قطاع الطاقة صداع في رأس ريشي سوناك.. وأسعار الفواتير أبرز الأزمات
محمد خلف
استطاع وزير الخزانة السابق ريشي سوناك حسم مقعد رئيس حزب المحافظين في بريطانيا، بعد حصوله على أكبر عدد من المؤيدين، مقارنة بكل من رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، وبيني موردونت.
وحصل سوناك على دعم 155 نائبًا، بينما جمع بوريس جونسون 54 مؤيدًا، في مقابل 25 صوتًا للمرشحة الثالثة بيني موردونت، وفق ما جاء بموقع فايننشيال تايمز.
ويأتي ترشُّح ريشي سوناك لتولّي منصب رئيس وزراء بريطانيا في أعقاب استقالة ليز تراس الأسبوع الماضي، لتصبح مدة خدمتها في المنصب هي الأقصر في تاريخ البلاد.
في هذا التقرير، ترصد منصة الطاقة المتخصصة أهم التحديات أمام رئيس الوزراء الجديد، فيما يتعلق بملف الطاقة في بريطانيا:
قرارات تروس المتعلقة بالطاقة
قدّمت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة ليز تروس ميزانية أحدثت الفوضى على مستوى الأسواق المالية، التي لم تلقَ قبولًا من جانب المحافظين.
ورفعت حكومة تروس، الشهر الماضي سبتمبر/أيلول (2022)، الحظر على التكسير الهيدروليكي في بلادها، كما مهدت الطريق لأكثر من 100 ترخيص جديد للنفط والغاز الطبيعي في بحر الشمال، مستهدفة بذلك أمن الطاقة البريطاني.
وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول الجاري 2022، أطلقت هيئة بحر الشمال الانتقالية جولة التراخيص رقم 33، ودعت إلى تقديم الطلبات للحصول على حقوق الاستكشاف.
وتتمثل الاستكشافات في 898 منطقة، من الممكن أن تحتوي على الغاز الطبيعي في بحر الشمال، ومن المقرر منح ما يقرب من 100 ترخيص لهذه المناطق.
التحديات أمام سوناك
قال وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، إنه يريد إصلاح الاقتصاد الوطني، وتقديم المساعدة للبلاد التي تعاني من ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء بشكل غير مسبوق.
وتواجه المملكة المتحدة اضطرابات اقتصادية، فضلًا عن ارتفاع تكاليف المعيشة في جميع أنحاء البلاد؛ نتيجة الزيادة التي شهدتها أسعار الغاز الطبيعي.
وكان سوناك قد أعلن، في مايو/أيار الماضي 2022، عندما كان وزيرًا لخزانة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، مخططًا جديدًا يمكنه تحقيق نسبة أرباح تصل إلى 25% لشركات النفط والغاز.
خيارات سوناك لحل الأزمة
يضع ريشي سوناك اللمسات الأخيرة على ميزانية مصغّرة تُقدَّر بمليارات الجنيهات الإسترلينية، لمساعدة الأسر البريطانية في مكافحة أسعار الكهرباء المرتفعة.
وتعدّ أسعار الفواتير واحدة من أهم التحديات التي يواجهها سوناك في منصبه الجديد، وترجّح التوقعات أن تصل أسعار الفواتير المنزّلة إلى 2800 جنيه إسترليني سنويًا (3 آلاف و160 دولارًا أميركيًا).
ولم يصل ريشي سوناك، وجونسون، إلى حزمة قرارات نهائية لتخفيف هذا العبء، وكذلك فيما يتعلق بضريبة الطاقة المضافة، وإذا انقضى الوقت، سيتعين عليه الانتظار حتى عودة انعقاد مجلس النواب.
(الجنيه الإسترليني = 1.13 دولارًا أميركيًا)
ارتفاع أسعار الفواتير والتضخم
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمنظم الطاقة البريطاني (Ofgem)، جوناثان برييرلي، إنه من المتوقع أن ترتفع سقف أسعار الكهرباء بمقدار 800 جنيه إسترليني (902.81 دولارًا أميركيًا)، عن أبريل/نيسان الماضي 2022، البالغ 1.971 جنيهًا إسترلينيًا (2.22 دولارًا أميركيًا).
وحذّرت مؤسسة ريزوليوشن فاونديشن الفكرية المستقلة من ارتفاع الأسعار بشكل متزايد، والتي قد تدفع الأسر البريطانية إلى إنفاق 10% من إجمالي ميزانياتها على الكهرباء، وسط مخاوف من إمكان انقطاع الكهرباء.
ومع ازدياد معدلات التضخم، يتوقع "بنك أوف إنجلاند"، أن يتجاوز التضخم 10%، وأشار إلى أن سوناك مُطالَب ببذل جهد مضاعف؛ للتخفيف من أكبر أزمة على مستويات المعيشة.
وقدّم ريشي سوناك -حين كان وزيرًا للخزانة- في فبراير/شباط الماضي، دعمًا بقيمة 9 مليارات جنيه إسترليني (10.2 مليار دولار)، لمحاولة التقليل من ارتفاع فواتير الكهرباء على المستوى المحلي.
وتعرَّض سوناك إلى الكثير من الانتقادات إثر هذا الدعم، لفشله في تقديم المزيد من المساعدات لأولئك الذين يعانون من نقص وقود التدفئة (الفقراء) وغير القادرين على العمل، إذ وفّر قرضًا بقيمة 200 جنيه إسترليني فقط (225.70 دولارًا أميركيًا)، وهو ما عَدَّه النقّاد "غير كافٍ".
والمقصود بالذين يعانون من نقص وقود التدفئة (الفقراء) هنا، الأسر التي لا يستطيع أفرادها أن يحصلوا على الدفء مقابل دفع تكلفة مناسبة مع إمكاناتهم الاجتماعية.
وفي حالة تغطية ريشي سوناك ارتفاع أسعار الكهرباء المُقدَّر بـ800 جنيه إسترليني (902.81 دولارًا أميركيًا)، لنحو ملايين أسرة فقيرة تعاني من نقص وقود التدفئة، فسيكلّف الخزانة البريطانية 6.5 مليار جنيه إسترليني (7.3 مليار دولار أميركي).
الاحتجاج يصل إلى البرلمان
تعالت الأصوات التي تحثّ ريشي سوناك -رئيس الوزراء المرتقب- على إنهاء الفوضى السياسية ومعالجة أزمة نقص الوقود، إذ اعتصم أكثر من 30 شخص في قاعة بالبرلمان البريطاني، من ضمنهم نشطاء مناخيون، بالإضافة إلى من يعانون نقص الوقود.
ودخل نشطاء تابعون لمنظمة "غرينبيس" و"فويل بوفرتي أكشن" المؤسسة لحملة الطاقة للجميع، بصفة سائحين وزائرين في وقت سابق، حسبما جاء بموقع ذا هيرالد.
ورفع النشطاء المنتمون إلى منظمة غرينبيس لافتةً دوّنوا عليها "الفوضى تكلف الحياة"، في إشارة إلى الفوضى السياسية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ولم تكن هناك أيّ محاولات من قبل الشرطة لإخراجهم من الردهة بالقوة، ولكنهم غادروا المكان طواعية، بعد ترديد بعض الهتافات.
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط الروسي إلى الصين ترتفع.. والسعودية تحتفظ بالمقدمة
- سفير الاتحاد الأوروبي: نتفاوض مع دولتين عربيتين لتأمين الغاز.. والطاقة المتجددة لا تكفينا (حوار)
- شركة هيدروجين عمان تقود الطموحات المناخية والاقتصادية للسلطنة (إنفوغرافيك)
- مستقبل واعد لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب (تقرير)