قمة المناخ.. مدير سيجنفاي "فيليبس سابقًا" بشرق أفريقيا: أصبحنا شركة محايدة الكربون (حوار)
حياة حسين
- 80% من إيرادات الشركة من منتجات مستدامة.
- لا نستخدم البلاستيك نهائيًا في تغليف المنتجات.
- نعيد تدوير البلاستيك المستخرج من المحيطات والبحار ونحوّله لأجزاء في منتجات الإضاءة.
- لا نستهلك سوى الطاقة المتجددة في عملياتنا التشغيلية.
- نضيء 70% من قاعات قمة المناخ كوب 27.
بدأت شركة سيجنفاي -فيليبس سابقًا- قبل 150 عامًا العمل في منتجات الإضاءة، وقبل عامين اتجهت لتصبح أول شركة "محايدة الكربون" في هذا القطاع؛ حيث لا تنجم عن عملياتها التشغيلية أي مخلفات.
وعلى الرغم من تاريخها الطويل، الذي يمتد لأكثر من قرن ونصف القرن؛ فإن الشركة العالمية لا تملك أي مصانع في أفريقيا -باستثناء مصر-، رغم أنها تدرك الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها القارة السمراء.
وعلى هامش قمة المناخ كوب 27، التقت منصة الطاقة المتخصصة مدير سيجنفاي في مصر وشرق أفريقيا، محمد سعد؛ حيث أجرت معه حوارًا أعلن فيه طرح منتجات جديدة موفرة للكهرباء.. فإلى نص الحوار.
بماذا تشاركون في قمة المناخ كوب 27؟
قمة المناخ كوب 27 مهمة لشركة سيجنفاي؛ كونها الأولى على مستوى العالم في مجال الإضاءة التي تصبح محايدة الكربون، وهي المعادلة للانبعاث الكربوني، و84% تقريبًا من عائدات الشركة تأتي من منتجات مستدامة.
لذلك تمثل قمة المناخ أهمية خاصة لنا؛ لأنه في ضوء المناقشات نستطيع تحديد المساعدات التي يمكن أن نقدمها في المجالات المختلفة للعام المقبل، ومستقبلًا بصورة عامة، وذلك عن طريق التطور التكنولوجي والمساهمة الفعالة.
ماذا يعني أن 80% من إيرادات الشركة من منتجات مستدامة؟
معنى ذلك يتلخص في عدة عناصر؛ أولها أن كل الطاقة التي نستهلكها عند صناعة منتجاتنا من مصادر متجددة، وذلك يجري في كل خطوط الإنتاج التابعة لنا على مستوى العالم، و"هذا إنجاز كبير جدًا"، ولا تنتج مصانعنا أي مخلفات؛ "فهي زيرو مخلفات".
ولا ننتج أي مخلفات بعدة إجراءات، مثل عدم استخدام أي من أنواع البلاستيك في مصانعنا، سواء للتغليف أو الإنتاج؛ حيث إن الاستغناء عن البلاستيك في التغليف فقط، يعادل التخلص من 8 آلاف كيلو سنويًا.
كما نعيد تدوير البلاستيك المستخرج من المحيطات والبحار، وهذا عامل مهم جدًا، ونستخرج منه منتجات الإضاءة المختلفة مثل اللوميناز.
ورابعا: نعيد تدوير كل المنتجات من لمبات الإضاءة، حتى لا تمثل مصدرًا لتلوث البيئة بعد انتهاء عمر تلك اللمبات، إضافة إلى بعض الإجراءات الخدمية التي تطيل عمر اللمبة.
متى بدأت فيليبس هذا الاتجاه؟
طوال عمر فيليبس، الذي يبلغ 150 عامًا، كانت تعمل بمنهج الاستدامة، حتى بعد بيعها إلى شركة سيجنفاي.
وقررنا أن نكون شركة محايدة الكربون منذ عامين (في 2020)، ونجحنا في التطبيق في مدة زمنية قياسية، فإذا استطاعت شركتنا أن تكون محايدة الكربون، لماذا لا تفعل باقي شركات منتجات الإضاءة، ونحن نحقق أرباحًا جيدة جدًا.
اللمبة هي فيليبس والراديو هو فيليبس في مجتمعاتنا، لقد ولدنا ووجدناها، وهي شركة عريقة في مجال الخدمات المجتمعية.
ما أشكال الخدمات المجتمعية التي تقدمها الشركة؟
لدينا برنامج يسمى (بريتر لايف بتر وورلد)، وهو يسهم في تحقيق حياة أفضل للمجتمعات في أنحاء العالم.
وليس من الطبيعي أن يكون هناك أشخاص ليست لديهم إضاءة؛ فهذا أبسط حق من حقوق الإنسان.
ولن يتحقق تقدم دون إضاءة.. لن يتحقق الأمن دون إضاءة.. لن نستطيع التصنيع دون إضاءة؛ لذلك نحاول أن نوصل الإضاءة إلى أكبر عدد من سكان العالم، لكن بطريقة مستدامة سواء بتزويدهم باللمبات الليد أو من مصادر الطاقة المتجددة، أو حتى منتجات مُعاد تدويرها.
هل الاستدامة لدى شركتكم تؤثر في تكلفة منتجات الشركة وأسعارها للمستهلكين؟
لديَّ قناعة بأنه يمكن عمل منتجات جيدة جدًا، وتظل ربحية الشركة معقولة، وهما غير متعارضين.
عندما يكون لدى مسؤولي الشركات الكبيرة حس بالمجتمعات، وإدراك لتأثير قراراتهم في تلك المجتمعات، تكون القرارات أكثر جدية وواقعية، وشركة فيليبس أو سيجنفاي هي نموذج يُحتذى به في ذلك.
تتسم منتجاتكم بارتفاع الأسعار مقارنة بالأخرى.
يجب أن نفكر في المعادلة بصورة كلية، بمعنى ألا نركز في سعر المنتج الأولي، ولكن تكلفته خلال مدة زمنية، أو التكلفة الكلية للمنتج، بمعنى أن سعر المنتج قد يكون منخفضًا جدًا، لكن تكلفة استخدامه مرتفعة، وربما لا يستخدم.
وعلى سبيل المثال، إذا اشترى المستهلك "لمبة طاقة الاشتعال"، عليه أن يعلم أن تكلفة استخدامها تزيد بمقدار 50 ضعفًا عن سعر اللمبة الموفرة، أو ما تُسمى باللمبة الذكية، وتوفر لمبات الليد 50% من الكهرباء.
وترتفع الطاقة الحرارية المنبعثة من لمبة الاشتعال، وفي الوقت نفسه لا تستهلك سوى 9% منها للإضاءة؛ ما يزيد من استهلاك الكهرباء.
ومن الضروري حساب المنتج على أساس تكلفته خلال مدة زمنية محددة، مثلًا قد يصل سعر لمبة إلى 100 دولار، وتعمل 50 ألف ساعة، وتستهلك 500 دولار طوال عمرها الافتراضي، وفي المقابل قد يبلغ سعر لمبة أخرى 10 دولارات وتعمل 10 آلاف ساعة وتصل تكلفة تشغيلها إلى ألفي دولار.
كم عدد مصانع فيليبس في أفريقيا؟
نعمل بشراكة مع مصنعين محليين في دول أفريقيا تحت علامة فيليبس، لكن لا توجد لدينا مصانع تابعة لنا في القارة سوى في مصر.
ولدينا عدد كبير من خطوط الإنتاج في منطقة الشرق الأوسط؛ مثل تركيا والسعودية وباكستان والإمارات.
لماذا لا توجد مصانع تابعة لفيليبس في أفريقيا، باستثناء مصر؟
ليست لدينا مصانع في أفريقيا بالصورة التي نطمح إليها، بسبب صعوبة الأوضاع في دول القارة السمراء وعدم استقرارها سياسيًا واقتصاديًا، إضافة إلى ضعف القوة الشرائية، وضعف البنية التحتية.
ورغم ذلك؛ فإنني أعتقد أن أفريقيا تتمتع بفرصة غير موجودة في كل أنحاء العالم، تتمثل في النمو السكاني، وتطور حركة التمدن السريعة.
كما أن البنية التحتية في أفريقيا تتسم بالضعف، وهذا ليس عيبًا بل ميزة؛ لأنها تستطيع تطبيق التقنيات بقدرة أعلى بكثير من الدول المتقدمة، التي تضطر إلى التطوير وليس تبني تلك التقنيات؛ ما يمثّل فرصة تحتاج إلى التمويل.
ولكي تصل القارة السمراء إلى التمويل يجب أن تتعاون 3 جهات هي: الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية.
العمل بطرق مستدامة يحتاج إلى التطوير والابتكار، هل تعمل شركتكم على ذلك؟
نعم؛ فيليبس تُعَد الأكثر تطورًا في صناعة الإضاءة عالميًا، ويمثل الفارق بيننا وبين الشركات الأخرى الضعف تقريبًا، ولدينا 20 ألف براءة اختراع، وننفق 4.1% من الإيرادات على التطوير، علمًا بأن قيمة المبيعات السنوية تبلغ 7 مليارات يورو (7.19 مليار دولار أميركي).
ما آخر ابتكارات فيليبس؟
اخترعت الشركة لمبة جديدة تُسمى "ألتا إيفشن"، تزيد توفير الكهرباء التي تستهلكها بنحو 30% عن اللمبة الليد؛ ما يعني أنها ستوفر 80% من الكهرباء التي تستهلكها في الإضاءة، وستُطرح في الأسواق قريبًا جدًا، ربما خلال أشهر.
ما أهم الدول التي تعتمد على منتجات فيليبس؟
توجد الشركة في 70 دولة على مستوى العالم، وتغطي منتجاتنا كل دول العالم، وكل الدول مهمة بالنسبة لنا.
وماذا عن مشروعاتكم في مصر؟
لدينا مشروعات عديدة؛ فنحو 70% من إضاءة قمة المناخ كوب 27 من سيجنفاي، وفي قناة السويس والمدن الجديدة.
ونعمل على خطوط إنتاج جديدة، بالتعاون مع الحكومة المصرية التي ترغب في توطين تلك الصناعة، وأتمنى أن نصل إلى نسبة 80 إلى 90% من تصنيع منتجاتنا محليًا.
ونناقش مع الجهات المصرية المختلفة هذه المسألة حاليًا، وسنضخ استثمارات لأننا نثق بالسوق المحلية، ونرى أنها واعدة على مستوى النمو.
موضوعات متعلقة..
- بريطانيا تحتاج إلى 34 مليار دولار لإزالة الكربون من مباني القطاع العام (تقرير)
- استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا تهبط إلى أقل مستوى خلال 11 عامًا (تقرير)
- قمة المناخ.. رئيس إستونيا لـ"الطاقة": مستعدون لدعم نشر الطاقة المتجددة في أفريقيا
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الغاز من حقل بارس الإيراني القطري "المرحلة 11" يتأخر 20 عامًا (مقال)
- المغرب يستعين ببلجيكا لتخزين الكهرباء في مجمع ورزازات للطاقة الشمسية
- أسعار الألواح الشمسية في مصر ترتفع 90%.. وشركات تهدد بالإغلاق