كيف دعّم عبدالله الطريقي صناعة النفط في السعودية؟.. خبير يجيب
أحمد بدر
قال خبير اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن وزير النفط السعودي الأسبق عبدالله الطريقي كان أول من طالب بتهيئة المواطنين للعمل في قطاع النفط.
وأوضح -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، بعنوان "النفط وأوبك والطريقي"- أن الوزير السعودي الأسبق طالب بتعريب وظائف صناعة النفط في المملكة، وكان يطالب بإنشاء كلية لتهيئة مواطني بلاده لهذه المهمة.
وأضاف -خلال الحلقة التي قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي- أن الشيخ عبدالله الطريقي طالب -أيضًا- بإنشاء شركة وطنية مساهمة بين الدولة والشعب، يكون هدفها استغلال الثروات النفطية والمعدنية في المملكة، لذلك أُنشئت شركة "سابك".
اتفاقيات امتيازات الشركات الأجنبية
قال خبير اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن الطريقي طالب بإدخال تعديلات على اتفاقيات الامتياز التي كانت سائدة في ذلك العصر، إذ كان يريدها -وقتها- تتناسب مع مصلحة البلاد.
وأضاف: "تحققت هذه المطالب، حتى وصلت الأمور إلى أن أصبحت المملكة العربية السعودية تمتلك شركة أرامكو بنسبة 100%، كما أنه طالب باستغلال الثروات المعدنية إلى أقصى الحدود، وذلك رغبة في عدم الاعتماد على مصدر دخل واحد".
وأوضح أن الشيخ عبدالله الطريقي كان يعمل على التوسع في الاستثمار في المعادن، بداية من الذهب والفوسفات، ووصولًا إلى جميع أنواع المعادن، كما طالب بالإسهام في صناعة البتروكيماويات والكيماويات، وتوفير مجالات عمل للمواطنين.
وكان الشيخ الطريقي يؤمن -وفق الدكتور عبدالرحمن- بأن هذا التوجه يكفل أن تقلل المملكة العربية السعودية من فاتورة الاستيراد، بالإضافة إلى زيادة الدخل القومي للبلاد عن طريق التصدير، وهو ما أصبحت شركة سابك تقوم به.
ولفت عبداللطيف إلى أن الإنجاز هنا لا يُنسب إلى شخص بعينه، لأنه لا تقديس للأشخاص، ولكن "القوي الأمين الذي يستلهم من يستمع إلى توجيهاتهم وينفذها بأمانة وإخلاص. لذلك هو يحمل شعار القوي الأمين الذي أدى واجبه على خير ما يُرام، وحقق منجزات وطموحات قادته وشعبه ومواطنيه في السعودية".
استشارات للدول بعد ترك الوزارة
قال خبير اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف، إن الشيخ عبدالله الطريقي استمر بعد أن ترك مسؤولية وزارة النفط في المملكة العربية السعودية، واصل دوره في تقديم الاستشارات إلى الدول المنتجة.
وأوضح أنه بعد أن تقدّم به العمر، أغلق مكاتبه في كل من بيروت والكويت والرياض، وعاد إلى مسقط رأسه الزلفي، ليمارس هواية الزراعة وركوب الخيل.
وتابع: "تشرفت أن كنت من جلسائه لأكثر من 10 سنوات، وكنا معًا شركاء في رحلات برية، إذ سمعت واستفدت منه الكثير، وسألته يومًا ما: ما هي الحكمة التي خرجت بها من تجربتك الطويلة والشاقة وما تخللتها من معارك فكرية وصراعات مصالح بين دول وشركات وبين البشر؟ وما هي النصيحة التي تقدمها إلى ابنك؟".
وأضاف: "حينها، نظر إليّ الشيخ عبدالله الطريقي وقال: أول حكمة خرجت بها ألا تصدق كل ما تسمع، وهنا نلاحظ أنها حكمة نتاج تجربة امتدت لنحو 70 أو 80 عامًا، وأوضح أنه -بحكم تجربته- يدرك أن المصائب والمشكلات تأتي من فهم الأمور على غير حقيقتها".
ولفت خبير اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالرحمن الراشد عبداللطيف إلى أن الشيخ الطريقي كان معجبًا بشخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط والغاز في الجزائر ينتعش بـ 5 عقود جديدة
- التدافع الأوروبي على الغاز المسال يهدد أمن الإمدادات الآسيوية في 2023
- استعمال الهيدروجين في توليد الكهرباء.. اهتمام ضئيل رغم المزايا العديدة (تقرير)