البريطانيون يستعدون لانقطاع الكهرباء في الشتاء بالمولدات والمصابيح اليدوية
وقادة الصناعة يدعون الحكومة إلى تحسين كفاءة الطاقة وخفض الفواتير
نوار صبح
خشية انقطاع الكهرباء خلال فصل الشتاء، يلجأ سكّان بريطانيا إلى شراء المولدات الكهربائية الصغيرة المحمولة وتجهيزها والمصابيح اليدوية والشموع والثياب الشتوية والألبسة الداخلية السميكة.
وحذّرت شبكة الكهرباء الوطنية في البلاد "ناشيونال غريد"، هذا الشهر، من أن بريطانيا قد تواجه انقطاعًا مقبِلًا للتيار الكهربائي لمدة 3 ساعات عن المنازل والشركات، هذا الشتاء، إذا لم تستطع استيراد الكهرباء من أوروبا.
وتكافح بريطانيا للحصول على الواردات الكافية لتزويد محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
مبيعات المولدات الكهربائية
أظهرت مقارنة البيانات -بدءًا من أول 11 يومًا من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى المدة نفسها من هذا العام- زيادة بنسبة 203% في مبيعات المولدات، وزيادة بنسبة 43% في مبيعات المصابيح الكهربائية اليدوية والرأسية، وأطقم الإضاءة.
وقال متحدث باسم شركة "ترافيس بيركينز" -أكبر شركة لتجارة مواد البناء بالتجزئة في بريطانيا، يوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري-: إنه على الرغم من عدم تأكيد أن شبكة الكهرباء الوطنية ستلجأ إلى انقطاع الكهرباء هذا الشتاء، فإن العملاء يستعدون لهذا السيناريو الأسوأ.
وأشار إلى إمكان استخدام المولدات لتشغيل المعدات الكهربائية مثل المصابيح، ودفايات التهوية والتلفزيونات، حسبما أوردت وكالة رويترز.
وتتناغم بيانات شركة "ترافيس بيركينز" مع تقرير نشرته شركة أبحاث السوق "كانتار"، هذا الأسبوع، وأفاد بأن البريطانيين كانوا يخزنون الشموع والألحفة الشتوية.
وبدورها، قالت سلسلة متاجر التجزئة الشاملة "جون لويس"، الأسبوع الماضي، إن الناس كانوا يشترون الملابس الداخلية الشتوية والقفازات وأثواب النوم لاستخدامها في أيام البرد المقبلة.
وقالت هيئة تنظيم قطاع الطاقة في بريطانيا "أوفجيم" إن على الأسر البريطانية تقليل استخدام الغاز والكهرباء حيثما أمكن هذا الشتاء، للمساعدة في خفض التكاليف وتقليل مخاطر انقطاع الكهرباء.
تحسين كفاءة الطاقة
دعت شخصيات بارزة في قطاع الطاقة في بريطانيا حكومة رئيسة الوزراء، ليز تروس، إلى اتخاذ إجراءات لتحسين كفاءة الطاقة في البلاد، إذ تقترب الأسر من فصل الشتاء وتواجه فواتير قياسية واحتمال انقطاع الكهرباء.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة "إنرجي يو كيه"، إيما بينشبيك: "إنه أمر محير بالنسبة إليّ ألا تحاول الحكومة توفير أموال الناس وخفض فواتيرهم، الآن وعلى المدى الطويل"، وفقًا لما نشرت وكالة بلومبرغ.
وأضافت بينشبيك، في مؤتمر النقابات التجارية في لندن، أن من واجب الحكومة تشجيع خفض الطلب على الكهرباء هذا الشتاء وتعزيز جهود إزالة الكربون طويلة الأجل، مؤكدة الحاجة إلى التكنولوجيا والسياسة والاستثمار من أجل التغيير.
وجاءت أقوال بينشبيك بعد أن منعت رئيسة الوزراء، ليز تروس، في وقت سابق من هذا الشهر، حملة لتوفير الطاقة كانت مخططة لمساعدة الأسر على تقليل الطلب على الكهرباء والغاز في مواجهة ارتفاع الفواتير هذا الشتاء.
في المقابل، رفض مكتب رئيسة الوزراء برنامجًا إعلاميًا قيمته 15 مليون جنيه إسترليني (16.8 مليون دولار)، كان قد وافق عليه سابقًا وزير الأعمال، جاكوب ريس موغ، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على الأمر.
وقالت رئيسة شبكة نقل الكهرباء في بريطانيا، خلال المؤتمر: إن كفاءة الطاقة تؤدي دورًا في خفض الفواتير، ودعت إلى أن تُترجم الأقوال إلى أفعال.
وأوضحت أن المزيد من الأسر في بريطانيا بحاجة إلى عزل مساكنها بشكل أفضل وسريع، معتبرة أن هذا يُعدّ حلًا بسيطًا نسبيًا لمشكلة أكبر بكثير.
وتُعد المساكن في بريطانيا من الأكثر تسريبًا في أوروبا، وقد أدت تخفيضات التمويل إلى انخفاض حاد في عدد منشآت العزل المنزلي، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبها، حثّت الدول المجاورة -مثل فرنسا وألمانيا- المواطنين على تقليل استخدامهم للكهرباء مع دخول أوروبا الشتاء جرّاء انخفاض إمدادات الطاقة من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
اقرأ أيضًا..
- أميركا تواصل هجومها على السعودية بسبب أوبك+.. وتكشف عن "حديث خاص"
- مشروع لبناء أول محطة طاقة نووية في المغرب.. والمملكة تتكتم على التفاصيل