النفط والغاز في الجزائر.. هل تنجح خطط تعزيز الإنتاج بحلول 2025؟ (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- الجزائر تستهدف رفع إنتاج النفط المكافئ 2% سنويًا حتى 2025
- الجزائر تنهي حفر 22 بئرًا بما يعادل 47% من برنامج البحث والاستكشاف
- الجزائر تتوصل إلى اكتشافات عديدة للنفط والغاز منذ بداية 2022 تدعم الاحتياطيات
- الجزائر توقّع اتفاقيات لتسريع الإنتاج من الحقول والاستفادة من الأسعار
يشهد إنتاج النفط والغاز في الجزائر جهودًا حثيثة للعمل على تلبية تزايد الاستهلاك المحلي، بالتوازي مع السعي نحو اقتناص فرص تصديرية جديدة في الأسواق العالمية، والاستفادة من الأسعار المرتفعة عالميًا، خصوصا الغاز الذي تتميز به البلاد.
وتأتي الجزائر -نظرًا لموقعها الجغرافي- من بين الحلول المتاحة بقوة على طاولة الدول الأوروبية لتنويع مصادرها من الغاز الطبيعي، للابتعاد عن الغاز الروسي وعدم الاعتماد عليه، عقب أزمة غزو روسيا أوكرانيا.
ويُعَدّ العام الجاري (2022) مميزًا لقطاع المحروقات الجزائري منذ بدايته، بفضل اكتشاف العديد من الآبار ودخول بعضها على خريطة الإنتاج، مع توقيع اتفاقيات من شأنها إسراع خطوات تعزيز إنتاج النفط والغاز في الجزائر.
مستهدفات الجزائر
يُعَدّ قطاع إنتاج النفط والغاز في الجزائر عاملًا رئيسًا في نمو الاقتصاد المحلي، إذ تأتي البلاد في المركز الأول أفريقيًا بقائمة أكبر الدول المنتجة للغاز على مستوى القارة، وفي المركز الثالث عربيًا بعد قطر والسعودية.
وبحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي، ارتفع إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي خلال العام الماضي (2021) ليصل إلى 100.8 مليار متر مكعب، مقابل 81.5 مليار متر مكعب، بنسبة نمو سنوية 24.1%.
وتستهدف الحكومية الجزائرية رفع إنتاج النفط المكافئ بنسبة 2% سنويًا، ليصل إلى 205 ملايين طن بحلول عام 2025.
وتتوقع البلاد أن يصل إنتاج النفط المكافئ إلى 191 مليون طن بنهاية العام الجاري (2022)، مقابل 186 مليون طن خلال 2021.
ومن بين الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للعمل على رفع إنتاج النفط والغاز في الجزائر قيامها بمنح رخصتين للاستكشاف في البحر، من بين 4 اتفاقيات وقّعتها شركة النفط والغاز الحكومية سوناطراك، مع شركات نفط أجنبية.
وانتهت الجزائر من حفر 22 بئرًا من حقول قائمة بما يعادل 47% من برنامجها السنوي للبحث والاستكشاف، و6 آبار من حقول جديدة بما يعادل 36% من برنامجها.
كما تعمل الحكومة على استكمال تطوير حقول الغاز الموجودة في "قاسي الطويل" الواقعة في بلدية حاسي مسعود جنوب الجزائر، ومنطقة تينهرت، بالإضافة إلى محيط بئر ركايز، وإنجاز الخط الرابع لغاز النفط المسال في حاسي مسعود.
ومع العمل على زيادة إنتاج النفط والغاز في الجزائر، تستهدف البلاد أيضًا رفع معدل التكرير والبتروكيماويات بنسبة 50%، مقارنة بنحو 32% في الوقت الراهن.
اكتشافات النفط والغاز في الجزائر
منذ بداية العام الجاري، نجحت الجزائر في تحقيق أكثر من اكتشاف جديد للنفط والغاز تدعم احتياطياتها من ذلك الوقود الأحفوري، ويساعدها على تحقيق أهدافها نحو زيادة إنتاج النفط والغاز وتحقيق قيمة تصديرية بشكل أكبر.
وكان آخر تلك الاكتشافات إعلان شركة سوناطراك في شهر أغسطس/آب (2022) التوصل إلى مكامن جديدة للنفط خلال حفر بئر حاسي إيلاتو شرق بولاية أدرار.
والكشف الجديد في تلك المنطقة هو الأول منذ عام 1994، أي في غضون 28 عامًا، وتشير البيانات الأولية إلى أن حجم الكشف يبلغ ما بين 48 و150 مليون برميل.
وفي يوليو/تموز (2022)، توصلت البلاد كذلك بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية إلى 3 اكتشافات جديدة، تضمنت كشفين للغاز، وثالثًا للنفط.
وعثرت البلاد على مكمنين للغاز في الكشف الأول المعلَن في يوليو/تموز، إذ بلغ معدل إنتاج المكمن الأول نحو 300 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز و26 متر مكعب يوميًا من المكثفات، في حين بلغ إنتاج المكمن الثاني 213 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز و 17 متر مكعب يوميًا من المكثفات.
وفي الشهر نفسه، أي يوليو/تموز (2022)، توصلت سوناطراك الجزائرية إلى الكشف الثاني، بالتعاون مع شريكها الإيطالي (إيني)، وذلك بعد حفر بئر استكشاف غرد أولاد جمعة غرب -1، والتي أنتجت 1300 برميل يوميًا من النفط الخام و 51 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز المصاحب.
وكانت بشائر الاكتشافات الجديدة خلال العام الجاري قد بدأت في الربع الأول -أي في المدة من يناير/كانون الثاني حتى مارس/آذار الماضي-، إذ توصلت الجزائر إلى 3 اكتشافات نفطية جديدة.
وكان أول كشف لقطاع المحروقات خلال العام الجاري، بمنطقة زملة العربي الواقعة في حوض بركين بتقديرات أولية تصل إلى 140 مليون برميل من النفط، وذلك بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن البئر المكتشفة في حوض بركين أنتجت بمرحلة الاختبارات نحو 7 آلاف برميل من النفط يوميًا، ونحو 140 ألف متر مكعب من الغاز المصاحب يوميًا.
بينما تحقَّق الكشف الثاني يوم 22 مارس/آذار 2022 في بئر ترسيم غرب عقلة الناصر-2 الواقعة شمال حقل حاسي مسعود، وهو ما أسهم في رفع إجمالي احتياطيات الخام غرب عقلة الناصر 2 إلى 961 مليون برميل من النفط، إذ قُدِّر احتياطي البئر الجديدة بنحو 415 مليون برميل.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز التفاصيل حول اكتشافات النفط والغاز في الجزائر خلال شهر مارس/آذار الماضي:
وتشير الاختبارات إلى أن البئر الجديدة في غرب عقلة الناصر أنتجت 5.094 ألف برميل يوميًا من النفط، و186 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وفي منطقة "العوابد" بولاية البيض، توصّل قطاع المحروقات في الجزائر أواخر شهر مارس/آذار الماضي إلى الاكتشاف الثالث، وهو بئر "أولاد سيدي الشيخ- 1"، بمعدل تدفّق وصل إلى 925 برميل يوميًا من النفط، و6.456 ألف متر مكعب يوميًا من الغاز.
اتفاقيات تسريع الإنتاج وزيادة الصادرات
يشهد العام الجاري كذلك توقيع الجزائر اتفاقيات جديدة تساعدها على تسريع زيادة إنتاج النفط والغاز لتحقيق مستهدفاتها، والاستفادة من الأسعار المرتفعة في الأسواق العالمية.
ومن أبرز تلك الاتفاقيات توقيع شركة سوناطراك الحكومية اتفاقًا مع مجمع الطاقة الإيطالي "إنيل ENEL" بشأن عقود شراء وبيع الغاز الطبيعي الموجّه للأسواق الإيطالية والإسبانية.
وتضمَّن الاتفاق تعديل سعر البيع تماشيًا مع ظروف السوق، بالإضافة إلى توريد كميات إضافية من الغاز خلال العام الجاري، والسنوات المقبلة.
كما شهد شهر أبريل/نيسان (2022) توقيع سوناطراك اتفاقية مع شركة إيني الإيطالية، تضمنت تسريع وتيرة تطوير مشروعات إنتاج الغاز الطبيعي، وزيادة صادرات قطاع المحروقات في الجزائر من الغاز عبر الاعتماد على القدرات التي يتيحها خط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي "ترانسمد".
ويُعَدّ خط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي "ترانسمد" هو الرابط بين الجزائر مرورًا بتونس وصقلية والأراضي الإيطالية.
ووقّع العملاق الحكومي كذلك اتفاقية مع إيني الإيطالية تتضمن تسريع تطوير حقول الغاز المكتشفة في البلاد، إذ تتوقع الجزائر أن يصل حجم إنتاج الغاز من الحقول التي تضمّنتها الاتفاقية لنحو 3 مليارات متر مكعب سنويًا.
وفي السياق نفسه، وقّعت الجزائر اتفاقية مع شركة سينوباك الصينية للقيام بتحديث آبار قديمة وحفر أخرى جديدة، لزيادة إنتاج النفط والغاز في الجزائر.
وتضمَّن العقد، البالغة تكلفته الاستثمارية 490 مليون دولار، تجديد 6 آبار، والقيام بحفر 12 بئرًا جديدة، مع صيانة المنشآت القائمة، وكذلك استعادة الغازات المحروقة في إطار الحدّ من انبعاثات الكربون، وسط توقعات رسمية بأن يسهم هذا العقد في استخراج نحو 95 مليون برميل من النفط.
موضوعات متعلقة..
- قطاع المحروقات في الجزائر.. بشائر آبار جديدة واتفاقيات لزيادة الصادرات
- توسعة ميناء سكيكدة.. سلاح الجزائر لاقتناص فرص جديدة بسوق الغاز (إنفوغرافيك)
- أكبر الدول العربية المنتجة للغاز الطبيعي.. قطر والسعودية والجزائر في الصدارة
اقرأ أيضًا..
- تمويل تغير المناخ يُحرج رئيس البنك الدولي.. أين ذهبت 7 مليارات دولار؟
- تركيا: اتفاق التنقيب عن النفط والغاز مع ليبيا أمر سيادي.. ولا تعنينا تصريحات اليونان وأوروبا
- هل تُحظر صادرات الغاز المسال الأميركية لمواجهة ارتفاع الأسعار؟ إدارة بايدن تجيب
يقول الشاعر:
كرغوليا كرغوليا استيقظي
الم تسامي قدم ولد الحركي