مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا ترتفع 44% خلال عام
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
ارتفعت سعة المشروعات المخططة لتقنية احتجاز الكربون وتخزينه بنسبة 44% على أساس سنوي في عام، مع تزايد الزخم العالمي في ظل جهود خفض الانبعاثات.
وأظهر التقرير السنوي الصادر عن المعهد العالمي لالتقاط الكربون وتخزينه، اليوم الإثنين (17 أكتوبر/تشرين الأول 2022)، زيادة قدرة مشروعات احتجاز الكربون المخططة إلى 244 مليون طن سنويًا، خلال الـ12 شهرًا المنتهية في سبتمبر/أيلول 2022، مقابل 169 مليون طن سنويًا قبل عام واحد.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد أوضحت أن تحقيق سيناريو الحياد الكربوني، بحلول 2050، يتطلب زيادة قدرة احتجاز الكربون وتخزينه في العالم إلى 7.6 مليار طن سنويًا، لكن هناك دعوات منددة بأن تعزيز استخدام هذه التقنية يمكن أن يكون مبررًا لاستمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
مشروعات احتجاز الكربون
ارتفع عدد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه إلى مستوى قياسي عند 196 مشروعًا خلال الـ12 شهرًا المنتهية في سبتمبر/أيلول 2022، مع إضافة 61 مشروعًا جديدًا.
وينقسم هذا الإجمالي إلى 30 مشروعًا قيد التشغيل، بسعة 42.58 مليون طن سنويًا، و11 مشروعًا قيد الإنشاء بقدرة 9.63 مليون طن سنويًا، حسب التقرير.
كما يوجد 153 مشروعًا قيد التطوير سواءً في المراحل المبكرة أو النهائية، بسعة تقارب 190 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى مشروعين مُعلّقين بقدرة 2.3 مليون طن سنويًا.
وعلى أساس المناطق الجغرافية، تواصل الولايات المتحدة ريادتها لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا، مع 34 مشروعًا جديدًا في 2022، كما تشمل الدول الرائدة الأخرى كندا (19 مشروعًا) والمملكة المتحدة (13 مشروعًا) والنرويج (8 مشروعات)، إلى جانب 6 مشروعات لكل من أستراليا وهولندا وأيسلندا.
وأكد المعهد العالمي لالتقاط الكربون أن قرارات السياسة العامة، مثل الإعفاءات الضريبية، تساعد في إحراز تقدم للمشروعات، خاصةً في أوروبا وأميركا الشمالية.
ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم، اعتمادًا على بيانات وكالة الطاقة الدولية:
الدعم الحكومي للمشروعات
من أجل مواصلة الريادة العالمية، أقرّت الولايات المتحدة قوانين مهمة لدعم التقاط الكربون، وأبرزها قانون خفض التضخم، الذي يعزز الائتمان الضريبي بنسبة 70%، ويمكن أن يرفع سعة احتجاز الكربون وتخزينه بنحو 13 مرة أو أكثر من 110 ملايين طن سنويًا، بحلول عام 2030، مقارنة بالسياسات الحالية.
كما تركّز كندا على احتجاز الكربون بصفته جزءًا من خططها لإزالة الكربون على نطاق أوسع، من خلال الائتمان الضريبي وإستراتيجية خاصة بالتقنية قيد التطوير حاليًا، فضلًا عن نظام تسعير الكربون.
وفي أوروبا، خصصت الحكومة الدنماركية 5 مليارات يورو (4.88 مليار دولار) لالتقاط الكربون على مدى 10 سنوات، بالإضافة إلى العديد من السياسات الداعمة في دول أخرى، بفضل برنامج المنح التابع لصندوق الاتحاد الأوروبي للابتكار، وهذا ما رفع عدد مشروعات احتجاز الكربون إلى 73 مشروعًا في مراحل التطوير المختلفة داخل القارة.
أمّا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد أعلنت تايلاند أول مشروع لها في مجال احتجاز الكربون وتخزينه، دخول أول مشروع بسعة مليون طن سنويًا في الصين حيز التشغيل، إضافة إلى الدعم المتواصل للمشروعات في أستراليا.
كما بدأ الاهتمام بمشروعات التقاط الكربون ينتقل إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدعومًا بإستراتيجيات الحياد الكربوني وإمكان الاستحواذ على حصة كبيرة من سوق الهيدروجين منخفض الكربون.
الحاجة لمزيد من الدعم لاحتجاز الكربون
رغم زخم المشروعات والدعم الحكومي، فإن الجهود العالمية للحدّ من الانبعاثات، بما في ذلك الاستثمار في احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، ما زالت غير كافية بشكل كبير.
ومن أجل خفض درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية بحلول 2050، تحتاج سعة احتجاز الكربون وتخزينه للزيادة بمقدار 100 مرة على الأقلّ، من السعة العاملة حاليًا فوق 42 مليون طن سنويًا، بحسب التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
وترى وكالة الطاقة الدولية أن العقد الحالي سيكون حاسمًا في مسار التقاط الكربون، مع الحاجة لزيادة السعة إلى 1.7 مليار طن سنويًا، من أجل تلبية هدف الحياد الكربوني بحلول 2050.
وفي تقرير سابق، أشار المعهد العالمي لالتقاط الكربون وتخزينه إلى أن زيادة قدرة احتجاز الكربون تحتاج إلى استثمارات تتراوح بين 0.665 و1.280 تريليون دولار بحلول 2050، من أجل تحقيق الأهداف المناخية.
موضوعات متعلقة..
- زيادة قوية لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في 9 أشهر (تقرير)
- احتجاز الكربون وتخزينه قد يصبح عقبة أمام مكافحة تغير المناخ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية استهلاكًا للغاز.. السعودية في الصدارة والمغرب بالمركز الأخير
- 5 ملامح عن الطاقة في منطقة القرن الأفريقي الكبرى (تقرير)
