كيف يمكن إزالة الكربون من صناعة النفط العالمية؟ (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
باتت إزالة الكربون من صناعة النفط هدفًا رئيسًا على طول سلسل القيمة، من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني، لكنْ تزايد دور الخام في الاقتصاد العالمي مع أزمة الطاقة الحالية وتعافي الطلب بعد وباء كورونا.
وفي غضون ذلك، يتزايد الضغط على قطاعي الاستكشاف والإنتاج والتكرير لإزالة الكربون من النفط، وهنا قد يكون لتسعير الكربون دور في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات، حسب تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي.
ويجب أن ينخفض الطلب على النفط -في سيناريو خفض الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية- بمقدار الثلثيْن من 100 مليون برميل يوميًا حاليًا إلى 35 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050، حسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
تحديات إزالة الكربون من صناعة النفط
يُشكّل النفط 26.2% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، البالغة في المجمل 40.8 مليار طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون بنهاية 2021، ليكون ثاني أكثر المصادر تلويثًا للغلاف الجوي بعد الفحم، الذي تبلغ حصته 37.4%، حسب وكالة الطاقة الدولية.
وترى وود ماكنزي أن 70% من ثلث الانبعاثات العالمية، التي تمثّلها صناعة النفط، يأتي من النطاق 3، الذي يشمل الانبعاثات عند نقطة الاستهلاك، خاصة في النقل أو التدفئة أو الصناعة.
بينما تنقسم النسبة المتبقية 30% في النطاقين 1 و2، بالتساوي تقريبًا بين الاستكشاف والإنتاج والتكرير، مع ضرورة العمل على إزالة الكربون من صناعة النفط عبر سلسلة القيمة بأكملها، لتحقيق الحياد الكربوني.
ومن حيث كثافة انبعاثات الكربون في النفط الخام، تُطلق معظم انبعاثات المنبع (الاستكشاف والإنتاج) عن طريق عمليات التشغيل بنسبة 70%، وتأتي النسبة المتبقية من تسرب الميثان وثاني أكسيد الكربون وحرق الغاز الطبيعي.
ويوضح الرسم البياني التالي إجمالي انبعاثات الميثان وكثافته لمجموعة من الدول المنتجة النفط والغاز في عام 2021:
وتتراوح كثافة الكربون في المنبع من 10 أطنان إلى 70 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل ألف برميل من النفط الخام المنتج، مع وجود فروقات بين خامات النفط المختلفة.
أما انبعاثات التكرير فتتراوح من 20 إلى 100 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل ألف برميل من النفط الخام المُعالج.
بينما تتراوح انبعاثات الاستخدام النهائي للنفط من 250 إلى 450 طنًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل ألف برميل من النفط الخام، حسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
كيف سيؤدي تضمين انبعاثات الكربون إلى تغيير أسعار النفط؟
تدرس وكالات الإبلاغ عن الأسعار (PRAs) -مزودو المعلومات الذين يبلغون عن أسعار النفط المتداولة في السوق- تضمين انبعاثات الكربون في منهجيتها، ما يمهد الطريق إلى ضرائب الكربون للتأثير في سلوك المشترين، ويعزز إزالة الكربون من صناعة النفط.
وترى وود ماكنزي، أن مثل هذا الإجراء سيُغير الأسعار النسبية لخامات النفط المختلفة، بعدما كانت تعتمد على قيمة المنتجات المكررة من قبل مصافي التكرير.
وفي أوروبا، تدفع شركات التكرير سعر الكربون على جزء من الانبعاثات الناتجة عن معالجة النفط الخام من خلال خطة تداول الانبعاثات الخاصة بالاتحاد الأوروبي، لكن تضمين كثافة الكربون في المنبع ضمن سعر الخام سيؤدي إلى توسيع الفروق بين الخام منخفض الانبعاثات والأعلى كثافة.
وتقدّر وود ماكنزي أنه عند وصول سعر الكربون إلى 100 دولار لكل طن، يمكن أن يتضاعف الفرق بين خامي برنت ودبي إلى 4 دولارات للبرميل، على افتراض أن المصفاة تدفع مقابل جميع انبعاثات عمليات الاستكشاف والإنتاج والتكرير.
ويوضح الرسم الآتي أسعار تعويضات الكربون المتوقعة بحلول عام 2050، اعتمادًا على بيانات وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس:
ما هي الآثار المترتبة على الشركات؟
بالنسبة إلى منتجي النفط الخام، سيؤدي إدخال تسعير الكربون إلى تسريع إجراءات إزالة الكربون من صناعة النفط، خاصة في عمليات الاستكشاف والإنتاج، على أن تتمتع الخامات منخفضة الكثافة الكربونية بميزة تنافسية كبيرة.
ومن شأن ذلك أن يُشجع منتجي الخام ذات الكثافة الكربونية العالية على خفض الانبعاثات بشكل فعال، لسدّ الفجوة مع المنافسين وتعظيم الإيرادات.
ومع ارتفاع أسعار الكربون، ستتطلع مصافي التكرير بصورة متزايدة إلى شراء خامات منخفضة الكثافة الكربونية وإزالة الكربون من عمليات التكرير الخاصة بها، رغم جاذبية الخامات كثيفة الانبعاثات من حيث السعر في البداية.
وفي إطار إزالة الكربون من صناعة النفط، ما يزال القطاع يتجاهل الحديث عن مسؤولية الانبعاثات الناتجة عن الاستخدام النهائي، رغم أنها تمثل الغالبية العظمى، وحال فرض ضرائب الكربون، فإن قطاع التكرير سيتحمل مسؤولية هذه الانبعاثات وحده، مع تجاهل دور جميع الفئات الأخرى لسلسلة القيمة.
موضوعات متعلقة..
- خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز في خطة قمة المناخ كوب 27
- شركات النفط الكبرى تعزز استثمارات الطاقة النظيفة.. هل خطواتها كافية؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر محطة طاقة شمسية في شرم الشيخ "نبق" (إنفوغرافيك)
- مسؤول بالوكالة الذرية: كوب 27 فرصة لإبراز دور الطاقة النووية في المستقبل