اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة في آسيا والمحيط الهادئ تتجه إلى مستوى قياسي (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
يتزايد الطلب على اتفاقيات شراء الكهرباء المُولدة من مصادر الطاقة المتجددة من قبل الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع الأهداف الطموحة لإزالة الكربون وتراجع التكلفة.
ومن المتوقع أن تتعاقد الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على شراء 7 غيغاواط من الطاقة المتجددة في عام 2022، وهو مستوى قياسي، بزيادة 80% عن العام الماضي (2021)، حسب تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي.
وتاريخيًا، كان الطلب على اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة مدفوعًا بأهداف خفض الانبعاثات، سواء من الحكومات أو الشركات نفسها، لكن الآن أضافت التكلفة المنخفضة جاذبية إلى هذه الاتفاقيات، حسب التقرير الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
ما هى اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة؟
اتفاقية شراء الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة للشركات (PPAs) هي اتفاق مباشر بين مطور للطاقة المتجددة وبين المستهلك، وهو الشركات في هذه الحالة، وتهدف هذه الاتفاقية إلى خفض الانبعاثات.
ويسمح العقد -الذي يمكن أن يستمر من بضع سنوات إلى أكثر من 20 عامًا- للمستهلكين بشراء الكهرباء المتجددة مباشرةً من المطور، وفق مخطط تسعير متفق عليه بدلًا من الحصول على التيار من محطة كهرباء عامة.
كما يتلقى المستهلك (الشركة) شهادات منشأ للطاقة المتجددة المشتراة في المناطق التي تحتاج إلى دليل على تعويضات الكربون.
وتفضّل الشركات اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة، لأنها تسمح لها بالوصول إلى مصدر موثوق للطاقة النظيفة، كما لا توجد تكاليف مسبقة، ويتحمل المطور مسؤولية التشغيل والصيانة.
وفي هذا الصدد، انخفضت تكلفة الكهرباء المستوية (LCOE) -صافي القيم الحالية لتكلفة وحدة الكهرباء على مدار عمر المنشأة- للطاقة الشمسية على مستوى المرافق العامة والطاقة الشمسية التجارية وطاقة الرياح البرية بنسبة 4.9% و14.2% و8.6% على التوالي منذ عام 2019.
وفي المدّة نفسها، أصبحت تكلفة الغاز الطبيعي المسال أعلى بنحو 2.4 مرة، وارتفع سعر النفط الخام بأكثر من الضعف، كما زادت أسعار الفحم 4 أمثال، لذلك تقل تكاليف الكهرباء المتجددة بنسبة 46% عن متوسط أسعار المستخدم النهائي الصناعي خلال عام 2022.
ويظهر الإنفوغرافيك التالي معدلات انخفاض تكاليف مصادر الطاقة المتجددة خلال 2020:
اتفاقيات شراء الكهرباء من الطاقة المتجددة في آسيا
تهيمن الطاقة الشمسية على اتفاقيات شراء الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة الخاصة بالشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إذ تمثّل 57% الإجمالي التراكمي البالغ 17.4 غيغاواط، في حين تمثل طاقة الرياح 25%، وتأتي النسبة المتبقية من مصادر أخرى.
ومع ذلك، تسارعت مشتريات طاقة الرياح منذ عام 2020، لتشكل 44% من العقود الجديدة في آسيا والمحيط الهادئ خلال النصف الأول من عام 2022، حسب التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
وتختلف الحصة السوقية للمصادر المختلفة بصورة كبيرة داخل الدول، فعلى سبيل المثال، تحظى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحصة متساوية تقريبًا في أستراليا، في حين تهيمن الطاقة الشمسية على اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة في الهند، وفي تايوان تغلب طاقة الرياح.
وعلى صعيد الدول، تمتلك الهند 44% أو8.1 غيغاواط من السعة التراكمية المتعاقد عليها التراكمية، كما تشهد أستراليا وتايوان نموًا قويًا، لتمثّل البلدان الثلاثة مجتمعة 89% من إجمالي السعة، مع تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة خارج الموقع.
بينما في معظم دول جنوب شرق آسيا، مثل كمبوديا وتايلاند وفيتنام وباكستان والفلبين، تُعَد اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة بمثابة مشروعات للطاقة الشمسية على الأسطح، وتكون محدودة الحجم، ما يقلل من إسهامها في السعة الإجمالية.
وتتصدّر الشركة التايوانية لصناعة الرقائق الإلكترونية "تي إس إم سي" قائمة اللاعبين الكبار في اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة، بنسبة 10% من الإجمالي للمنطقة بأكملها، بالإضافة إلى عدد من الشركات الهندية والأسترالية.
ماذا عن التوقعات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ؟
على الرغم من أن سعة اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة المتعاقد عليها في آسيا والمحيط الهادئ خلال عام 2021 كانت أعلى 7 مرات عن عام 2017، فإن المنطقة ما تزال تمثّل 15% فقط من السوق العالمية.
وحتى الآن، وقّعت 29% فقط من 122 شركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأعضاء في مبادرة الطاقة المتجددة العالمية (RE100) -وهي مباردة تضم الشركات الملتزمة بتحقيق هدف 100% كهرباء متجددة- على اتفاقيات الشراء، وهذا يترك مساحة كبيرة لمزيد من النمو.
كما أن توقعات استمرار ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري وتراجع تكلفة مصادر الطاقة المتجددة، تجعل اتفاقيات شراء الكهرباء المتجددة أكثر جاذبية يومًا بعد يوم.
وأمام ذلك، يتمثّل العائق الرئيس أمام توسع السوق في الافتقار إلى اللوائح التي تسمح باتفاقيات الشراء، وتعمل العديد من الدول، بما في ذلك كوريا الجنوبية واليابان والصين على إزالة القيود لدفع نمو السوق، لكن ستظل الهند وأستراليا وتايوان في القيادة، حسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة.. نمو اتفاقيات شراء الكهرباء في أوروبا بنسبة 58% خلال 2021
- ارتفاع أسعار الكهرباء في آسيا والمحيط الهادئ فرصة لنمو الطاقة المتجددة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- كيف يدعم الاندماج النووي أهداف الحياد الكربوني وأمن الطاقة؟ (تقرير)
- انخفاض صادرات النفط الأفريقي إلى آسيا.. هل يجد فرصة في أوروبا؟