حافلات الهيدروجين العملاقة تنتشر في إيطاليا (صور)
أمل نبيل
تتوسّع إيطاليا في استخدام حافلات الهيدروجين عديمة الانبعاثات الكربونية؛ حيث طلبت الشركات المُشّغلة لخطوط النقل العام في مدينة البندقية، من شركة سولاريس البولندية دفعةً جديدة من المركبات صديقة البيئة، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويكتسب الهيدروجين أهمية خاصة في التحول الأخضر؛ إذ يُصنَّف الهيدروجين الأخضر (المنتج من الطاقة النظيفة) على أنه صديق للبيئة وخالٍ من الكربون.
وستخدم حافلات الهيدروجين (أوربينو 12) سكان مدينة البندقية والمناطق المحيطة بها، بفضل العقود الموقعة مع شركتي النقل "إيه في إم فينيزيا" و"إيه سي تي في سبا فينيزيا"، التي توفر خدمات النقل العام في مدينتي البندقية وكيودجا الواقعتين شمال إيطاليا، بحسب الموقع الإلكتروني لشركة سولاريس باص (solarisbus).
حافلات الهيدروجين أوربينو 12
حُدِّدَ موعد التسليم للحافلات الـ4 التي يبلغ طولها 12 مترًا في نهاية الربع الثاني من العام المقبل (2023)، وتجاوزت قيمة العقود الموقعة بين الشركات الإيطالية وسولاريس 2.5 مليون يورو (2.48 مليون دولار).
حافلات الهيدروجين (أوربينو 12)، هي مركبات ذات أرضية منخفضة، لا تنتج أي انبعاثات كربونية، في قلب الحافلة توجد خلية وقود هيدروجين بقدرة 70 كيلوواط، تعمل كونها محطة طاقة هيدروجينية مصغّرة على متن الحافلة.
تجدر الإشارة إلى أن محرك الهيدروجين يُنتج بخار الماء النقي فقط، ونتيجة لذلك، لا توجد انبعاثات.
النواتج الجانبية الوحيدة للتفاعل الكيميائي الذي يحدث في خلية وقود الهيدروجين على الحافلة هي الحرارة والبخار.
وتزيد تكلفة تشغيل حافلات الهيدروجين بنحو 6 أضعاف عن الحافلات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية؛ حيث يحتاج إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه إلى سعة تخزين كبيرة مرتفعة التكلفة.
ويبلغ نطاق سير السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين 300 ميل (482.80 كيلومترًا)، بينما يبلغ نطاق سير السيارات الكهربائية نحو 200 ميل (321.86 كيلومترًا)، وفقًا لمعلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُخزَّن الوقود في شكل غازي، في خزانات مركبة على سطح الحافلة، اختُبِرَت بدقة وصُمِّمَت لضمان أقصى درجات الأمان للسائق والركاب والمارة.
وتتميز حافلات الهيدروجين بقصر وقت تزودها بالوقود ومداها الطويل للغاية، الذي يبلغ نحو 350 كيلومترًا، حتى في الظروف الجوية غير المواتية، وتتسع لأكثر من 85 شخصًا.
حافلات سولاريس الهيدروجينية
تتضمن حافلات الهيدروجين مبردات للهواء بمضخة حرارية إضافية، بالإضافة إلى منافذ "يو إس بي" للركاب، ستحتوي المركبات -أيضًا- على نظام لعد الركاب الموجودين على متن الحافلة، وسيُدعَم برنامج التشغيل بواسطة "موبايل أي شيلد"، وهو نظام حديث ينبه السائق في كل مرة يُكتَشف فيها جسم غير متوقع بالقرب من الحافلة.
في عام 2020، سلّمت سولاريس 30 حافلة هيدروجينية من طراز أوربينو 12 إلى مدينة البندقية، بالإضافة إلى البنية التحتية للشحن.
وتُعَد حافلات الهيدروجين جزءًا أساسيًا لشركة سولاريس التي تسعى جاهدة إلى تحقيق أنظمة نقل عام خالية من الانبعاثات.
وتنتشر حافلات سولاريس أوربينو 12 الهيدروجينية في شوارع إيطاليا بصفة عامة، وروما بصفة خاصة، وكذلك في مقاطعة جنوب هولندا وفي مدينة كونين في بولندا.
وفي 14 سبتمبر/أيلول من العام الجاري (2022)، كشفت الشركة البولندية النقاب عن حافلة الهيدروجين (أوربينو 18)؛ حيث يُحَوَّل الهيدروجين بواسطة خلية الوقود إلى كهرباء، وتستطيع الحافلات الجديدة حمل ما يصل إلى 138 راكبًا.
وعلى الرغم من أن معالجة الهيدروجين تُعَد عملية معقدة، ومن ثم فهي مكلفة؛ فإن تزويد سيارات الهيدروجين بالوقود سريع جدًا، وهو أسرع عند مقارنته بالشحن الكهربائي.
وقد تستغرق المركبة التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين ما يصل إلى 10 دقائق لتُزوَّد بالوقود بالكامل، بينما يمكن أن تستغرق المركبة الكهربائية ما يصل إلى 45 دقيقة للشحن بالكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية ومركبات الهيدروجين تنتظر منافسة مستقبلية
- حافلات الهيدروجين.. مدينة فرنسية تلغي مشروع المركبات الجديدة بسبب التكلفة
- انطلاق أول رحلة للحافلات العاملة بالهيدروجين في نيوزيلندا
اقرأ أيضًا..
- الإمارات تستقبل كوب 27 بعدة مبادرات لتحقيق الحياد الكربوني
- إيرادات النفط والغاز في الجزائر تنتظر قفزة تاريخية بـ50 مليار دولار
- خبير يحذر: تغير المناخ سيشهد سيناريو قاتمًا بسبب "استهتار" الدول الصناعية