عبدالله بن حمود الطريقي.. رحلة علم من الكويت وأميركا وصولًا لوزارة النفط السعودية (تقرير)
أحمد بدر
قال خبير الاقتصادات لدول مجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن وزير النفط السعودي الأسبق عبدالله بن حمود الطريقي مهّد الطريق أمام تحقيق مكاسب ضخمة من تجارة النفط وصناعته.
وأوضح عبداللطيف أن اسم الطريقي يرتبط بصورة قوية بصناعة النفط، كما أن له دورًا بارزًا في ترسيخ ومبادئ أسس الدول المنتجة للنفط، وإنتاجه وتسعيره، بجانب إسهامه في تأسيس منظمة أوبك، بالإضافة إلى مقاومته محاولات الاستيلاء على هذه الصناعة.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف ضيفًا في حلقة جديدة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، بعنوان "النفط وأوبك وعبدالله بن حمود الطريقي"، تحدث فيها عن سيرة الوزير الراحل ونشأته وأهم المحطات في حياته.
وتحدّث الدكتور عبدالرحمن الراشد عن عدة محاور تشمل البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها الطريقي، ورحلته في طلب العلم وتأثيرها فيه، بالإضافة إلى دراسته في الولايات المتحدة ومعركته في مواجهة العشرات من شركات النفط، والملاحظات التي قدّمها عن تلك الشركات.
كما تطرّق -خلال الحلقة التي قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي- إلى دور الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي في تأسيس منظمة أوبك، والمشروع الوطني الذي يُعد خير خاتمة لمشواره الضخم في النفط وصناعته في المملكة العربية السعودية، بجانب تأثير العائلة والبيئة الدينية في طريقه.
نشأة عبدالله بن حمود الطريقي
قال خبير اقتصادات الطاقة لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن العلاقات بينه وبين الشيخ الطريقي بدأت بعد عودته من الدراسة في الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه وجد في صحبته فرصة للاستفادة من خبراته وتجاربه.
وأضاف: "بالنسبة إلى موضوع ارتباط اسم الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي بصناعة النفط، ودوره في ترسيخ أسس ومبادئ الدول المنتجة للنفط وإنتاجه وتسعيره، فإن الحديث حول هذه الأمور يطول، كما أن الحديث عن استخدام العالم للنفط يطول بدوره".
وبحسب عبداللطيف، فقد نشأ الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي في قبيلة الدواثر، وكان والده يعمل في مهنة الزراعة، ثم انضم إلى حملة القوافل "الزلفي" المشهورة بقيادة الشيخ علي حمد الراشد، وتتخذ من الزلفي مقرًا لها، وكانت تمارس التجارة وتنقل الحجاج.
وأوضح الخبير أن حب الشيخ الطريقي في قلب أبناء وطنه تزايد بعدما أصبح مسؤولًا عن ملف النفط في المملكة، مؤكدًا أن هذه الشخصية الفذة تشكّلت ليقف بصدق وعزيمة ليدعم بلاده أمام تجاوزات شركات النفط ومخالفاتها التي كانت مدعومة بإمكانات مرعبة لإسقاط مَن يقف في وجهها، مثلما حدث لمحمد مصدق عندما أمّم النفط الإيراني، حين حُوصر وأسقط ثم قتلوه.
من الكويت إلى الهند ثم مصر
قال خبير اقتصادات مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن "الشيخ الطريقي -بعد إكماله السادسة من عمره- بدأ رحلته لطلب العلم، إذ رحل من الزلفي مع والده على ظهر جمل إلى دولة الكويت، ووصل إليها ليلتحق بالمدرسة الأحمدية عام 1924".
وأوضح أن "الشيخ الطريقي في عام 1928 انتقل مع شقيقه الأكبر إلى الهند، ليعمل مع شيخ التجار العرب عبدالله محمد الفوزان، الذي أصبح فيما بعد ممثلًا للمملكة العربية السعودية والملك عبدالعزيز في الهند".
ولفت إلى أن الشيخ عبدالله محمد الفوزان لاحظ نباهة الطفل عبدالله بن حمود الطريقي، فنصح شقيقه محمد بأن يجعله يواصل تعليمه، وهي النصيحة التي استجاب إليها لينتقل إلى مصر ويدرس في مدرسة حلوان الابتدائية في عام 1929.
وأردف: "درس الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي في القاهرة على حسابه الخاص، وتقول زوجته (مها جنبلاط) إنه وصل إلى مصر وهو لا يملك مالًا، ورغم ظروفه الصعبة حصل على الشهادة الابتدائية بتفوق، حاصلًا على الترتيب الثاني على مستوى القطر المصري".
وكما روى الشيخ حمد الجاسر -والكلام لعبداللطيف- فإن تفوقه الدراسي في مصر جعله مؤهلًا ليكون أحد المختارين للحصول على بعثة كشفية إلى أوروبا، لافتًا إلى أنه كان ذكيًا وامتلك قدرة كبيرة على الحديث والحوار.
من جامعات مصر إلى الولايات المتحدة
تخرّج الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي في جامعة الملك فؤاد الأول المصرية في تخصص الكيمياء عام 1944، قبل أن يعود إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مع وزير المالية عبدالله السليمان، وبعد عمله بنحو عام، تم ابتعاثه للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية عام 1945.
وأوضح الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف أن الشيخ عبدالله بن حمود الطريقي التحق بجامعة تكساس الأميركية بموافقة من الملك عبدالعزيز آل سعود، ولكنّه واجه هناك مشكلات عنصرية، بسبب اعتقاد الأميركيين أنه من أصول مكسيكية.
وأضاف: "وثقت هذه الحالة في كتاب (الذهاب إلى تكساس.. الطلاب الأجانب بجامعة تكساس)"، قائلًا "إن الناس كانوا يعدون الطريقي مكسيكيًا وتعاملوا معه وفقًا لذلك، وهي حقيقة قد يكون لها تأثير بعد ذلك في علاقته مع الأميركيين".
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط والغاز في الجزائر ينتعش بـ 5 عقود جديدة
- التدافع الأوروبي على الغاز المسال يهدد أمن الإمدادات الآسيوية في 2023
- استعمال الهيدروجين في توليد الكهرباء.. اهتمام ضئيل رغم المزايا العديدة (تقرير)