بعد توقف الغاز الروسي.. 53 مليار دولار لإنقاذ يونيبر الألمانية من الانهيار
دينا قدري
كشفت شركة يونيبر الألمانية عن زيادة الخطة الحكومية لإنقاذها من الانهيار جراء أزمة الطاقة الحالية، وتوقف إمدادات الغاز الروسي، لتصل إلى 51.5 مليار يورو (53.16 مليار دولار أميركي).
وأوضحت يونيبر -التي تُعد أكبر ضحايا في أزمة الطاقة في أوروبا حتى الآن- أن صفقة الإنقاذ المعدلة تنص على اكتتاب برلين برأس مال مصرح به يصل إلى 25 مليار يورو (25.5 مليار دولار)، لتغطية الخسائر التي تكبدتها الشركة بعد وقف إمدادات الغاز الروسي، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
كما قررت يونيبر عقد اجتماع عام غير عادي في 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، إذ تعتزم الحصول على موافقة المساهمين على خطة الإنقاذ المتفق عليها مع الحكومة الفيدرالية الألمانية، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
خطة إنقاذ شركة يونيبر الألمانية
أوضحت شركة يونيبر الألمانية -في بيان صحفي أصدرته اليوم الأربعاء (23 نوفمبر/تشرين الثاني)- أنها اتفقت مع الحكومة الفيدرالية الألمانية وشركة الطاقة الفنلندية فورتوم -التي تمتلك حصة في الشركة الألمانية- على حزمة إنقاذ.
وتنبأت هذه الحزمة بتسهيل ائتماني قصير الأجل يقدمه مصرف التنمية الألماني "كيه إف دبلي"، وحصة ملكية بقيمة 8 مليارات يورو (8.26 مليار دولار) من قبل الدولة الألمانية، وإدخال ما يُسمّى رسوم الغاز الإضافية التي كان الغرض منها تعويض 90% من خسائر يونيبر من شراء غاز بديل بدءًا من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
إلا أن الحكومة الفيدرالية أعلنت -في 30 سبتمبر/أيلول المنصرم- أنها لن تطبّق رسوم الغاز الإضافية كما هو مخطط لها؛ لكنها ستستبدل حلًا "مصممًا خصيصًا" بها، لضمان الاستقرار المالي للشركات المتضررة.
وحددت الحكومة -منذ ذلك الحين- تفاصيل هذا الحل المصمم لإنقاذ شركة يونيبر الألمانية، الذي ينص على زيادة رأس المال النقدي بمبلغ 8 مليارات يورو (8.26 مليار دولار) بسعر إصدار قدره 1.70 يورو (1.76 دولارًا) للسهم، كما هو مخطط له.
كما قررت إنشاء رأس مال مصرح به يصل إلى 25 مليار يورو (25.5 مليار دولار)، عن طريق إصدار أسهم جديدة مقابل إسهامات نقدية وغير نقدية، بحسب ما جاء في البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تستحوذ الحكومة الألمانية على أسهم يونيبر التي تحتفظ بها فورتوم حاليًا مقابل 1.70 يورو (1.76 دولارًا) للسهم، كما أُعلن بالفعل.
تحمّل تداعيات قطع الغاز الروسي
أكد الرئيس التنفيذي لشركة يونيبر الألمانية، كلاوس ديتر ماوباخ، أن "إجراءات رأس المال المتفق عليها مع الحكومة الألمانية ستنهي شهورًا من عدم اليقين لشركتنا وعملائنا.. من الواضح الآن كيف يمكننا تحمُّل التكاليف الهائلة الناتجة عن قطع الغاز الروسي، والتي ما تزال تتحملها شركة يونيبر بشكل أساسي".
وأضاف: "يتعلق الأمر بجزء كبير من فاتورة الغاز في ألمانيا، الذي سيُدفع الآن من عائدات الضرائب، وليس -كما كان مخططًا في الأصل- من خلال رسوم الغاز الإضافية".
وشدد على أنه "دون هذه الإغاثة، كان عملاؤنا، بما في ذلك العديد من المرافق البلدية، سيواجهون حتمًا موجة أعلى من التكاليف. سيسمح الدعم الحكومي لشركة يونيبر بمواصلة تزويد عملائها بالغاز وفقًا للشروط التي جرى التعاقد عليها قبل الحرب".
وتابع ماوباخ: "إن دعم الحكومة الألمانية لا غنى عنه بالنسبة إلينا، ونعتمد أيضًا على دعم المفوضية الأوروبية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها ضمان استمرار وجود يونيبر في المستقبل، وبالتالي الإسهام في أمن الطاقة لعملائنا".
خسائر هائلة.. وإمدادات بديلة
كادت شركة يونيبر الألمانية -أكبر مستورد للغاز في البلاد- تنهار بعد أن أوقفت روسيا تدفق الغاز في وقت سابق من العام الجاري (2022)، في حين كل وصفته برلين بأنه انتقام من العقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقد سجّلت يونيبر خسارة صافية بلغت 40 مليار يورو (39.3 مليار دولار)، تشمل 10 مليارات يورو (10.33 مليار دولار) من الخسائر الفعلية التي تكبّدتها نتيجة ارتفاع تكاليف استبدال الإمدادات من السوق الفورية بدلًا من الغاز الروسي، إلى جانب 31 مليار يورو (32.03 مليار دولار) من الخسائر المستقبلية المتعلقة بهذه المشكلة.
وسجّلت الشركة الألمانية خسائر صافية معدلة قدرها 3.2 مليار يورو (3.31 مليار دولار) خلال الأشهر الـ9، بحسب ما جاء في بيان صحفي.
لذلك، تواصل شركة يونيبر الألمانية شراء الغاز ومصادر الطاقة الأخرى في الأسواق العالمية وتنويع مصادر التوريد من خلال أنشطتها التجارية.
وستجلب يونيبر قريبًا الغاز الطبيعي المسال إلى السوق الألمانية، وتملأ مرافق تخزين الغاز الخاصة بها؛ كما تبني -حاليًا- أول محطة غاز مسال في ألمانيا، التي تقع في فيلهلمسهافن ومن المقرر أن تدخل الخدمة قبل أعياد الميلاد.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات ألمانيا من الغاز الطبيعي واستهلاكها:
سقف أسعار الغاز والكهرباء في ألمانيا
في سياقٍ متصل، تعتزم ألمانيا تطبيق سقف لأسعار الغاز والكهرباء للشركات والأسر العام المقبل (2023)، لاحتواء تداعيات خفض إمدادات الطاقة الروسية.
وستدخل حزمة الإجراءات -التي ستكلف الحكومة نحو 54 مليار يورو (55.5 مليار دولار)- حيز التنفيذ في 1 مارس/آذار 2023، وتستمر حتى أبريل/نيسان 2024، وفقًا لما نقلته منصة "بي إن إن بلومبرغ" عن مسؤولين حكوميين.
وقال المسؤولون إن الدعم سيُدفع بأثر رجعي لشهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، كما سيحصل مستهلكو الغاز على دعم حكومي لمرة واحدة لشهر ديسمبر/كانون الأول 2022.
وبالنسبة إلى الأسر، ستُحدد أسعار الغاز بحد أقصى 12 سنتًا لكل كيلوواط/ساعة مقابل 80% من الاستهلاك، بناءً على مستويات الاستخدام في العام الماضي (2021).
وأما بالنسبة إلى المستهلكين الصناعيين، فسوف يجري دعم 70% من استهلاك الغاز. وستُحدد أسعار الكهرباء بحد أقصى 40 سنتًا لكل كيلوواط/ساعة.
وأكد المسؤولون أن تمويل دعم فواتير الكهرباء سيجري جزئيًا من خلال ضريبة غير متوقعة على أرباح الكهرباء؛ إذ ستفرض الحكومة ضرائب على محطات الكهرباء على الأرباح الناتجة "فقط عن أزمة الطاقة" بأثر رجعي من 1 سبتمبر/أيلول، حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي على الأقل.
موضوعات متعلقة..
- سهم يونيبر الألمانية يهبط 30% بعد صفقة تأميم أكبر مستورد للغاز الروسي
- محادثات تأميم يونيبر الألمانية تدفع فنلندا للمطالبة بتعويض
- صفقة لإنقاذ "يونيبر" الألمانية.. أكبر ضحية لأزمة الطاقة في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- شروط سقف أسعار النفط الروسي قبل ساعات من اجتماع الاتحاد الأوروبي (تقرير)
- باحث فرنسي يتراجع عن هجومه على الغاز المغربي وجدوى الاكتشافات
- أكبر 15 شركة مصنعة للسيارات الكهربائية عالميًا (تقرير)