الطلب على الغاز الطبيعي في إسبانيا يقفز 80%.. واستمرار التصدير للمغرب
محمد خلف
ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي في إسبانيا، مع تزايد الحاجة إليه لتشغيل محطات الكهرباء في الدولة الأوروبية، التي تواجه عجزًا ضخمًا في إمدادات الطاقة، وتسعى لتعويضه من مصادر مختلفة.
وأعلنت شركة إيناغاز الإسبانية، المشغّل الرئيس لأحد أهم أنظمة نقل الغاز الأوروبية، اليوم الثلاثاء، 25 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، ارتفاع الطلب المحلي على الغاز الطبيعي، الذي زاد الاعتماد عليه في توليد الكهرباء، وفق ما نشرت وكالة رويترز.
وقالت الشركة، إن الطلب على الغاز الطبيعي في إسبانيا ارتفع، بالتزامن مع زيادة صادرات البلاد من الغاز الطبيعي إلى دول أوروبا، التي تبحث عن بدائل للغاز الروسي، ضمن إجراءات معاقبة موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
يتزامن ارتفاع الطلب محليًا داخل إسبانيا، مع تقارير أكدت أن مدريد تفضّل تصدير الغاز الطبيعي إلى المغرب، بدلًا من تصديره إلى أوروبا، وفق ما نشرته وكالة الأنباء ليبر ميركادو (Libre Mercado).
يشار إلى أن أسعار الغاز الطبيعي العالمية بلغت مستويات قياسية غير مسبوقة، بسبب الأزمات المتتالية التي شهدها العالم، والتي بدأت بجائحة كورونا، وصولًا إلى الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الطلب على الغاز الطبيعي في إسبانيا
قالت شركة إيناغاز، إن الغاز الطبيعي في إسبانيا يشهد طلبًا متزايدًا بسبب الحاجة إليه في توليد الكهرباء، إذ حقق الطلب قفزة بنسبة 80%، في المدة من يناير/كانون الثاني 2022، وحتى سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
وارتفعت صادرات الغاز الإسبانية إلى ما يقارب 14.2 تيراواط، لسدّ الفجوة بين الطلب المتزايد ونقص الإمدادات، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وسبّبت زيادة أسعار الغاز الطبيعي انخفاضًا في الطلب على المستوى المحلي بنسبة 17%.
وقدّمت الحكومتان الإسبانية والبرتغالية إعانة في مايو/أيار الماضي 2022، للحدّ من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المستعمَل لتوليد الكهرباء، في محاولة منهما للسيطرة على ارتفاعها المتواصل.
الغاز من إسبانيا إلى المغرب
رغم ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي في إسبانيا، تحافظ الدولة الأوروبية على استمرار شحناتها إلى المغرب، وأوقفت التصدير إلى شمال أوروبا، بحسب التقارير التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
ويأتي هذا التوجه متزامنًا مع مساعي إسبانيا لزيادة إمدادات الغاز الجزائري إليها، والتي شهدت انخفاضًا ملحوظًا مؤخرًا، دعا قيادات البلدين إلى الاجتماع لتجديد اتفاقاتهم خلال الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى محاولات خفض الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي.
وبحسب بيانات رسمية، فإن شركة إيناغاز الإسبانية أرسلت إلى المغرب نحو 500 ميغاواط/ساعة (1.6 مليون قدم مكعّبة) من الغاز الطبيعي يوميًا، في مطلع أغسطس/آب الماضي 2022، ورفعت هذه الكميات في اليوم التالي إلى 1 غيغاواط/ساعة (3.2 مليون قدم مكعّبة) يوميًا.
ومؤخرًا، ارتفعت الكميات إلى 18.7 غيغاواط/ساعة (59.84 مليون قدم مكعّبة) يوميًا، بحسب معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ارتفاع أرباح إيناغاز الإسبانية
تمكّنت شركة إيناغاز الإسبانية من تحقيق مكاسب رأسمالية ببيع الأصول، لزيادة صافي الأرباح بنسبة 15%، أي ما يقارب 353 مليون يورو (348.55 مليون دولار) خلال المدة من يناير/كانون الثاني 2022، إلى سبتمبر/أيلول الماضي.
وخلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري (2022)، انخفض إجمالي الدخل بنسبة 1% في شركة إيناغاز، في حين تراجع صافي الأرباح -بعد خصم الفوائد والضرائب- بنسبة 16%.
وقالت الشركة، إن مساهمة الشركات التابعة لإيناغاز وهي، ساغاز، و"تي جي بي"، و"تي إيه بي"، بلغت 153.9 مليون يورو (151.9 مليون دولار أميركي).
(1 يورو=0.99 دولارًا أميركيًا)
خط أنابيب برشلونة ومارسيليا
اتفقت كل من إسبانيا والبرتغال وفرنسا، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على مشروع مشترك باسم "بارمار"، والذي من المقرر أن يحلّ مكان خط أنابيب "ميدكات" عبر جبال البرانس.
وقالت الدول الـ3، إن خط الأنابيب بارمار سيسمح بنقل الغاز الطبيعي للمساعدة في التخفيف من حدّة المشكلات التي تتعرض لها أوروبا؛ بسبب نقص الإمدادات، إلّا إن المشروع يحتاج من 4-5 سنوات حتى يصبح جاهزًا.
وأضافت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيرا، في تصريحات صحفية الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول، أن "المشروع يجب أن يكون على قدر عالٍ من الأمان، وتقديراتنا أنه سيحتاج ما بين 4-5 سنوات ليدخل طور التشغيل".
وأوضحت ريبيرا، أن الاتصالات بين إسبانيا وفرنسا، ونقطة الدخول للدولتين عبر مارسيليا، لم تكتمل بعد، وحُدِّد ديسمبر/كانون الأول المقبل 2022 موعدًا نهائيًا للشركات المكلّفة ببناء خط الأنابيب، لتقديم خطة تفصيلية للمشروع، وتحديد التكلفة والمدة المتوقعة.
وأكدت وزيرة الطاقة الإسبانية أن المشروع كان من الممكن أن يكون جاهزًا بحلول 2023، إلّا أن فرنسا رفضته من قبل، ويضخ "بارمار" الهيدروجين الأخضر والغازات المتجددة الأخرى في الشبكة الأوروبية.
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوابك: البتروكيماويات أحد أهم مصادر الدخل للدول المنتجة للنفط
- مصدر الإماراتية تستحوذ على شركة متخصصة في تقنيات تخزين الكهرباء ببريطانيا
- مستقبل واعد لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية: العالم ما يزال في حاجة للنفط الروسي.. وقرار أوبك+ "مؤسف"
N'importe Quoi