الاحتلال من قبل الروس، مثل باقي أنظمة الطاقة في الدولة الواقعة شرق أوروبا.
وتستهدف أوكرانيا إنتاج 30 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وأن تصبح مُصدرًا للهيدروجين الأخضر إلى الاتحاد الأوروبي.
ودُعمت خطط نمو الصندوق الأخضر الأوكراني بقيمة 25 مليار دولار هذا الشهر من قبل رائد الهيدروجين الأخضر أندرو فورست، ملياردير التعدين الأسترالي.
الهجمات على محطات الكهرباء
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي: "سوف نستفيد من حقيقة أن ما دمّره الروس يمكن استبدال أحدث البنيات التحتية الخضراء والرقمية به بسهولة".
واتهم زيلينسكي روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" بعد أن تسبب وابل من الهجمات الصاروخية الجديدة في انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء أوكرانيا.
وقال لمجلس الأمن الدولي، عبر الفيديو، يوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الإرهاب الروسي أجبر الملايين من الناس على البقاء دون إمدادات للطاقة، ودون تدفئة، ودون ماء، في درجات حرارة تحت الصفر.
وتوقفت محطات الطاقة النووية عن العمل؛ حيث فُصِلَت المحطات الـ3 التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية عن الشبكة، واضطرت محطة زابوريزهيا -أكبر محطة نووية في أوروبا- إلى الاعتماد على مولدات الديزل مرة أخرى، لتشغيل أنظمة التبريد ومعدات السلامة الرئيسة.
ومع حلول فصل الشتاء، صعّدت موسكو من الهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، بحسب موقع بي بي سي.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن الضربات الصاروخية الروسية على محطات الطاقة تسببت في أضرار هائلة، وتركت أكثر من نصف شبكة الكهرباء في البلاد بحاجة إلى الإصلاح.
وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو، مساء الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن 80% على الأقل من سكان العاصمة ليست لديهم كهرباء أو مياه جارية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في أوكرانيا.. خطط إعادة بناء "خضراء" لما بعد الحرب (تقرير)
- هل تنقذ الطاقة الشمسية أوكرانيا من هجمات روسيا على محطات الكهرباء؟
- التحول إلى الطاقة النظيفة.. غزو أوكرانيا يطلق الإنذار الأخير (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- توقيع أكبر صفقة لشراء شهادات الطاقة النظيفة في الإمارات لدعم إنتاج الألمنيوم
- الأمونيا منخفضة الكربون تسهم في خفض الانبعاثات عبر 3 قطاعات (تقرير)
- ألواح طاقة شمسية جديدة تحول نوافذ المباني الشاهقة إلى محطات كهرباء