تطبيقات لصيانة ألواح الطاقة الشمسية في الهند
على أسطح المنازل الريفية
نوار صبح
- • ضعف خدمة ما بعد البيع أدى إلى توقف مشروعات الطاقة الشمسية على الأسطح
- • إذا تعطّلت البطارية تنطفئ مصابيح الطاقة الشمسية المتصلة بها وتبقى على هذا النحو
- • القرى النائية تفتقر إلى ورشات الصيانة إذ يمكن للناس إصلاح مجموعة الألواح الشمسية
- • السكان يجدون صعوبة في إصلاح أنظمة الطاقة الشمسية لديهم عندما يواجهون مشكلة
ظهرت في الهند منصات وتطبيقات رقمية لصيانة ألواح الطاقة الشمسية، -مثل "سوريا ميترا" و"صن برو+" و"إيه إتش إيه سولار روفتوب هلبر"- التي توفر التواصل بين خبراء الصيانة الباحثين عن عمل والعملاء الذين يحتاجون إلى خدمات التصليح والتنظيف.
ويُعَد توفير خدمات كهذه بطريقة محسَّنة ومتطورة مهمًا للمساعدة في تعزيز أهداف الطاقة المتجددة وتحقيقها في الهند، التي تهدف إلى الحدّ من اعتمادها على الوقود الأحفوري بما في ذلك الفحم، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا الشهر، أشاد رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، بمشروع كبير للطاقة النظيفة لجعل "موديرا" في ولاية غوجارات الغربية أول قرية تعمل بالطاقة الشمسية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، إذ ينتج المواطنون الكهرباء من 1300 مجموعة ألواح شمسية على الأسطح.
أهمية صيانة مجموعات الألواح الشمسية
يرى الباحثون أن سبب نجاح المشروع، وضمان توليد الكهرباء المستدام، سيعتمدان على الصيانة الجيدة لمجموعات ألواح الطاقة الشمسية، مشيرين إلى العديد من الأمثلة على ضعف خدمة ما بعد البيع الذي أدى إلى توقف مشروعات الطاقة الشمسية على الأسطح في الهند.
وقال الأستاذ المساعد في جامعة نالاندا الهندية في ولاية بيهار، أفيرام شارما -الذي أجرى بحثًا عن شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة في المناطق الريفية-: إنه إذا تعطّلت البطارية في القرى، تنطفئ المصابيح الشمسية المتصلة بها وتبقى على هذا النحو.
وأضاف أن القرى النائية تفتقر إلى الورشات، إذ يمكن للناس إصلاح مجموعة ألواح الطاقة الشمسية، على عكس الهواتف المحمولة، حسبما نشرت صحيفة إيكونوميك تايمز (Economic Times) الهندية.
انتشار الطاقة الشمسية على الأسطح
تخلّفت الهند عن تحقيق هدفها بتركيب 40 غيغاواط من ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح بحلول نهاية عام 2022.
وتوقع تقرير صادر عن شركة الاستشارات والأبحاث "جيه إم كيه" الهندية ومعهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (آي إي إي إف إيه) -وهو منظمة غير ربحية- عجزًا قدره 25 غيغاواط في السعة هذا العام، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
بدورهم، يقول مزوّدو الخدمة إن التكلفة العالية لتركيب مجموعات ألواح الطاقة الشمسية -التي يمكن أن تتراوح من 40 إلى 80 ألف روبية هندية (482-964 دولارًا أميركيًا) لنظام 1 كيلوواط- قد خسرت العديد من المستهلكين المحتملين.
وبالنظر إلى الازدياد المستمر في عدد مالكي مجموعات ألواح الطاقة الشمسية على الأسطح في جميع أنحاء الهند، فإن استمرار تلك المجموعات في العمل يُعدّ مصدر قلق محلوظًا.
وقال رئيس العمليات والصيانة في شركة "صن إديسون"، فيفيك كومار: إن بيانات مسح السوق الذي أجرته الشركة أظهرت أن المستخدمين الأوائل للطاقة الشمسية على الأسطح مرّوا بتجارب سيئة للغاية.
وأضاف أن لا أحد يقدم معلومات وافية بشأن استخدام الطاقة الشمسية للمستهلك، إذ تُقدّم لمرة واحدة وينتهي بالتركيب، ولا تُناقش خدمات الصيانة.
غياب الموثوقية مع الأعطال
تعتمد إحدى الركائز الأساسية لازدهار الهند في مجال الطاقة المتجددة على إنشاء قوة عاملة يمكنها تشغيل محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي تُنشأ في جميع أنحاء البلاد لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
وبعد 6 سنوات من بدء برنامج المهارات الوطنية، تبيَّنّ أن أقل من ثلث المشاركين البالغ عددهم نحو 80 ألفًا -الذين دُرّبوا على تركيب الألواح الشمسية وربطها بالشبكات وصيانة البطاريات- حصلوا على وظائف، حسبما تظهر البيانات الحكومية.
من ناحية ثانية، يجد السكان صعوبة في إصلاح مجموعات ألواح الطاقة الشمسية لديهم عند وقوع مشكلة، كما تقول مجموعات المستهلكين.
وقال كبير الباحثين في مجموعة "سيتيزن كونسيومر آند سيفيك أكشن غروب" غير الربحية، ك. فيشنو موهان راو: إن عددًا من المشغلين غير الموثوقين ما يزالون يركبون مجموعات الألواح الشمسية على الأسطح ثم يختفون.
وأوضح أن المشكلة تفاقمت بسبب سلسلة التوريد المجزأة، إذ تُصنّع أجزاء مختلفة من قبل شركات مختلفة.
وقال مؤسس ومدير شركة حلول تكنولوجيا الطاقة الشمسية "إيه إتش إيه، في ولاية غوجارات -التي تمثّل أكثر من 80% من منشآت الطاقة الشمسية على الأسطح في الهند- بولكيت دينغرا: لا تظهر ورشات الصيانة في أي من مدن الولاية.
وأضاف أنه، في كثير من الحالات، تُوكّل الشركات لصيانة مجموعات الألواح الشمسية لمدة 5 سنوات، دون الحصول على الخدمات المناسبة.
وأضاف دينغرا -الذي تساعد شركته أيضًا ولاية غوجارات في تنفيذ سياسة الولاية الخاصة بالطاقة الشمسية-: إن الاهتمام في السوق شديدة التنافسية، ذات هوامش الربح الصغيرة، ينصبّ فقط على التركيب.
وفي المناطق الريفية في الهند، إذ تُستخدم الطاقة الشمسية لتشغيل مضخات المياه وإضاءة المراكز الصحية والمنازل والمدارس، يؤدي عدم وجود دليل عمل لعمال صيانة الطاقة الشمسية إلى تفاقم الوضع، وفقًا للباحثين.
وقال أحد كبار مسؤولي برنامج الطاقة في معهد الموارد العالمية في الهند، ديراج كومار غوبتا: "إن محاولة الاتصال بالموردين وإجراء مكالمات الفيديو على شبكات إنترنت غير مستقرة لمحاولة شرح المشكلة لفني موجود في مدينة تتطلب أيامًا من البحث".
وأوضح أنه حتى إذا وُقّع عقد صيانة سنوي عند تركيب مجموعة ألواح شمسية على الأسطح، فغالبًا ما لا يتم الوفاء به، لأن القرى بعيدة جدًا عن أماكن عمل الموظفين الفنيين، إذ يُعيّن كهربائيون محليون بدلاً من ذلك عند الحاجة إلى إصلاح سريع.
المسار المستقبلي للطاقة المتجددة
تحاول الحكومة الفيدرالية الهندية وولاياتها التخلص من الوقود الأحفوري لتحقيق أهداف المناخ مع تزايد الوعي العام بتداعيات ظاهرة الاحترار العالمي وزيادة أسعار الكهرباء.
وفي ولاية غوجارات الهندية، كُلّف كبير مسؤولي المشروع في شركة الكهرباء التابعة للولاية، راجندرا ميستري، بتوثيق الدروس المستفادة من مشروع يعمل بالطاقة الشمسية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في قرية موديرا.
وقال إن التحديين الرئيسين في قطاع الطاقة الشمسية على الأسطح هما التمويل والصيانة.
وفي حالة قرية موديرا، غطت الحكومة جميع التكاليف، في حين تم التعاقد مع شركة للحفاظ على الأنظمة في حالة عمل جيدة.
وقال موظف الصيانة لدى شركة "صن إديسون"، أفديش كومار: إن قطاع الطاقة الشمسية آخذ في التوسع والنمو، ومن المنطقي وجود قوة عاملة يدوية جاهزة لمواكبة النمو.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في المغرب.. إمكانات ضخمة تجذب أنظار أوروبا
- سقف أسعار النفط الروسي قد يصل لـ 64 دولارًا قبل فرض العقوبات الأوروبية
- جيه بي مورغان: أسعار النفط سترتفع إلى 150 دولارًا في هذه الحالة
- تقرير فرنسي: المغرب يتقدم في مشروع الغاز النيجيري.. والجزائر تواجه مخاطر