قال خبير الصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط أوابك، وائل حامد عبدالمعطي، إن السوق الأوروبية تُعَد ثاني أكبر مستورد للغاز عالميًا بعد السوق الآسيوية.
وأضاف عبدالمعطي -خلال حلقة نقاشية نظّمتها إدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط الكويتية، اليوم الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)- أن أوروبا تعتمد على واردات الغاز بنسبة 67%، كما أن سوقها هي الأكثر تأثرًا بارتفاع الأسعار الفورية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وأوضح خبير أوابك أن السوق الأوروبية تتأثر أكثر من غيرها، لأنها تتبع نظام التسعير القائم على العرض والطلب في السوق الفورية، بما يصل إلى أكثر من 70% من الواردات، لعدم رغبتها في توقيع عقود طويلة الأجل مع كبار المنتجين، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تداعيات حادث نورد ستريم
تناول خبير الصناعات الغازية لدى أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، خلال الحلقة النقاشية، أبرز تداعيات حادث تسرب الغاز من خطي نورد ستريم على المستوى الاقتصادي، موضحًا أن تقديرات المنظمة بالنماذج الهندسية تشير إلى تسرُّب نحو 0.75 مليار متر مكعب من الغاز.
وأوضح المهندس وائل حامد عبدالمعطي أن هذه الكمية تعادل حمولة 8 من ناقلات الغاز الطبيعي المسال مجتمعة، حمولة كل منها تصل إلى 170 ألف متر مكعب، لافتًا إلى أن هذه الكميات تسربت بالكامل في بحر البلطيق إلى الهواء الجوي، بخسائر بلغت نحو 1.3 مليار دولار أميركي.
وقال عبدالمعطي إن الحادث تسبّب في تسرب ما يزيد على 555 ألف طن من الميثان، الأشد ضررًا على البيئة من غاز ثاني أكسيد الكربون، بسبب قدرته القوية على حبس الحرارة، مؤكدًا أن هذه الكمية تعادل نحو 15.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي انبعاثات 3.3 مليون سيارة في عام كامل.
دروس من أزمة الغاز الأوروبية
أكد خبير أوابك وائل حامد عبدالمعطي، أن أزمة الغاز في أوروبا أدت إلى الكشف عن عدة دروس مستفادة، على رأسها أهمية تنويع مصادر إمدادات الغاز، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، بالإضافة إلى إبراز أهمية العقود طويلة الأمد لضمان أمن الإمدادات وتجنّب تعرّض المستهلكين للتقلبات المفاجئة وارتفاعات الأسعار الفورية الحادة.
وأشار الخبير لدى منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط إلى أن أزمة الغاز الأوروبية كشفت -أيضًا- عن أهمية التوازن بين قضايا المناخ والحياد الكربوني من جهة، وتحقيق أمن الطاقة من جهة أخرى، وذلك لضمان تحقيق منظومة للطاقة المستدامة في المستقبل.
وشدد الخبير على أن مشروع مرفأ الزور للغاز المسال في الكويت، الذي شُغّل في يوليو/تموز من العام الماضي 2021، يُعَد الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بطاقة تغويز تصل إلى 3 مليارات قدم مكعبة يوميًا، وسعة تخزين تصل إلى 1.8 مليون متر مكعب.
وأكد أن المشروع منح دولة الكويت الفرصة لتنويع مصادر إمداداتها من الغاز، من خلال استيراد الغاز الطبيعي المسال من عدة جهات خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2022، إذ استقبلت أكثر من 4.5 مليون طن من الغاز المسال خلال تلك المدة، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن وزارة النفط الكويتية قررت إعادة عقد الندوات والحلقات النقاشية مرة أخرى بعد انتهاء جائحة كورونا، التي كانت مخصصة لمناقشة القضايا النفطية على الساحتين المحلية والعالمية.
اقرأ أيضًا..
- النفاق المناخي.. كيف أسقطت أزمة الطاقة الأقنعة المزيفة عن قادة أوروبا؟
- ما أثر تفجير نورد ستريم في خطوط الغاز العالمية؟ أنس الحجي يجيب
- أفضل 5 تقنيات لتخزين الكهرباء بأسعار في متناول اليد